عصر الجاهليه والقبائل


هذا ونكمل الحديث عن العرب والقبائل العربيه في ما قبل الاسلام في عصر الجاهليه 



اللغات ثلاثى , وان الزمن له صيغتان : الماضي  والمضارع ,هذا بجانب تصاريف الافعال  واصول ومنها الضمائر والاسماء الداله على القرابه وحكم العدد  ,واسماء اعضاء الجسم .

هذا فضلاً عن الانظمه  الاجتماعيه والعقائد الدينيه ,والخصائص  الجسديه والغريزه وقوه الشعور الفردي والسوي .ومن هنا هذه الشعوب  ذات اروقه واحده  في زمن ما قبل تباينهم , وانهم كانوا يعشون في مكان جغرافي واحد وهناك شبه اجماع ان الشعوب العريبه التي سكنت بلاد العراق والشام وبعضها في شمال افريقيا قد خرجت من شبه الجزيره العربيه في ازمنه متعاقبه .


الجاهليه:

الجاهليه اسم اطلقه القران  الكريم على الحقبه التي سبقت ظهور الاسلام وقد ورد ذكرها في القران اربع مرات (سوره ال عمران اية 145,سوره المائده ايه 49-50,سوره الفتح اية26, وسوره  الاحزاب اية 33).
والجاهليه مشتقه من الجهل الذي هو ضد الحلم  لا من الحهل ضد العلم , فليس من المعقول ان العرب الذين نحتوا البتراء  وبنو قصر غمدان  ان يكونوا جهلاء لا يعرفون شيئا  من العلم  فهل الجاهليه اذن هم  العرب الذين عاشوا قبل الاسلام في بوادي الحزيره وفي مدنها الباقيه  وكان يغلب على القبائل العربيه التنازع والتقاتل والعداوه والثأر والتعاون على الاثم والعدوان وظلم بعضهم بعضا بتقديم المصلحه  القبليه على مصلحه الفرد ولب على بعضهم  شرب الخمر ولعب الميسر واخذ الربا  ووأد البنات فضلا عن الاسراف في الكرم وغيرها من العادات والامور التي اشتهروا بها .


- عرب الشمال وعرب الجنوب:

ان معظم شمالي شبه الجزيره العربيه باديه ومعظم جنوبها حضر  فمن اجل ذلك نشأ شيء من الخلاف بين اهل الشمال  واهل الجنوب  فقد كان  اهل الجنوب  اهل زراعه وصناعه وتجاره وحكومه مستقره  بينما كان اهل الشمال  اهل رعايه واتجاره ورئاسه بالعصابيه  وبما ان العرب  الجنوب كانوا اقوى من الناحيه الاقتصاديه  الماديه محتاجين الى ان يكون اهل الشمال مدى حيويا لهم فقد حاولوا  التسلط  على  العرب الشمال اقتصاديا وسياسيا  ومن هنا نشأ النزاع بينهم واشتدت بينهم العداوه ونشبت احيانا الحروب ولم تكن هذه العداوه بين العرب الجنوب وعرب الشمال فقط  بل بين القبائل الشماليه والقبائل الشماليه التي كانت تعتقد ان اصلها يرحع الى عرب الجنوب ايضا وقد حرى التعبير عن هذه العداوه بالفاظ مختلفه :عرب الشمال وعرب الجنوب  قيس ويمن ,مضر ويمن ,بكر وتغلب ....الخ 

واما ما يقصد بالبداوه والحضاره  انفه الذكر فان البداوه هي الاكتفاء  بالضروري  من اسباب  المعاش والحضاره هي التأنق (الاستجاده) و(التفتن) التعديد لاسباب المعاش في المطعم والملبس والمسكن وللبدو في حياتهم العامه خصائص منها :الرحله (الانتقال من مكان الى مكان ) في طلب المعاش والقوه والشجاعه لحاجتهم الى الدفاع عن انفسهم ضد الحيوان المفترس والعدو المغير والعصبيه (شعور كل قبيله برباط من النسب يجعلها يدا واحده  على كل قبيله  اخرى ) والظلم (العدوان :ان تبدا خصمك بالهجوم  عليه قبل ان يتمكن هو من الهجوم عليك ) والغزو :لانه  كان وسيله من وسائل المعاش في الباديه القاحله  والبر (طاعه القبيله :ان يطيع الفرد  القبيله التي ينسب  اليها  ولو اضر ذلك بمصلحته هو) والحياه الفطريه (نقس البدوي اقب الى الخير ) قله المنافسه  بينهم  لقله  حاجانهم  الكماليه  كما ان في البدوي  صفات نبيله من الكرم  والنجده والوافاء والدفاع عن العرض .

ومن البداوه تتطور الحضاره فستقر الانسان في السكنى ويميل الى الترف  وتعدد الحاجات  في الحياه  فينشا  في مجتمعه  الدوله ويصبح  طلب  العلم من الضروريات مع البقاء البداوه .


جيران عرب الشمال :

كانت اليمن في العصر الجاهلي  قد اصبحت  دوله غربيه عن عرب الشمال  بحضارتها وباللهجه التي كانت تتكلمها من العربيه ثم ان اتساع البوادي والصحاري في بلاد العرب قد حال بين الروم والفرس وبين احتلال شمالي بلاد العرب وحاول  الاحباش احتلال الحجاز في عام الفيل  (عام 53 قبل الهجره =570 م) فجابوا وارتدوا مهزومين  غير ان  الروم استطاعوا ان يقيموا  دويله للغساسنه (من عرب الجنوب )      قي حوران  ليكون هؤلاء الغساسنه  عيونا لهم  على العرب  وجباه للاموال من عرب الشمال  وكذلك  اقام الفرس من المناذره (من عرب الجنوب) دويله في الحيره (الكوفه اليوم) للغرض نفسه  والغساسنه والمناذره كانوا طبقتين حاكمتين ولم يكن اهل البلاد المحكومه منهم  ثم ان الروم  اقاموا  (بوساطه الحبشه ) دويله لالكنده (قوم الشاعر  المشهور امرى القيس وهو ايضا  من عرب الجنوب ) دويله في نجد واحتل الاحباش  اليمن مده فاستنجد اليمنيون بالفرس فاستطاع الفرس ان يخرجوا الاحباش  من اليمن وسيطروا هم عليها .




 عرب الحجاز :

حافظ الحجاز على استقلاله منذ اقدم العصور  فلم بعبث بحريته الملوك الفاتحون  في الوقت  الذي  عبث كورش وقمبيز وغيرهما من ملك الفرس  باستقلال  كثير من الامم كذلك  ظل محافظا على استقلاله  ايام الاسكندر المقدوني  الذي صده العرب حين اغار على دارا ملك الفرس وكان من اثر تمتع اهل الحجاز بالاستقلال  طول حياتهم  ان ظهرت  فيهم طبائع خاصه  بهم من حيث عراقه اصلهم وشرف ابائهم وشهامتهم التي كانت ولاتزال مضرب الامثال ولغتهم التي حافظت على نقائها وصفاتها .


هذا ولم تقم في الحجاز دوله او حكومه مركزيه تبسط سلطانها وحمايتها  على  السكان  كما كان الحال  في اليمن ويعود سبب ذلك لظروف الحجاز الاقتصاديه  وقد كانت القبائل العربيه في الحجاز تقوم على الحريه المطلقه  وهي تبعا  لذلك  ليست مضطره  للتنازل  عن حريتها لاحد  فالقبيله تعتبر وحده سياسيه مستقله وشيخ القبيله الذي كانت تؤهله لمنصبه مواصفات خاصه مثل :ان يكون كبير السن وقورا  جواداً كثير المال والاولاد  صاحب مروءه وشرف ونجده حكيما في تصرفاته وكان شيخ القبيله هذا يمارس سلطه على افراد القبيله  قائمه على العرف والتضامن والعصبيه .  



فأفراد القبيله جميعا متضامنون  في سراء والضراء  وقانونهم التقليدي  :انصر اخاك ظالما او مظلوما فلما جاء الاسلام  انقذهم  من هذا التمزق وخلصهم من عباده  الاحجار التي لا تضر ولا تنفع فصقل نفوسهم  وهذبها ونظم  الفكر الديني عندهم  ودعاهم الى وحدانيه الله  وانار  عقولهم بالقران الكريم  الذي اصبح  لهم دستورا وشرعا  فبين لهم اركان الايمان  واوجد  بينهم الفضيله فعلت  ارواحهم  بذلك  عن الخرافات  وتفتحت بذلك عقولهم الى نور الاسلام  فاصبحوا شعله متحمسه يتسابقون  لنشر هذا الدين  متحدين تاركين  وراءهم  مخلفات  الماضي  البغيض  متجهين  الى الامام  لبناء المستقبل  جديد تسوده المحبه والاخوه الاسلاميه لايفرقهم دين ولا جنس ولا قبيله كلهم قلب واحد  ودين واحد واله واحد  فكان نصرهم وكان عزهم  ومجدهم .


وكانت العلاقه  بين القبائل  تتراوح بين العداء والصداقه تبعا  للظروف ولكن الطابع العام كان ينزع نحو العداء لطبيعه الحياه نفسها وقسوتها وما كانت  تعرضه من صراع حول مصادر المياه والكلا.

وكان اقليم الحجاز قد قدر له  ان ينتقل الى  دور الزعامه والشهره على مستوى  العالم كله  بفضل الاسلام .ففي الحجاز ولد الرسول محمد بن عبدالله  صلى الله عليه الصلاه والسلام  ,وفيه  نزل عليه الوحي  واشرق  نور الاسلام الذي عم العالم كله  وتأسست  الدوله الاسلاميه  والحضاره الاسلاميه  التي اثرت الفكر البشري على مدى قرون عديده .هذا وقد كان لبلاد العرب  ديانات وثنيه مركزها مكه وهي قريه تأسست حول  منتصف القرن الخامس الميلادي في واد ضيق  طويل محدب على مقربه  من بئر زمزم وتبعد عن جده بنحو 45 ميلا.


وكان العمالقه اول من سكن مكه ثم خافتهم قبيله جرهم الثانيه وفي عهدخم نزل اسماعيل وامه بوادي مكه  فصاهرهم اسماعيا  ولما مات تولى البيت بعده ابنه ثابت وهو اكبر اولاده  ثم  تولى من جرهم  استمرت  ولايتهم  الى سنه 207م ,ظلت ولايه البيت في جرهم حتى اتسع سلطانهم وعظمت شوكتهم فعاثوا في  الارض  واستحلوا اموال الكعبه واضطهدوا من دخل مكه من غير اهلها  ولما قدمت خزاعه من اليمن اجلت جرهم وانتزعت منها السياده بعد تفرق سبأ على  اثر سيل العرم  اذ عرج على مكه لنو الحارثه بن عمرو الملقب بخزاعه ,فاستعان بنو حارثه بكنانه (بطن من مر) فغلبهم بنو الحارثه وكان رئيسهم يومئذ عمرو بن لحي  واستمرت خزاعه على الولايه  البيت نحواً من ثلثمائه سنه احدثوا  فيها كثيرا من الاوهام الفاسده ولا سيما عباده هبل.

عمل الطلاب :1- فادي جراد 
               2-محمد الخوالده 
               3-هدى محمد 
بأشراف الدكتوره : سعاد العبدلات 

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك