الازمات القلبية هي حالات مرضية تحدث بسبب تكدس المواد المؤكسدة التي تجعل من الدم الجاري في الشرايين المختلفة كتلة متكتلة تؤدي الى سد احد الشرايين بشكل كامل وتحدث الأزمة القلبية نتيجة إصابة عضلات القلب بسبب نقص إمداد الدم كما ذكرنا، وهذه الكتل سابقة الذكرتقوم بسد الطريق أمام مرور الدم الحامل للأوكسوجين إلى المناطق المختلفة بالقلب، وتؤدي إعاقة تدفق الدم إلى القلب إلي تدمير جزء من عضلة القلب، وقد يكون جزء خطير في القلب.
وفي سياق الدراسات الحديثة التي لا تتوقف في هذا الصدد، ما طرحته دراسة حديثة نشرت في إبريل الماضي ضمن مجلة "هارت جورنال" المعنية بصحة القلب، هو أن حصول نوبة الجلطة القلبية في الفترة ما بين السادسة صباحاً والثانية عشرة ظهراً، أي الربع الثاني من كل اليوم، يرفع أيضاً من خطورة احتمالات أن تتسبب الجلطة في ضرر أكبر في مقدار ضعف عضلة القلب الذي تتسبب فيه الجلطة القلبية.
ومعلوم أن هناك ثلاثة شرايين قلبية تاجية رئيسية، وهى الشريان الأيسر الأمامي، والشريان الأيسر المنحني، والشريان الأيمن. ومهمة كل واحد من هذه الشرايين التاجية الثلاثة هو تزويد منطقة معينة من عضلة القلب بالدم اللازم لحياتها وعملها.
وكانت دراسات طبية قلبية سابقة قد أظهرت أن ثمة اختلافات واضحة في عمل القلب وبقية أجزاء الجهاز الدوري بالجسم خلال الساعات المختلفة طوال اليوم الواحد، مما يؤدي إلى ارتفاع احتمالات حصول نوبات الجلطة القلبية في الفترة الصباحية، مقارنة ببقية ساعات اليوم.
وفي نوبة الجلطة القلبية يحصل انسداد تام في تدفق الدم إلى عضلة القلب عبر أحد الشرايين التاجية القلبية تلك. وبالتالي فإن الشلل التام يصيب أحد أجزاء عضلة القلب. وإذا ما استمر توقف تزويد ذلك الجانب من عضلة القلب بالدم ، يتلف ذلك الجزء العضلي بشكل دائم، أي يُصبح جزءاً مكوناً من أنسجة ميتة لا تتحرك لتنقبض مع بقية أجزاء عضلة القلب لضخ الدم للجسم. وهو ما يسمى "احتشاء عضلة القلب".
وما تطرحه الدراسة الحديثة للباحثين الأسبان من مستشفى سان كارلوس كلينيكو في مدريد ، مفادها أن حصول نوبة الجلطة القلبية في الفترة الصباحية يرفع من احتمالات حصول تكون رقعة ميتة أكبر بنسبة 20% في أنسجة عضلة القلب التالفة والميتة بعيد الجلطة القلبية. أي إن الضرر الذي يعقب الجلطة القلبية سيكون أكبر مما لو حصلت الجلطة القلبية تلك في أوقات أخرى من اليوم، طبقاً لما ورد بجريدة "أنباء الشرق الأوسط".
وقام الباحثون بتحليل المعلومات المتعلقة بأكثر من 800 شخص أصيبوا بنوبة الجلطة القلبية في الفترة ما بين عامي 2003 و2009. وقاموا بإجراء تحاليل لنتائج فحوصات الإنزيمات وغيرها التي تعكس مقدار التلف في حجم عضلة القلب نتيجة للجلطة القلبية. وقارنوا بين الجلطات القلبية التي حصلت في أربعة أقسام من ساعات اليوم، أي في الفترات اليومية المكونة من ست ساعات لكل منها، ولم يتبين لهم فقط أن أكثر الجلطات القلبية حصلت في الفترة الصباحية.
بل تبين لهم أيضاً أن المرضى الذين حصل لديهم تلف حجم أكبر من عضلة القلب، كانوا من الذين أصابتهم الجلطة القلبية في الفترة الصباحية، خاصةً أكبر من أولئك الذين أصابتهم الجلطة في الفترة ما بين السادسة مساء ومنتصف الليل.
كما أكد باحثون أمريكيون أن أخطر وقت تحدث فيه الأزمة القلبية بما فيها الذبحة الصدرية، والموت المفاجئ وغيرها من أمراض القلب هى ساعات الصباح الباكر.
وتعتبر الذبحة الصدرية القاتل الأول في العالم، ومن العوامل التي تعتبر مؤشراً على خطر حدوث الأزمات القلبية هى عدم ممارسة الرياضة والتدخين وزيادة الوزن.
وهناك أيضاً العديد من العوامل المعروفة والتي تؤثر في الدورة الدموية، وتنبأ بالإصابة بعلة في القلب أو يكون أصحابها اكثر عرضة للإصابة بمشاكل في القلب، كالجلطة الدموية، أو ضيق الشريان التاجي أو انسداده، ومن هذه العوامل: العمر، الوراثة، ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكري، وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، السمنة، قلة الرياضة والنشاط، وزيادة مستوى "الهوموسيستين" في الدم، التدخين، شرب الكحول، الغذاء غير الصحي.
وأشار فريق من الباحثين بجامعة هارفارد، إلى أن 40 في المائة من حالات حدوث الأزمات القلبية الخطيرة، تحدث بين الساعة السادسة صباحاً والثانية عشرة ظهراً، غير أن الساعات الثلاثة الأولى، أي بين السادسة والتاسعة، هي الأخطر، إذ تصل نسبة حدوث الأزمة خلالها إلى ثلاثة أضعاف.
ويتبع الجهاز القلبي الوعائي نمط الحياة اليومي الذي يتسم بكونه متذبذباً بطبيعته، وتعتمد الذبحة الصدرية على عدم التوازن بين زيادة طلب عضلات القلب على الأكسجين، وانخفاض المتوافر منه في العضلات، أو كلا العاملين.
وأوضح الباحثون أن هناك بعض الوظائف تحدث خلال الساعات الأولى من النهار، وتقتضي مزيداً من الطلب على الأكسجين، مثل الاستيقاظ من النوم وممارسة الرياضة الصباحية والزيادة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لعلاقتها بزيادة نشاط هرمون "الأدرينالين"، فهذه العوامل تعمل معاً، بما يزيد من حاجة الجسم والقلب إلى الأكسجين، ولكنها تساهم في الوقت نفسه في تقلص وانقباض الأوعية الدموية، وبالتالي ينخفض تدفق الدم إلى الشريان التاجي.
وأضاف الباحثون أنه عندما نستيقظ من نومنا، تميل الصفائح الدموية إلى الالتصاق بجدران الأوعية الدموية من الداخل، وفي العادة يوجد في جسم الإنسان مادة مذيبة للمواد المتجلطة، غير أن هذه المادة تكون في حالة شبه سبات في ساعات الصباح الأولى، ولذلك فإن لدينا ميل لتكوين الجلطات التي قد تسد الشريان التاجي والأوعية الدموية المؤدية إليه.
وتكثر الإصابة بالذبحة الصدرية في ساعات النوم الأخيرة، فذلك يعود إلى أن الجهاز القلبي الوعائي، يكون "نائماً"، مما يعني أن ضغط الدم يكون متدنياً، وكذلك دقات القلب، ولكن في مراحل النوم الأخيرة، وهي مرحلة حركة بؤبؤ العين السريعة، تعتبر الأكثر خطورة على صحة الإنسان لأنه عندما يحلم، فإنه يتعرض لنشاط مفاجئ في الجهاز العصبي، ويكون أكثر مما يحدث في حالة الصحو.
الأزمة القلبية الصامته
وقد حذرت دراسة أمريكية من أن 11% من مرضي القلب قد يتعرضون لما يعرف بالأزمة القلبية الصامتة دون أن ينتبهوا لذلك, لتظهر في وقت لاحق أعراضها الجانبية.
وأوضح الباحثون أن بعض مرضي القلب الذين يعتقدون انهم أصحاء يعانون علي الأرجح بعض ضمور في المخ وهو مايعرف بالأزمة القلبية الصامتة، إلا أنها في حقيقة الأمر أزمة قلبية حقيقية غير أن أعراضها الجانبية المصاحبة لا تكاد تكون ظاهرة علي نحو واضح كالأزمات التقليدية.
وحذر الباحثون من أن المرضي الذين تعرضوا للأزمات القلبية الصامتة أكثر عرضة لتكرار إصابتهم بالأزمات القلبية وسرعة معدل فقدان القدرات العقلية.
يذكر أن مرضي ضربات القلب غير المنتظمة وضغط الدم المرتفع من أكثر المرضي وقوعاً فريسة للأزمات القلبية الصامتة.
أطعمة تحافظ على قلبك
أكدت دراسات طبية حديثة أن الاعتماد في التغذية على زيت الزيتون والنباتات الورقية الخضراء والحبوب غير المقشورة والمكسرات والفواكه والأسماك والطماطم يجعل الإنسان يمتلك نظاماً غذائياً يجمع بين توليفة رائعة من مضادات الأكسدة والفيتامينات والشحوم المفيدة المهمة لصحتك والتي تخفض نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وأثبتت الدراسات أن اتباع النظام الغذائي لسكان حوض البحر الأبيض المتوسط لمدة 3 أشهر قد اثمر عن تحسن في ضغط الدم وخفض نسبة السكر والشحوم السيئة لدى أشخاص كانوا مهددين بالإصابة بإحدى الآفات القلبية.
وأوضحت الدراسة أن الحمية المتوسطية تحتوي على عنصر "الكروميوم" وهو عنصر يلعب دوراً كبيراً في خفض الشحوم السيئة ورفع الشحوم الجيدة في الجسم، كما يخفض من مقاومة الجسم للانسولين الذي يعد عاملاً مهماً في مكافحة داء السكري، وللحصول على أفضل النتائج ينصح الخبراء بمرافقة هذه الحمية بتناول حبوب فيتامينات متعددة.
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.