مدينة العقبة


العقبة تتميز هذه المدينة التي تقع على ساحل البحر الاحمر في اقصى جنوب عمان بأنها المنفذ البحري الوحيد للأردن وتتميز ايضاً بأنها منطقة استراتيجية، للعقبة حدود مع ايلات عن طريق معبر وادي عربة كما ان ايلات والعقبة يقعان على رأس خليج العقبة الذي يتفرع من البحر الاحمر ، كما ان للعقبة حدود مع مدينة حقل بالسعودينة وحدود مع مصر ، تبعد العقبة عن مدينة عمان حوالي 330 كم. وتشتهر العقبة كمنطقة للغوص وبشواطئها المطلة على البحر الأحمر.



تضم المدينة العديد من المنشآت الصناعية الهامة، والمناطق التجارية الحرة، ومطار الملك حسين الدولي. وتعتبر مركزا إداريا مهما في منطقة أقصى جنوب الأردن. ومصدر للفوسفات وبعض أنواع الصدف. ويقدر عدد سكان المدينة بحوالي 103,000 نسمة.



التسمية:
كان يطلق على العقبة اسم آيلة وتعني في اللغة:
«في مادة أيل في لسان العرب، أيل اسم من أسماء الله عز وجل عبرانيٍ أو سرياني، لأن إيلا لغة في إل وهو الله عز وجل»

«وفي رأي آخر أيلة مشتقة من (أيل) الواردة في نص " جلجاميش " بمعنى الله، وكان (أيل) إله الأكاديين والكنعانيين والعبرانيين، فهي بالتالي سامية وتعني (الله) وبهذا تتفق مع تفسير علماء اللغة العربية»
أما اسم العقبة فبرز في العصر المملوكي، حيث كانت المدينة تذكر بأيلة أو عقبة أيلة ردحاً طويلاً من الزمن، حتى غلب اسم العقبة عليها في العصر المملوكي.


«العقبة في اللغة: الطريق الوعر في الجبل والجمع عقب، وعقاب، وعقبات»



تاريخ:
منذ 4000 سنة قبل الميلاد كانت العقبة موطنا للعديد من الشعوب بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر وعلى تقاطع الطرق بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.



 كانت أحد أهم مدن النبطيين الذين توسعوا في المنطقة واستوطنوها. وكانت معبرا لطرق التجارة الدولية، تمر منها وتعود من خلالها القوافل القادمة من الحجاز وجنوب الجزيرة العربية متجهين إلى مصر أو بلاد الشام.



أطلق اليونانيون عليها اسم بيرنايس وأطلق عليها الرومان مسمى إيلا أو إلينا. خلال العهد الروماني كان طريق فيانوفاتريانا يتجه جنوبا من دمشق مارا بعمّان وينتهي في العقبة ومن هناك تتصل بالطريق المتجه غربا إلى فلسطين ومصر.



بعد عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصبحت العقبة تحت الحكم الإسلامي ثم تنقلت ملكيتها بين العديد من السلالات الحاكمة مثل الأمويون والعباسيون والفاطميون والمماليك.


 خلال القرن الثاني عشر الميلادي قام الصليبيون باحتلال المنطقة وبنوا فيها قلعة لا تزال محفوظة إلى الآن. وبالإضافة إلى بناء القلعة قاموا بتحصين جزيرة تتبع الآن المياه الإقليمية المصرية وتبعد 7 كم عن العقبة وتسمى جزيرة فرعون.


في عام 1170م استعاد صلاح الدين الأيوبي مدينة العقبة وجزيرة فرعون. ثم استولى عليها المماليك في عام 1250م وبنوا فيها حصنا في القرن الرابع عشر في عهد آخر حكامهم وهو قانصوه الغوري.



مع بداية القرن السادس عشر خضعت المنطقة لنفوذ العثمانيين وفي فترة حكمهم بدأت تفقد العقبة أهميتها فصارت قرية صغيرة تعيش على صيد الأسماك.

خلال الحرب العالمية الأولى أجبرت القوات العثمانية على مغادرة القرية على يد القوات العربية بقيادة الشريف الحسين بن علي سنة 1917 ضاما العقبة لمملكته في الحجاز الأمر الذي أدى إلى فتح الأبواب لخطوط الدعم القادمة من مصر إلى القوات البريطانية والعربية في الأردن وفلسطين.


في عام 1965م تم الاتفاق بين الأردن والسعودية على أن تأخذ السعودية 6000 كم من الأراضي الصحراوية الداخلية الأردنية مقابل 12 كم على الساحل في المنطقة القريبة من العقبة.


السياحة في العقبة:


قلعة العقبة أحد معاقل الثورة العربية الكبرى والتي بناها المماليك في القرن الثالث عشر




البوابة الشرقية (بوابة مصر) أحد البوابات الاربعة للمدينة التاريخية أيلا.




الشعاب المرجانية في العقبة. يعتبر خليج العقبة من أكثر الوجهات السياحية للغطس في العالم



تعتبر السياحة في مدينة العقبة نشطة لأسباب متنوعة وانها منطقة ساحلية تقع على البحر الأحمر، كما ان فيهاأماكن جميلة يمكن زيارتها, فان العقبة منطقة مليئة بالسياح الذين يأتون للتمتع بالبحر الرائع والجو الجميل فيها.



 وتشتمل العقبة على أهم المشاريع المهتمة في السياحة البيئية في الأردن وهي محطة العقبة لمراقبة الطيور والتي تستقطب عشرات الالف وربما الملايين من الطيور المهاجره أثناء رحلتها بين أوروبا وأفريقيا خلال موسمي الهجره في الخريف والربيع, ويتضمن مشروع محطة العقبة لمراقبة الطيور غابه للاشجار الكبيره وحدائق لاشجار مقيمة في المنطقة بالإضافة لمسطحات مائية كبيره تلعب جميعها بشكل متكامل على استقطاب أنواع مختلفة من الطيور قد يكون بعضها نادر الوجود على مستوى العالم الامر الذي يدفع العديد من المهتمين بمراقبة الطيور وعلماء الطيور لزيارة المنطقة وعمل التحاليل العلمية والأبحاث الخاصة بعلم الطيور. وتعد العقبة بشكل خاص ومنطقة الأردن بشكل عام من المناطق المهمة عالميا لهجرة الطيور بناء على تصنيف Birdlife International



وتحتضن محطة العلوم البحرية الواقعة على الشاطئ الجنوبي لخليج العقبة معرض للاحياء البحرية يستطيع الزائر ان يشاهد فية الأنواع المختلفة من المرجان والأسماك وغيرها من الكائنات الحية المستوطنة في خليج العقبة. قامت هيئة تنشيط السياحة بعمل اعلانات وحملات دعائية, بمساعدة من الاتحاد الأوروبي.



خلال فترة الأعياد الوطنية ياتي الأردنيين من شمال المملكة، ولا سيما من عمان واربد ،إلى المنتجعات والشواطئ الرملية, لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وخلال هذه الفترة تصل نسبة الاشغال في الفنادق إلى 100 ٪. في 2011 تم اختيار العقبة كعاصمة للسياحة العربية.


اقتصاد العقبة نما بسرعة كبيرة جدا بسبب إنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وهناك تطور في العمران (الإسكان) وتشييد منتجعات جيدة, ومشاريع جديدة مثل خليج تالا بي وسرايا العقبة التي ستكون مكان لامضاء العطل والاجازات في منازل سكنية متطورة للسياح والمواطنين على حد السواء.


 وتم استثمار أكثر من عشرين مليار دولار في العقبة منذ العام 2001 عندما تم تأسيس المنطقة الاقتصادية الخاصة. وجذيت العقبة أيضا شركات لوجستية عالمية مثل ايه بي إم تيرمينالز واجيليتي للاستثمار في مجال الخدمات اللوجستية، مما عزز من وضع المدينة كمركز للنقل والخدمات اللوجستية.



توجد العديد من الفنادق في العقبة ولكن هناك أيضا فنادق جديدة قيد الإنشاء. العقبة هي الميناء البحري الوحيد للأردن لذلك تقريبا أغلب صادرات الأردن تغادر من هذه المدينة. أكثر من 20 مليار دولار من الاستثمارات تتدفق إلى العقبة من منطقة الخليج ومستثمريين أوروبيين, مما يجعل العقبة تتفوق على ايلات سياحيا واستثماريا, ايلات تلك المدينة المزدهرة التي تقع على بعد بضع كيلومترات فقط.



بحلول عام 2006 كانت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة جذبت 8 مليار دولار من الاستثمارات, وبهذا تكون المدينة ضربت الرقم 6 مليار دولار الذي طمحت ان تصل اليه بحلول عام 2020, بمقدار الثلث وأكثر من ذلك في أقل من عقد من الزمان. وقامت االمدينة بتعديل هدفها الذي أصبح جلب 12 مليار دولار أخرى بحلول عام 2020, لكن في عام 2009 وحده وقعت المدينة على صفقات بقيمة 14 مليار دولار.



 بعض المشاريع قيد الإنشاء حاليا وهي على النحو الاتي:

سرايا العقبة: 700 مليون دولار لبناء منتجع يضم بحيرة صناعية, فنادق فخمة, فلل, ومنازل فخمة على ان يكتمل المشروع بحلول عام 2010.


منتجع واحة آيلا بقيمة 1 مليار دولار وبحيرة صناعية المنتجع مع فنادق فخمة، فلل، وملعب للجولف ذي 18 حفرة. ويحمل المنتجع طابعٌ يمثلُ بندقيةً عربية، بطريقة تصميم المباني التي بنيت على طول قنوات مائية لايمكن الوصول إليها الا عن طريق قوارب أو مسارات خاصة. إلى جانب حديقة مائية جزء من مشروع واحة آيلا' الذي سوف يكتمل بحلول عام 2017.



خليج تالا بي عبارة عن مجتمع منتقى ومتكامل، يقوم على مساحة مسيجة تبلغ 2.7 مليون متراً مربعا, يقع على الطرف الشمالي لخليج العقبة. وهذا المشروع اكتمل بقيمته 500 مليون دولار. كما يضم خليج تالا بي منتجعات وفنادق 4 أو 5 مثل فندق الهيلتون.



مرسى زايد, أكبر مشروع عقاري وسياحي على مستوى المنطقة, يمتد على مساحة 3.2 كم مربع ويشمل واجهة مائية بطول 2 كم.

 ويهدف مشروع مرسى زايد إلى تطوير الواجهة البحرية وتحويلها إلى بيئة مؤهلة للاستخدام المتعدد الأغراض تنتشر عليها الأبراج السكنية المرتفعة والمناطق المخصصة للمرافق الترفيهية والسياحية وأخرى مخصصة للأعمال التجارية والفنادق العالمية, على أكثر من ثلاثة ملايين متر مربع من الأراضي. ومن جهة أخرى، ستعد مراسي اليخوت المتعددة التي سيتم إنشاؤها إضافة هامة للطاقة الاستيعابية للمراسي القائمة حالياً في مدينة العقبة، مما يسهم في تحويل مدينة العقبة إلى وجهة رئيسية لليخوت، بالإضافة لإنشاء ميناء حديث للبواخر السياحية معد وفق أفضل ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في هذا المجال ليمثل بوابة للترحيب بزوار العقبة. سيتم تنفيذ هذا المشروع على عدة مراحل على مدار 30 عاما, ومن المقرر ان يكتمل المشروع بحلول عام 2017.


نقل الميناء سوف سيتم نقل ميناء العقبة إلى الجزء الجنوبي من المحافظة بالقرب من الحدود السعودية, بحلول أيار من عام 2013 حسب ما هو مقرر. وتطوير الميناء ليكون مرفأ متطورا يضاهي المرافئ العالمية.



سيتم ربط العقبة بمشروع شبكة السكك الوطنية, الذي سيتم الانتهاء منه بحلول عام 2013. وسوف يربط مشروع السكك الحديدية في العقبة مع جميع المدن الرئيسية في الأردن والمراكز الاقتصادية والعديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية والعراق وسوريا.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك