الحزب السياسي هو تنظيم سياسي يسعى إلى بلوغ السلطة السياسية داخل الحكومة أو من خلال مرشح في الانتخابات الرئاسية ، وعادة من خلال المشاركة في الحملات الانتخابية. والأحزاب السياسية تمارس الديمقراطية في داخلها من خلال انتخاب أعضائها في أمانات الحزب المختلفة وصولا إلى انتخاب رئيس الحزب، وترشيح أعضاء ينتمون للحزب لخوض الانتخابات.
الأحزاب السياسية كثيراً ما تتبنى أيديولوجية معينة ورؤى، ولكن يمكن أيضا أن تمثل التحالف بين المصالح المتباينة.
في العلوم السياسية توجد عدة تعاريف للأحزاب السياسية. تقليديا ركز علماء السياسة على دور الأحزاب السياسية، باعتبارها أدوات للترويج ترشح في الانتخابات للمناصب العامة يعرف الأحزاب السياسية على النحو التالي : "حزب سياسي هو جماعة منظمة رسميا أن يؤدي وظائف وتثقيف الجمهور لقبول النظام فضلا عن الآثار المباشرة أكثر من اهتمامات السياسة العامة، ويشجع الأفراد لتولي المناصب العامة، والتي تشمل وظيفة الربط بين الجمهور ومتخذي القرارات الحكومية. "
تعتبر الأحزاب السياسية من المفاهيم السياسية الحديثة ، وهي حجر الزاوية في المبادئ الديمقراطية, وتعدد الأحزاب تعتبر من المظاهر الجوهرية للديمقراطية, وتنتفي الديمقراطية بانتفاء تعدد الأحزاب وإلغائها. وتلعب الأحزاب دورا كبيرا في تقويم السلطة وكشف عيوبها وتقويمها بالاتجاه الصحيح. وقد ارتبط ظهور الأحزاب بظهور المجالس النيابية والتي جاءت كثمرة صراع سياسي بين الملك وبين الكتل البرلمانية والتي تحولت إلى أحزاب سياسية.
ويذهب الكثير من علماء السياسية على تعريف الأحزاب – على إنها تجمع أو اتحاد بين مجموعة من الأفراد ذات مبادئ وأفكار ومصالح واحدة حيث يكون لهم أهداف سياسية معينة يسعون على تحقيقها وللأحزاب الفاعلة والمؤثرة في الجماهير دور مهم وفعال في تثقيف وتوعية وتنوير الجماهير من خلال المحاضرات والندوات والمناقشات لجميع فئات المجتمع , وتأخذ تلك الأحزاب ايديولوجيات مختلفة حسب توجهها منها إسلامية ويسارية ليبرالية ومنها يمينية متشددة ومنها وسطية معتدلة وتأخذ تلك الأيدلوجيات حسب بيئة المجتمع وطابعه القومي .
وتعد تلك الأحزاب كمدارس لتخريج كوادر مدربة وسياسيين متمكنين من إدارة حوارات ونقاشات وإقناع المقابل بمبادئ الحزب وتوجهاته. وتذهب تلك الأحزاب الى أبعد من ذلك في تصدير تلك الأفكار والمبادئ إلى خارج حدودها الإقليمية والوطنية كالفكر الاسلامي كإخوان المسلمين والفكرالماركسي وفكر حزب البعث, وبعض الأحزاب الإسلامية الطموحة الأخرى كالدعوة وحزب الله.
ولكل حزب برامجه العملية وطروحاته التثقيفية الواضحة والمتميزة عن غيره حيث تطرح تلك البرامج من خلال قنوات إعلامية كالصحف والمجلات وقنوات تلفزيونية خاصة بالحزب حيث تعتبر تلك البرامج بمثابة آراء وأفكار تمد المجتمع بها وكذلك تسلط الضوء على مساوئ قرارات وسلوك النظام السياسي الحاكم اتجاه المجتمع وتطرح حلول لتك المشاكل التي تخنق المجتمع عبر أيدلوجيتها وفلسفتها التي تريد استقطاب الجماهير حولها .
وقد تتخذ بعض الأحزاب الديمقراطية أسلوبا وممارسة في عملها الحزبي وتطبيق نظامها الداخلي كممارسة حقيقية وذاتية لتداول الأدوار والمناصب داخل الحزب الواحد دون احتكار السلطة والقيادة بمجموعة معينة من الأشخاص. والديمقراطية هي الصيغة العملية لإقامة التوازن بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع ، وفي ظل تلك الديمقراطية تنمو مواهب الأفراد وطاقاتهم وتنتعش قدرتهم على الإبداع وهذه هي مقومات التقدم والنجاح .
وتعتبر الانتخابات من أدوات الديمقراطية الهامة التي تحقق توازن في منظومة العمل السياسي في المجتمع وكذلك تفرز تلك الانتخابات الكتل والأحزاب الفائزة, التي تستلم السلطة وتدير الحكومة وتسيطر على البرلمان بأغلبية. أو أحزاب تكون خارج السلطة لتقف في صف المعارضة فتلعب دور المراقبة والمحاسبة على الحزب أو الأحزاب التي تشكل الحكومة. وعلى الأحزاب في جميع المواقع أن تكون ملزمة بقواعد النظام الديمقراطي ومبادئه التي ينص عليها دستور البلد, الذي يحمي ويصون ويضمن تلك المبادئ !!
والحديث عن الأنظمة السياسية عامة والعربية الحاكمة خاصة فهي أنظمة بعيدة عن مفهوم الديمقراطية كمفهوم وممارسة, لانها أغلبها جاءت للسلطة عبر انقلابات عسكرية. هيمنت من خلالها شخصيات عسكرية أو مدنية دكتاتورية حديدية على تلك الأحزاب, وقد جعلت تلك الاحزاب مبادئ الوطنية والديمقراطية سلم للوصول الى السلطة, وبالتالي هي نسفت كل المبادئ المزعومة في شعاراتها, وقد استطاع الحكام الفرديين فرض أنفسهم على أطار النظم السياسية وإظهار الديمقراطية المنشودة في صور سلبية متعددة من خلال سلوك دموي شاذ تبنته تلك الأحزاب الحاكمة أتجاه خصومها
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.