حتى لا تغرق بالديون

إن الاصل في الإنسان أن يكفي نفسه بنفسه دون حاجة الأخرين ولكن الظروف المحيطة والسمات المقيته لعصرنا الحالي وزيادة الإنفاق على الكماليات وإهمال الأساسيات يجبر الإنسان على الإقتراض واللجوء للدين ، ولكن الدين يترتب عليه عواقب وخيمة في الدنيا والأخرة ، وسوف نقوم من خلال هذه المقالة بوضع بعض النصائح للإبتعاد عن الدين وسداد ما ترتب على الإنسان منه.
 

أولاً: عليك الخوف من عواقب الديون في الأخرة
كما ذكرنا فإن الدين أمر له عواقب سلبية في الدين والدنيا وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مغبة الموت قبل سداد الديون ، فقال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عندما قال (نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه)([1])

وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين بشكل عام ونبه المسلمين الى محاولة الإكتفاء بذاتهم دون الحاجة الى الاقتراض ، مع انه حبب الناس بالتفريج عن غيرهم في الأزمات ولكنه شنع من فعلة الدين وعدم السداد.

ثانياً:لا تقترض إلا في الحالات الإضطرارية:
يوصف عصرنا هذا بأنه عصر الكماليات التي لا يمكن إحصائها وبعضها لا يشكل حاجة ملحة للناس ولكنهم يقترضون لتلبية رغباتهم غير الاضطرارية ، فالرسول الكريم عندما اقترض ورهن درعه اقترض لكي يأتي بطعام لأهل بيته وليس لشراء كماليات لا حاجة لها.

ثالثاً: تقوى الله عند الدين وبعد الدين واثناء الدين:
إن التقوى علاج لكل داء فالدين داء مقيت لا يلجأ له الانسان طواعية لكنه يلجأ رغم عنه والله ييسر أمور المتقين ، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً) –الطلاق الاية 4- فيجب على الإنسان ان يتقي الله عز وجل في المنشط والمكره والله تكفل له بالرزق.
وان لا ينوي الاستدانة بقصد عدم السداد او الاحتيال فإن هذا الأمر يعد مخالفة شرعية وأكل لأموال الناس بالباطل فالإنسان الكريم يجب عليه ان يستدين ويقوم بسداد ما عليه من ديون لأصحابها ، ويجب عليه الابتعاد عن المفاهيم الخاطئة كستباحة اموال الناس بغير حق.

رابعاً: الدين هم بالليل وذل في النهار:
إن المدين غالبا ما يبتعد عن انظار الناس خاصة من يعرف بأمره ، كما أنه يخاف من عتاب الدائنين له ومطالبتهم المستمرة له ولأهله وأقرباءه بالسداد ، وقد قال القرطبي في ذلك "وإنما كان شيئا ومذلة لما فيه من شغل القلب والبال والهم اللازم في قضائه والتذلل للغريم عند لقائه ، وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه".([2])

خامساً:ابتعد الأن عن البنوك:
أنا لن اتحدث عن هذه النقطة من منظور شرعي رغم ان الرأي الشرعي واضح وبين في هذه النقطة وهو حرمة البنوك لكني سوف اتحدث من منظور اقتصادي بحت ، إن القروض التي توفرها البنوك تحت مسميات عديدة تفرحك فترة مؤقته وتكدر حياتك فترة اطول بكثير ، لأن البنوك تتعامل بالربا الفاحش (الفائدة العالية) ، والألف في حقيقة الأمر يصبح اثنين وهذا الأمر يتضح من تجارب الناس.

فالمقترض (الضحية) يطلب من البنك مبلغا ويعطيه اياه البنك مع وجود ضمانات (بفائدة) معينة ممكن 10% أو اكثر بقليل وهكذا ولكن المقترض يتفاجأ بخصم رسوم شهرية على القرض ، وبدل تأمين وبدل طوابع وغيرها من المسميات ، وبعد أعوام عديدة تتفاجأ بأنك قد أخذت قرضاً وقمت بسداده ثلاثة أو اربعة أضعاف المبلغ كحد أدنى ، ابعتد الآن عن البنوك حتى تصلح حياتك.أوأو

سادساً: البطاقات الذكية:
إن كنت ذكياً فابتعد قدر المستطاع عن بطاقات الإئتمان الذكية التي يحصل مالكها على سلفة بسيطة (بفائدة) قليلة لكن مبلغ الدين سيكون عبأ على المدين في الشهر القادم عداك عن مبلغ الفائدة والإغراء المتحصل من خلال حمل البطاقات الذكية التي تشجع الإنسان على الاقتراض والإستدانة.

سابعاً: اكرم ضيفك حسب قدرتك:
ان الكثير من الناس اغرورقوا في الديون بسبب كرمهم الزائد عن الحد الطبيعي فلا يجوز ان استدين لإكرام ضيفي ولكني اكرمه مما أملك وأغلب الناس في هذا الزمان يقومون بإكرام ضيفهم من خلال الاستدانة.

 في النهاية لا بد من الإشارة الى ان الله عز وجل هو الرزاق فلا تعتمد في رزقك على ما قسم لغيرك وابتغي من اعمالك الكفاف والرضا والقناعة فلا تنظر الى الكماليات ولا تقع في الخدع والمصائد التي تضعها البنوك الربوية فهي لا تغني ولا تسمن من جوع.



([1]) رواه الترمذي وابن ماجه ، انظر صحيح الترمذي 860 (1/312).
([2]) الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي (3/416).

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك