انتقال السيادة في مكه الى قريش

انتقال السيادة في مكه الى قريش



استمرة خزاعة على ولاية البيت حتى قويت قريش وتغلبت عليها في القرن الخامس الميلادي وكانت على درجة كبيرة من الرقي , فستولى قصي بن كلاب على امر مكة والبيت الحرام من يد خزاعة واجلاهم عنها بما كان له من العصبية , فرحلت خزاعة ونزلت في بطن مر ( وادي فاطمه ) ومن ثم عظم نفوذه واجتمعت له السقايه والرفادة ةالحجابه و اللواء ولم تجتمع في رجل من قبله , فأصبحت امور الكعبه كلها في يد قصي بن كلاب الجد الرابع للرسول صلى الله عليه وسلم , وانتقلت السلطه من قصي الى اولاده . 



وكانت ام قصي قد انتقلت به وهو طفل بعد موت ابيه كلاب من مكه الى الشام لتعيش مع زوجها الجديد ربيعه بن حرام , فشب قصي بالشام لا يعرف له ابا غير ربيعه حتى نما , ثم عيره بعض بني ربيعه بأنه ليس منهم , فسأل امه فقالت له : إنك يا بني اكرم منهم نسبا وانت ابن كلاب بن مرة واهلك بمكه , فرحل لهم  وهناك تزوج فتاة من خزاعة كان لابيها السلطان على الكعبه , مما مهد له هذا ان يستولي على السلطان بعد موت هذا الاب , ولتف حوله قومه لما رأو فيه من مروءة وشهامة ونصروه على خزاعة  ,فخلص له الامر . وأقام حول الكعبة بعض اسر من فهر احدى بطون قبيلة كنانة عرفت بأسم قريش , واتخذو جزءا من الارض المجاوره للكعبه اولوه احترامهم , واعتبروه مقدسا وحرموا فيه القتال , واخذو على عاتقهم حمايته فأمنوا بذلك اذى غيرهم من القبائل , وكان لمكة مركز خاص لوجود الكعبة فيها , كما اصبحت قبيلة قريش محترمه في نظر القبائل العربية.

.  

والى قريش يرجع الفضل في توثيق الروابط التي تربط من يؤمون البيت الحرام كل عام من مختلف القبائل , اذا اصبحت مكة المكان الذي تفد اليه القبائل من كافة ارجاء بلاد العرب حيث يجتمعون للحج والتجارة , واتحا الفرصة لكثير من رجال هذه القبيلة , فظهرة مواهبهم بعد ظهور الاسلام , وكان منهم رجال كثيرون يعتبرون بحق من اكبر قادة العالم في الحروب والسياسه. 



وقد اجمع المؤرخون على ان قريشا التي منها قصي بن كلاب , ان قريش من ولد كنانة الذي يرجع نسبه الى عدنان , وينتهي الى اسماعيل عليه السلام . والى ذلك يشر الحديث النبوي الذي اثير عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (اختار الله من اسماعيل عليه السلام كنانه, واختار قريشا من كنانة , وختار بني هاشم من قريش , واختارني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار من خيار) . 

وتحدثنا المصادر العربيه ان مكة ترتبط وتشتهر بقصة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام , ذلك ان ابراهيم ذهب بأبنه اسماعيل ومعه امه هاجر الى الحجاز واسكنها بواد غير ذي زرع وتركهما , ولما نفذ الماء الذي كان معها , عطش ابنها اسماعيل , فأخذت تبحث عن الماء في هذا المكان الذي لا ماء فيه , واخذت تهرول بين الصفا والمروة , وعندما اكملت الشوط السابع تفجر الماء من المكان الذي سمي (بئر زمزم) واصبح سعيها هذا شعيرة من شعائر الحج. 


جاءت القبائل العربيه تطلب من هاجر السماح لهم بالانتفاع بهذا البئر فرحبت بهم , وكانت هذه القبائل هي قبائل جرهم الذي تزوج منهم اسماعيل عليه السلام وانجب اولاد العرب , وبدأ العمران يتسع حول زمزم , وبدأت مكه تظهر الى الوجود بعد ان امر ابراهيم في احدى زياراته لابنه اسماعيل ان يبني الكعبة المشرفة (وهي عبارة عن بناء مكعب الشكل تقريبا) كما امره الله سبحانه وتعالى , وكان ابراهيم يبني واسماعيل يرفع له الحجاره حتى تماه , قال تعالى (واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ) البقرة : اية 127. 


وقد سارة الركبان بذكر الكعبة ولا سيما بعد ان امر الله ابراهيم عليه السلام بقوله ( واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) الحج اية 27 , ولولا هذه القصه التي اوردها لنا القران الكريم في سورة ابراهيم وما حوته من الاخبار لما عرفنا عن قريش شيئا ذا غناء . 


ومنذ بناء الكعبه لم تصبح ملكا للجرهميين وجدهم , وانما اصبحت مكانا مقدسا للعرب جميعا لا يستطيع احد ان يمنع احدا من زيارتها والطواف بها , بل ان العرب الذين كانوا في حروب لا تكاد تنقطع فيما بينهم احتراما منهم للكعبة قد حرموا القتال في اشهر الحج (ذو القعده وذو الحجة والمحرم ) , كما حرم القتال في شهر رجب لانهم كانوا يكثرون من العمرة في هذا الشهر وقد احترم الاسلام هذا التقليد العربي , وكان من الطبيعي ان يهتم سكان مكه بأمرها , وبتوفير الحمايه والرعاية والامن للحجاج الذين يأتون اليها . 

عمل الطلاب :1- فادي جراد 
               2-محمد الخوالده 
               3-هدى محمد 
بأشراف الدكتوره : سعاد العبدلات 

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك