الجياللو (Giallo): الرعب الإيطالي بلونٍ أصفر
الجياللو كلمة إيطالية الأصل تعني حرفيًا "الأصفر"، وقد ارتبطت بهذا اللون بسبب سلسلة روايات بوليسية ذات غلاف أصفر نشرتها دار Mondadori في إيطاليا منذ عام 1929. لكن المصطلح تجاوز الأدب ليصبح لاحقًا تصنيفًا سينمائيًا خاصًا، يُشير إلى نوع من أفلام الرعب والإثارة التي تمتزج فيها الجرائم الغامضة بالعنف البصري الشديد، وتُقدّم بأسلوب فني يثير التوتر والذهول.
🧠 الجياللو كنوع سينمائي
ظهر هذا النوع من الأفلام في إيطاليا خلال الخمسينيات والستينيات، ويُعد المخرج ريكاردو فريدا أحد أوائل من مهدوا الطريق له، قبل أن يتبناه المخرج ماريو بافا بأسلوبه الغريب والمبتكر. فيلمه الشهير يوم الأحد الأسود (1960) يُعد من العلامات الفارقة، حيث يبدأ بمشهد صادم يتم فيه تثبيت قناع معدني على وجه الممثلة باربرا ستيل، في لحظة عنف رمزية تُجسّد جوهر الجياللو: الصدمة، الجمال، والموت.
🎥 رموز الجياللو: من الزومبي إلى الهلوسة
من أبرز المخرجين الذين ساهموا في ترسيخ هذا النوع:
-
لوتشيو فولشي: مخرج أفلام الزومبي، اشتهر بمشاهد عنف مفرطة مثل إدخال عود خشبي في عين إنسان بتفاصيل دقيقة، ومشهد الأيدي التي تخرج من الأرض لتقبض على المارّين. أفلامه تمزج بين الرعب الجسدي والرعب النفسي، وتُقدّم الموت كحدث بصري لا يُنسى.
-
داريو أرجنتو: يُعتبر الأب الروحي للجياللو الحديث، حيث تعتمد أفلامه على المؤثرات الصوتية والبصرية بشكل مكثّف، وتُقدّم القتل كلوحة فنية مشوّهة. من أشهر أعماله Suspiria وDeep Red، حيث تتداخل الموسيقى، الألوان، والكوابيس في سردٍ سريالي.
🇮🇹 الجياللو: فن إيطالي خالص
يُعد الجياللو فنًا إيطاليًا بامتياز، ليس فقط من حيث الإنتاج، بل من حيث الروح والأسلوب. فبينما تتعامل السينما الأمريكية مع الرعب بوصفه تهديدًا خارجيًا، يُقدّم الجياللو الرعب بوصفه اضطرابًا داخليًا، نابعًا من النفس البشرية، ومن الهوس، والجنون، والهوية الممزقة.
وقد شهد هذا النوع ذروته في عقد السبعينيات، حيث أُنتجت أفلام بارزة مثل الرجل من النهر العظيم (1974) للمخرج أومبرتو لينزي، والذي يُعد أول فيلم إيطالي يتناول موضوع أكلة لحوم البشر، ويمهد الطريق لأفلام أكثر تطرفًا.
⚠️ الجياللو والرقابة: بين الفن والقذارة
بسبب مشاهد العنف المفرط، والدموية الصادمة، أطلقت الشرطة البريطانية على هذه الأفلام اسم "قاذورات الفيديو" (Video Nasties)، ومنعت تداولها في الأسواق، ووضعتها ضمن قائمة الحظر التي ضمّت 39 فيلمًا، من بينها أفلام المعتقلات النازية، وفيلم محرقة أكلة لحوم البشر الذي يُعد من أكثر الأفلام إثارة للجدل في تاريخ الرعب.
🧩 الجياللو اليوم: إرث حيّ أم صدمة منسية؟
رغم الرقابة، لا يزال الجياللو يُلهم صناع السينما حول العالم، ويُعتبر مرجعًا بصريًا وفلسفيًا لفهم الرعب بوصفه فنًا يتجاوز الترفيه، ليصبح مرآة للقلق الإنساني، والهوس، والانحلال الأخلاقي.
🎬 اسم الفيلم | 📅 سنة الإنتاج | 🎥 المخرج | 🔍 ملاحظات بارزة | 🎭 التصنيف الفرعي |
---|---|---|---|---|
يوم الأحد الأسود | 1960 | ماريو بافا | مشهد تثبيت القناع على وجه باربرا ستيل | رعب نفسي / كلاسيكي |
محرقة آكلي لحوم البشر | 1980 | روغيرو ديوداتو | أحد أكثر أفلام الجياللو إثارة للجدل والرقابة | رعب واقعي / أكلة لحوم البشر |
الرجل من النهر العظيم | 1974 | أومبرتو لينزي | أول فيلم إيطالي يتناول موضوع أكلة لحوم البشر | رعب استكشافي / مغامرة دموية |
عين الزومبي | 1979 | لوتشيو فولشي | مشهد إدخال عود خشبي في العين بتفاصيل دقيقة | رعب جسدي / زومبي |
اللون الأحمر القاتم (Deep Red) | 1975 | داريو أرجنتو | مزيج من الموسيقى التصويرية والقتل الفني | رعب سريالي / جريمة غامضة |