--> -->

باب مفتوح... ولكننا لا نراه

author image
"رجل يرتدي زي السجن البرتقالي يجلس منكمشًا على أرض زنزانة مظلمة، بجانب باب معدني مفتوح يضيء طريقًا نحو الخارج، بينما يبدو غافلًا عن إمكانية الخروج، في مشهد يرمز إلى الغفلة عن الفرص المتاحة."

✨ قصة جميلة حدثت في عهد لويس السادس عشر:

في زمن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، حُكم على أحد السجناء بالإعدام، وكان يقبع في زنزانة مظلمة داخل جناحٍ من أجنحة القلعة الملكية. لم يتبقَ على تنفيذ الحكم سوى ليلة واحدة، ليلة أخيرة في عمره، يترقب فيها شروق الشمس الذي سيحمل معه نهايته المحتومة.

لكن في تلك الليلة، حدث ما لم يكن في الحسبان. إذ فُتح باب الزنزانة فجأة، ودخل الملك لويس بنفسه، يرافقه عدد من الحراس. نظر إلى السجين وقال له بنبرة هادئة ولكن حاسمة:

"أمنحك فرصة أخيرة، إن أحسنت استغلالها، فقد تنجو من الموت. هناك مخرج سري في زنزانتك، لا يحرسه أحد. إن استطعت العثور عليه قبل شروق الشمس، يمكنك الهروب والنجاة. أما إن فشلت، فسيأتي الحراس صباحًا ليأخذوك لتنفيذ الحكم."

ثم غادر الملك الزنزانة، وأمر الحراس بفك قيود السجين، تاركًا له حرية الحركة والبحث.

بدأ السجين على الفور في تفتيش الزنزانة بكل ما أوتي من قوة وأمل. راح يفتش في الزوايا، يطرق الجدران، يرفع السجاد البالي عن الأرض، حتى عثر على فتحة صغيرة مخفية تحت إحدى السجادات. فتحها فوجد سلّمًا يؤدي إلى سرداب مظلم، تبعه درج آخر يصعد نحو الأعلى. تسلّق السجين الدرج، وكلما ارتفع شعر بنسيم الهواء يتسلل إلى وجهه، فظن أنه يقترب من الحرية.

وصل إلى أعلى البرج، وهناك وجد نفسه في مكان شاهق، لا يكاد يرى الأرض من تحته. راح يضرب الحائط بقدمه، حتى شعر بحجر يتحرك. أزاحه، فوجد سردابًا ضيقًا لا يكاد يتّسع لجسده. بدأ يزحف فيه، وكلما تقدّم، سمع صوت خرير مياه، فازداد أمله، إذ علم أن القلعة تطل على نهر.

لكن في نهاية السرداب، وجد نافذة صغيرة مغلقة بالحديد، يمكنه من خلالها رؤية النهر، دون أن يستطيع الوصول إليه. حاول فتحها، عبثًا. عاد أدراجه، وواصل البحث في كل زاوية وكل فجوة، وكل مرة كان يظن أنه وجد المخرج، لكن الأمل كان يخبو سريعًا، ويحلّ محله اليأس.

وهكذا قضى السجين ليلته كلها في محاولات مضنية، يلهث بين السراديب والممرات، يطارد سراب النجاة، حتى بزغت الشمس، وأشرقت على وجهه من خلال النافذة الحديدية.

وفي تلك اللحظة، فُتح باب الزنزانة مجددًا، وظهر وجه الملك لويس، ينظر إليه مبتسمًا وقال:

"أراك لا تزال هنا!"

ردّ السجين منهكًا، بصوتٍ يملؤه الأسى:

"كنت أظن أنك صادق معي، يا مولاي..."

أجابه الملك بهدوء:

"لقد كنت صادقًا بالفعل."

قال السجين متعجبًا:

"لقد فتّشت كل زاوية، كل جدار، كل فتحة... فأين هو المخرج الذي وعدتني به؟"

ابتسم الملك وقال:

"كان باب الزنزانة مفتوحًا منذ البداية، ولم يكن مغلقًا أبداً."

💡 مغزى القصة

الإنسان كثيرًا ما يصنع لنفسه المتاعب، ويغرق في تعقيدات الحياة، بينما الحل أمامه، بسيط وواضح. نحن نميل إلى البحث عن المخرج في الأماكن الصعبة، ونغفل عن الأبواب المفتوحة التي لا تحتاج سوى أن نخطو عبرها.

الحياة ليست معقدة كما نظن، بل نحن من نعقّدها بتفكيرنا. فكر ببساطة، انظر حولك، فقد يكون باب نجاتك مفتوحًا منذ البداية... فقط تحتاج أن تراه.