مسح الوجه باليدين بعد الدعاء


إن الدعاء لله عز وجل من الأمور التي لا خلاف عليها ، بل إن الله حث العباد على دعاءه وسؤاله ، فيقوم العبد بالتقرب الى الله تعالى بالدعاء ، فدعاء العبد ربه تبارك وتعالى وسؤاله إياه مشروع ومرغب فيه كما ذكرنا ، ورفع اليدين فيه ضراعةً وابتهالاً إلى الله ثابت ومشروع أيضاً ، وأما مسح الوجه بالكفين عقب الدعاء ، وهو من الامور التي اعتاد الناس فعلها فقد ورد فيه حديث لكنه ضعيف ، رواه ابن ماجه من طريق صالح بن حسان النضري ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك ، ولا تدع بظهورهما ، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك) لضعف صالح بن حسان ؛ فقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والدراقطني ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال أبو نعيم الأصبهاني : منكر الحديث متروك ، وقال ابن حبان : كان صاحب قينات وسماع ، وكان يروي الموضوعات عن الأثبات ، وقال ابن الجوزي في هذا الحديث: لا يصح ؛ فيه صالح بن حسان .

وورد فيه حديث آخر رواه الترمذي في سننه قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى وإبراهيم بن يعقوب وغير واحد ، قالوا : حدثنا حماد بن عيسى الجهني ، عن حنظلة بن أبي سفيان الجحمي عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه ) قال محمد بن المثنى في حديثة : (لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه ) قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح غريب ، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى ، وقد انفرد به وهو قليل الحديث ، وحنظلة بن أبي سفيان ثقة ، وثقة يحيى بن سعيد القطان. اهـ. ولكن فيه حماد بن عيسى وهو ضعيف ، وقد تفرد به على ما ذكره الترمذي .

ولما كان الدعاء عبادة مشروعة ، ولم يثبت في مسح الوجه بالكفين سنة قولية أو عملية ، بل روي ذلك من طرق ضعيفة – فالأولى تركه ؛ عملاً بالأحاديث الصحيحة التي لم يذكر فيها المسح.

 اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك