مقدمة:
قصة حرية البحر:
تكمن قصة حورية البحر الصغيرة التي اغرمت بأمير من بني البشر أنقذته من الغرق ، و تمنت لو أنها تزوجت به ، لولا أنها استطاعت أن تعرف أن ذيلها يفرق بينها و بين بني البشر ذوي السيقان ، ثم أن حياتهم القصيرة تفرق بينهم و بين حياتها ، التي تبلغ مئات الأعوام، و لما لم تجد الحورية إلى الأمير سبيلا ، سوى أن يرى أعلى جسدها ، و يواري الماء عنه أسفله ، هداها إلى اللجوء للساحرة التي سلبتها لسانها ، في مقابل ترياق تحتسيه حين الفجر ، يجعل لها سيقان البشر ، على أن تعلم أنها إذا تزوج أميرها بغيرها ستزوي بين طيات موج البحر ، في أول فجر بعد تركه إياها.
و يرى الأمير الحورية ملقاة على الشاطئ ، فيجتلبها إليه ، لكنها لا تستطيع أن تنطق بحبه ، و يؤلمها أنه لا يجد فيها إلا صورة للفتاة التي أنقذته ذات الصوت الجميل .. و يتم تزويج الأمير من أخرى ، و الحورية لا تستطيع سوى الصمت ، حتى تجد ان حياتها السابقة يمكن أن تسترد ، بأن تسدد خنجرا في قلب أميرها قبل ذلك الفجر ، الذي توشك فيه على الانزواء مع الموج.
لكن الأميرة تفضل أن تكون نهايتها بين الأمواج ، على أن تكون نهاية حبيبها على يديها.
الأسطورة:
ويذكر انه قد حدثت في بحيرة قارون بالفيوم على بعد امتار قليلة من المياه فوجئ الجميع بما لم يكن فى الحسبان ، اضواء و أشعة غريبة تنبعث من المياه ..
و أمواج سريعة متتالية كما لو أن البحيرة أعلنت عن غضبها … لفت ذلك جميع أنظار الرواد و المصطافين الذين توقفوا فى أماكنهم من فرط الدهشة و الخوف ، و لم يُبقوا على هذه المشاعر طويلاً حتى خرجوا من المياه و بسرعة فائقة اعتقاداً بأن هناك حوتاً أو وحشاً من وحوش البحر يبحث عن فريسة و تجمع الكل على الشاطئ موجهين عيونهم إلى المياه ترقباً لما سيحدث فيما بعد و أضاف اصحاب هذا القول : إن المصطافين لم ينتظروا طويلاً فبعد دقائق معدودة من تصاعد الأمواج فجأة و بدون سابق انذار كما لو كانت البحيرة انشقت خرج من البحيرة مخلوق غريب أشبه بفتاه عاريه فائقة الجمال و الأنوثة طولها حوالى 180 سم ، شعرها طويل و لونه اصفر و وجهها يشع منه عينان ذهبيتان ، أخذت تخرج جسدها من المياه رويداً رويداً و الناس يحدقون فى هذه الفتاه التى لم تكن فى حقيقة الأمر - كما قال شهود عيان - سوى حورية من حوريات البحر التى نسمع عنها في حكايات ألف ليلة و ليلة.
البعض تعالت صيحاتهم و البعض الآخر أخذ يهلل بينما آخرون لملموا أغراضهم و سحبوا أطفالهم بعيداً عن الشاطئ.. المشهد لم يستمر أكثر من ثوان قليلة .. كما يزعم شاهد عيان آخر يُدعى على حيث غطست مرة اخرى و كأنها فص ملح و ذاب .. أسرع البعض ليتبعها دون جدوى.
