يُعد اكتشاف إبهام قدم يمنى صناعي في إحدى المومياوات المصرية دليلًا مذهلًا على ريادة الفراعنة في المجال الطبي والتقني، بل ويُصنف كأول عضو صناعي معروف في تاريخ البشرية. هذا الاكتشاف وقع في أحد القبور الفرعونية القديمة بمنطقة القاهرة عام 2000، ويُرجّح العلماء أنه يعود لامرأة مصرية عاشت قبل أكثر من 2600 سنة.
وقد تم العثور على هذا الإبهام متّصلًا بالجثة، مصنوعًا من الخشب والجلد الطبيعي، ويعود تاريخه إلى ما قبل 600 قبل الميلاد. وتميّز بتصميمه المفصلي، ما يشير إلى أنه لم يكن رمزيًا أو زخرفيًا فقط، بل كان يستخدم لغرض وظيفي يمكّن صاحبته من المشي بشكل طبيعي.
🏛️ الإصبع الثاني: Greville Chester الصناعي
في المتحف البريطاني بلندن، يُعرض إصبع قدم صناعي آخر من العهد المصري القديم، أُطلق عليه اسم Greville Chester artificial toe. بخلاف الإصبع المكتشف في القاهرة، فإن هذا الإصبع عُثر عليه دون أن يكون متّصلًا بجثة، ويُعتقد أنه صُمم بنفس التقنية، ولكن بأداء أقل كفاءة.
⚙️ أطراف صناعية قبل العصر الحديث
قبل هذا الاكتشاف، كانت أول أطراف صناعية معروفة تعود إلى الحضارة الرومانية عام 300 قبل الميلاد، مثل القدم البرونزية المحفوظة سابقًا في الكلية الملكية للجراحين في لندن. لكن هذه القدم تحطّمت أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد صُممت لتعويض الجزء السفلي المفقود من الرجل باستخدام صفيحة معدنية وحزام لتثبيتها بالجسم.
بالمقارنة، فإن الإصبع المصري يفوق القدم الرومانية من حيث القدم الزمنية والدقة التقنية، مما يجعل المصريين أوائل من دمجوا الوظيفة الطبية مع التصميم الحيوي للأطراف الصناعية.
👨🔬 فعالية عملية مثبتة بالتجربة
أثبتت التجارب العملية التي أجراها فريق جامعة مانشستر أن الإصبع المصري الصناعي لم يُصمم لأغراض جنائزية فقط، بل كان يُستخدم فعليًا أثناء الحياة. فقد استطاع عدد من المتطوّعين الذين فقدوا إبهام قدمهم اليمنى ارتداء الإصبعين والمشي بهما، وأجمعوا على أن الإصبع المكتشف في القاهرة أكثر راحةً وكفاءةً من نظيره المحفوظ في لندن.
- مصنوع من خامات قابلة لتحمّل الضغط والاحتكاك
- سهل التركيب والنزع والتنظيف
- يتماشى شكله مع شكل القدم الطبيعي
- يحتوي على ثلاث مفاصل متصلة بمنطقة الشفاء الطبيعي في القدم
🕯️ الجانب الرمزي والديني
على الرغم من الوظيفة العملية التي أدّتها هذه الأطراف الصناعية، لا يمكن تجاهل البُعد الديني في المعتقدات المصرية القديمة. فالمصريّون كانوا يولون أهمية كبيرة لتجهيز أجساد الموتى بشكل كامل استعدادًا للحياة الأخرى، حيث كان يُعتقد أن الروح تحتاج إلى جسد سليم للعبور. لذا، كان من الشائع إضافة أعضاء مفقودة صناعيًا للجثث لتظل "كاملة" أمام الآلهة.
لكن في حالة هذا الإصبع، تشير الأدلة إلى أن استخدامه لم يكن جنائزيًا فقط، بل فعليًا أثناء حياة صاحبه، ما يُقدّم شهادة تاريخية على عبقرية الطب المصري القديم.
