مفارقة العام 1432هـ والثورات العربية !!!

وانا اتنقل في الانترنت من موقع إلى آخر أثارت انتباهي الصورة الموجودة اعلى الصفحة ، وهي صورة لعدد من رؤساء العرب المخلوعين ، وهذا ليس بالغريب فصورهم كثيرة وقد ملأة الإنترنت ، لكن الغريب هو الترتيب ، اعني ترتيب سقوط هذه الأنظمة ، فقد سقط نظام ابن علي في تونس اولاً ثم نظام مبارك في مصر ثانياً ، وسقط نظام العقيد في ليبيا ثالثاً ، ونظام الرئيس اليمني صالح مؤخراً .

إن المفارقة والتي تستوجب التفكير في هذه الصورة ، وتشكيلها لرقم له معنى فجميع هذه الأنظمة سقطت في عام 1432 هجرية ، سبحان الله ، إن مشيئة الله وحكمته تتدخل في كل شيء ، أنظر الى فرحهم وسرورهم في هذه الصورة ، فهل كانوا على علم بأن هذه الصورة تشكل لغزاً لا يعلمه أحد ممن شاهد هذه الصورة ، دعنا نرى الحكاية من البداية .
1
الثورة التونسية
لقد قام البوعزيزي بإشعال النار بنفسه ، لكن في الواقع لم يشعل النار فقط بنفسه ، بل اشعل النار في جنبات الوطن العربي ، نار الحرية والعدالة التي طالما كانت غائبة عن معظم اجزائه ، واشتعلت الثورة في تونس ولم تهدأ نار الثورة ، حتى هرب الرئيس ابن علي .

2
الثورة المصرية
ارتبطت الثورة المصرية بميدان التحرير ، وخصوصيته حيث كان هذا الميدان ملهم للثوار المصريين ، اللذين ارهبوا بجموعهم المليونية ، نظام مبارك وأركانه ، حتى قاموا بالتخلي عنه ، لكن سقوطه كان دامياً بعض الشيء ، حيث سقط من الشهداء ما لا يعلمه إلا الله ، لكنه سقط.

4
ثورة اليمن
لم اضع الرقم اعلاه بشكل خاطئ كما يظن البعض لكني اشير هنا لترتيب السقوط للنظام ، طالما كان رئيس اليمني سياسياً ماهراً في تعامله مع شعبه ، فتارة يستقيل ويخرج الشعب لإعادة الرئيس الملهم الى الحكم ، وتارة يقوم بالإصلاح وتارة يستخدم السلاح ، لكن حادثة محاولة اغتياله ، افقدته الصبر وأرغمته على الرضوخ للشعب.

3
الثورة الليبية
اندلعت الثورة الليبية وقوبلت برد قاس من قبل نظام العقيد ، وتجيشت الثورة ، فخير الشعب بين الرضوخ والموت ، وبين التعامل مع الأجنبي ، فاختار الشعب التعاون مع الأجنبي ، وانا لا ألوم الشعب على خياره ، فالتخلص من المحتل الأجنبي قد يكون اسهل من المحتل من ابناء جلدتنا ، لكني استحضر المثل العربي ، لا تستعن على ظالم بظالم حتى لا تكون فريسة للإثنين ، وانا احترم خيارات الشعب الليبي ، فأهل مكة ادرى بشعابها.

الخلاصة

ان كل شيء في هذا الكون مقدر ومكتوب ، فالله عز وجل له حكمة في كل شيء ، وفي كل زمان ، لا تحزن إن رأيت ظالماً يتجبر ، او رأيت مظلوماً ، لكن إنتظر قصاص الله العادل ، فابن علي غرب شعبه وجعله يعمل في دول عدة وبمهن مختلفة ، وكان يحارب الحجاب هو وزوجته ، والأن هي ترتدي الحجاب عنوة ،ومبارك عزل شعبه وهمشه رغم عظمته وحجمه وتأثيره لكنه مهمش ، فتم تهميشه وعرض بأقفاص الإتهام بمنظر مذل ، والعقيد الليبي وصف شعبه بالجرذان فقتل في انبوب لتصريف المياه الصحية ، والرئيس اليمني صالح ، الذي طالما خرج الشعب (يريد بقاءه بالحكم )في مشاهد تمثيلية ودرامية ، خرج شعبه وما اراد العودة إلا برحيل رئيسه المحبوب عن الحكم .

الجزاء من جنس العمل ، وما الله بغافل عما يفعل الظالمون

كل عام وانتم بخير

موضوعات ذات علاقة



يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك