مباراة الاردن والصين




 أن المنتخب الوطني شكل الحضور الأقوى له في تاريخ مشاركاته الإقليمية والقارية العام الماضي وهي التي مضت به الى الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم المنتظر ان ينطلق مواجهاته رسمياً حزيران القادم، وذلك قبل جولتين على ختام الدور الثالث للتصفيات الذي تسدل الستارة على فعالياته رسمياً عندما يواجه المنتخب الوطني مستضيفه الصيني يوم التاسع والعشرين من شباط المقبل الساعة عاشرة صباحاً.

وقد ضمن المنتخب الاردني التأهل للدور الحاسم عند مغادرة الصين التصفيات، إثر عروض هي الأكثر تواضعاً في تاريخ مشاركات هذا المنتخب في تصفيات المونديال، إذ نجزم ان التنين الصيني يتطلع الى الخروج بنتيجة لرفع معنوياته على ارضه وبين جمهوره امام المنتخب الوطني.

نتوقف عند مباراة الصين كون الكثير من المراقبين باتوا يتجاوزونها عند الحديث عن المنتخب الوطني ومشواره المقبل، فالمباراة يفترض ان تشكل محطة انطلاق مهمة في مسيرة المنتخب بالدور الحاسم حتى لو كانت نتيجتها ليست ذات اهمية، فبقاؤنا في صدارة المجموعة او احتلال المركز الثاني خلف المنتخب العراقي الذي حجز بطاقة التأهل الثانية، لن يكون له تأثيرات حقيقية على تصنيف المنتخب في قرعة الدور الاخير، كون جميع المنتخبات تملك حظوظ المنافسة على اربعة مقاعد ونصف المقعد الى مونديال البرازيل، لكن الخروج بعرض ونتيجة مقنعتين من شأنهما أن تؤكدان جدارة المنتخب في التأهل إذ ستمنحه بالتالي دفعة معنوية كبيرة قبل ملاقاة عمالقة القارة الصفراء مستقبلاً.

وتشير عديد الاحتمالات الى أن المنتخب الوطني سيشهد تغييرات جذرية على طريقة اللعب التي ينتهجها في مواجهة الصين، بخاصة أن الحضور الفني للنشامى اصبح مكشوفاً لدى عموم المنافسين وحتى الأسماء التي اعتمد عليها المدير الفني عدنان حمد في الاستحقاقات السالفة بدءاً من نهائيات كأس آسيا التي استضافتها الدوحة مطلع العام الماضي وانتهاء بتصفيات كأس العالم، فيما شهدت مشاركة المنتخب الوطني في الدورة الرياضية العربية التي احتضنتها الدوحة الشهر الماضي تغيير جذري على تشكيلة المنتخب وطريقة الاداء وهو ما اطلق عليه الجهاز الفني اصطلاحاً (المنتخب الرديف) والذي ضم اسماءً صعدت الى التمثيل الدولي للمرة الاولى في تاريخها وقدمت عروضاً قوية.

عدنان حمد المتوقع أن يعمد اتحاد الكرة الى المضي في اجراءات تجديد عقده على رأس الجهاز الفني في غضون الاسابيع الماضية (العقد ينتهي مع نهاية نيسان) كان قد اكد في عديد التصريحات أن غايات تجديد الصفوف باتت ضرورية كون سقف المنافسة ارتفع، فالحاجة ملحة لضخ دماء جديدة تثري اداء المنتخب، لذلك نجزم أن عدداً من الاسماء التي شاركت في الدورة العربية ونجحت في خطف الميدالية الفضية ستكون ضمن حسابات التشكيلة التي سيعلنها لمباراة الصين بحيث تمتد مشاركة هذه العناصر الى الدور الحاسم للتصفيات كما تشير التوقعات.

وفي خضم هذه القراءات والتوقعات الفنية لمسيرة المنتخب الوطني القادمة، لا بد لنا من التذكر بأننا خسرنا امام العراق في الجولة قبل الأخيرة على ستاد عمان الدولي بنتيجة (1-3) بعدما سبق لنا الفوز على ذات المنتخب ذهاباً في اربيل بهدفين نظيفين، كما نود التذكر بأن هذه الخسارة اتت بعدما ضمن النشامى التأهل الى الدور الحاسم رسمياً، فيما كان العراق بحاجة الى نقطة واحدة فقط للتأهل لكنه خطف ثلاث.

الخسارة امام العراق لم نكن نتمناها ويفترض ان تشكل درساً مهماً للاعبين والجهاز الفني بضرورة التعاطي بحذر وجدية مع المواجهة المقبلة امام المنتخب الصيني والذي إن خرج من التصفيات الا انه يتمتع بمقومات فنية كبيرة وظهر ذلك جلياً في مواجهة الذهاب التي غنمها النشامى بهدفين لهدف.

جماهير كرة القدم الأردنية تنتظر طي صفحة الجولة الاخيرة من عمر الدور الثالث للتصفيات على نتيجة ايجابية، وانتهاء فعاليات الموسم الكروي الحالي للوقوف خلف النشامى في استحقاق تاريخي هو الأهم في مسيرة كرة القدم الاردنية، والتي بات سقف تطلعاتها يلامس المونديال، بعد عام ازدحم بالانجازات وارتفع فيه منسوب الثقة بالجهاز الفني المفترض ان يعلن خطة الاعداد الشاملة في غضون الاسابيع وربما الاشهر القادمة وقبل يوم الخامس من ايار موعد البدء بالتحضيرات الرسمية.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك