--> -->

كاميرا كبسولة 'تسبح' في الجهاز الهضمي

author image

مقدمة:

تُعد عمليات التنظير، ولا سيما الخاصة بالمعدة، من الإجراءات الطبية المرهقة نفسيًا وجسديًا للمرضى، وغالبًا ما تُواجه تحديات تقنية تحول دون الوصول إلى نتائج دقيقة. ويرجع ذلك إلى صعوبة التحكم بالكاميرا التقليدية المُدخلة إلى الجسم، وعدم قدرتها على الوصول إلى بعض المناطق الحيوية داخل الجهاز الهضمي.

لكن في العاصمة اليابانية طوكيو، سجّل الطب إنجازًا لافتًا؛ حيث توصّل فريق بحثي إلى ابتكار كاميرا صغيرة الحجم تُشبه الكبسولة، تتميز بحرية الحركة ومزودة بزعانف دقيقة، ويمكن ابتلاعها بسهولة. هذه الكاميرا تُدار عن بُعد، مما يُتيح للأطباء إجراء فحوصات دقيقة للمعدة دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو أدوات تقليدية معقدة.

ويؤكد علماء وباحثون يابانيون أنهم نجحوا في تجربة ما يُعتقد أنها أول كاميرا كبسولة حرة الحركة مزودة بزعانف في العالم، وهي بالغة الصغر بحيث يمكنها السباحة داخل الجهاز الهضمي البشري بعد ابتلاعها، والتقاط صور عالية الجودة من زوايا يصعب الوصول إليها سابقًا.

وفي تصريح لتلفزيون محلي، قال الدكتور كازوهيدي هيجوتشي من كلية الطب في أوساكا، وأحد الباحثين الرئيسيين في المشروع: "كان علينا تصميم شكل يُمكن ابتلاعه بسهولة، ويمنحه القدرة على التحرك بحرية داخل الجسم لالتقاط الصور المطلوبة بدقة."

🧠 ابتكار ياباني يُعيد تعريف التنظير الداخلي: كاميرا كبسولة مزوّدة بزعانف مغناطيسية

رغم أن كاميرات الكبسولة ليست جديدة في عالم الطب، إلا أن أغلبها يعتمد على حركة العضلات الطبيعية داخل الجهاز الهضمي — من انقباض وانبساط — لدفعها عبر المعدة والأمعاء، مما يُقيّد قدرتها على الوصول إلى المناطق الدقيقة ويُحدّ من فائدتها التشخيصية.

لكن فريقًا بحثيًا بقيادة الدكتور كازوهيدي هيجوتشي، وبالتعاون مع علماء من جامعة ريوكوكو اليابانية، نجح في تطوير نموذج أولي لكاميرا كبسولة مزوّدة بزعانف تعمل بالمجال المغناطيسي، ما يُتيح لها التحرك بحرية داخل الجسم عبر التحكم عن بُعد. هذه التقنية تُعد نقلة نوعية في فحوص الجهاز الهضمي، حيث ترسل الكاميرا صورًا مباشرة إلى الأطباء أثناء تنقّلها، مما يُعزز دقة التشخيص ويُقلّل من الحاجة إلى إجراءات تقليدية مزعجة.

ولم يتوقف الابتكار عند هذا الحد، إذ أشار الباحثون على موقعهم الإلكتروني إلى إمكانية استخدام الكبسولة أيضًا على هيئة تحميلة (لبوس) لفحص الأمعاء الغليظة، مع إمكانية خروجها من الجسم بشكل طبيعي بعد انتهاء مهمتها. وعلّق هيجوتشي قائلًا: "حتى إذا تُركت الكبسولة داخل الجسم بعد التقاط الصور، فإنها ستخرج على الأرجح مع الفضلات دون أي تدخل."

ورغم نجاح التجارب الأولية، لا تزال الكاميرا في مرحلة تطوير النماذج، ويُقدّر الباحثون أن دخولها الاستخدامات السريرية الفعلية سيستغرق بضع سنوات إضافية، ريثما يتم التأكد من سلامتها وفعاليتها في بيئات طبية متنوعة.