أسماء الأعاصير: من القديسين إلى النساء إلى الحيوانات!

أسماء الأعاصير: لماذا تُسمى غالبًا بأسماء نساء؟

أثار إعصار "ساندي" الذي يضرب الولايات المتحدة الأميركية حاليًا الكثير من التساؤلات، ولعل أبرزها: لماذا تُسمى الأعاصير غالبًا بأسماء نساء؟

في هذا المقال، نقدم لك نبذة شاملة تشبع فضول القارئ وتقدم معلومة واقعية بعيدًا عن التكهنات والتهكمات المتداولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية.

📌 لماذا نطلق أسماء على الأعاصير؟

الهدف الأساسي من إطلاق أسماء على الأعاصير هو تفادي الخلط أو الالتباس، خصوصًا في المناطق التي تكثر فيها الأعاصير المدارية. فالتسمية تسهّل التنبؤ بالطقس، وتساعد في إصدار التحذيرات والتنبيهات بشكل واضح وفعّال.

🕰️ كيف كانت تسمى الأعاصير قديمًا؟

في العصور الغابرة، لم تكن هناك منهجية واضحة لتسمية الأعاصير. فكانت تُسمى بأسماء قديسين مثل "هرقل"، "سانت بول"، "سانت لويس"، و"سانتا ماريا"، أو بأسماء السنوات مثل إعصار 1898م و1906م، أو بحسب الأماكن مثل "إعصار ميامي" و"هيوستن"، أو المناطق مثل "غالفستون".

🌪️ بداية التسمية النظامية

بدأت التسمية النظامية مع عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج (1852–1922)، الذي أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على تمويل أبحاث الأرصاد. ويقال إنه كان يطلق أسماء النساء اللاتي يكرههن، بينما يرى البعض أنه كان يسميها بأسماء من يحب، وهو رأي ضعيف.

👩‍🦰 لماذا أسماء نساء؟

مع مرور الوقت، ألصقت التسمية بالعنصر النسائي، إذ وُجد توافق رمزي بين الأعاصير والنساء: تقلب المزاج، صعوبة التنبؤ، والغضب العنيف. وهناك رأي يقول إن التسمية كانت بدافع الأمل بأن تكون الأعاصير ناعمة ولطيفة كحال النساء. كما أن كلمة "Hurricane" في الإنجليزية مؤنثة، مثل "سفينة"، مما عزز استخدام الأسماء الأنثوية.

⚔️ الحرب العالمية الثانية وتطور التسمية

خلال الحرب العالمية الثانية، طوّرت القوات الجوية والبحرية الأميركية نظامًا لتسمية الأعاصير في شمال غرب المحيط الهادئ، واستخدموا أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم لتفادي التكرار والارتباك.

بعد الحرب، أعدت الأرصاد الجوية الأميركية قائمة أبجدية بأسماء الإناث، تعتمد على أسماء قصيرة وسهلة التذكر. وفي عام 1950، ظهر أول نظام لتسمية الأعاصير باستخدام الأبجدية الصوتية العسكرية، ثم عادوا في 1953 إلى الأسماء النسائية، وعمّموها على أعاصير المحيطات المختلفة.

🔠 نظام التسمية الأبجدي

تم تهذيب النظام بحيث يُطلق على الإعصار الأول اسم يبدأ بالحرف الأول، والثاني بالحرف الثاني، وهكذا. وتم إعداد قائمة تضم 84 اسمًا كلها لإناث.

👨‍🦰 إدخال أسماء الرجال

في عام 1979، وسّعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالتنسيق مع الأرصاد الأميركية القائمة لتشمل أسماء الرجال أيضًا. وأُعدت قوائم جديدة تُستخدم كل 6 سنوات، وتضم أسماء مألوفة في المناطق المتأثرة. وإذا كان الإعصار مدمّرًا، يُشطب اسمه من القائمة ويُستبدل بآخر يبدأ بنفس الحرف، مثل "أندرو" (1992)، "ميتش"، "تشارلي"، و"إيفان".

🌬️ متى يُطلق اسم على الإعصار؟

لا تُطلق أسماء على العواصف الاستوائية إلا إذا بلغت قوتها بين 8 و11 درجة على مقياس بوفورت، أي ما بين 65 و110 كلم/ساعة.

👩‍🔬 أسماء أعاصير من مكتشِفاتها

أحيانًا يُطلق اسم الإعصار على أول من اكتشفه، مثل "كاترينا" نسبة إلى موظفة في مركز الأرصاد، وكذلك "ريتا".

🌏 تسمية الأعاصير في آسيا

قررت دول شرق آسيا التخلي عن الأسماء الأميركية، وبدأت تسمية أعاصيرها بأسماء محلية، مثل "دامري" (الفيل بالكمبودية)، و"كيروجي" (نوع نادر من البط البري في كوريا الشمالية). وتشمل القائمة أسماء من هونغ كونغ، اليابان، لاوس، ماكاو، ماليزيا، كوريا الجنوبية، الفلبين، تايلاند، وفيتنام. أما "غونو" الذي ضرب عُمان، فيعني "الحقيبة المصنوعة من سعف النخيل" بلغة سكان المالديف.

🌊 نظام شمال المحيط الهندي

تُسمى الأعاصير في شمال المحيط الهندي من قبل مركز الأرصاد الإقليمي في نيودلهي، نيابة عن 8 دول: بنغلاديش، الهند، المالديف، ميانمار، عُمان، باكستان، سريلانكا، وتايلاند. وقد أعدت هذه الدول قائمة بـ64 اسمًا تُستخدم بالتناوب.

عندما يضرب إعصار إحدى هذه الدول، يختار المركز الاسم التالي في القائمة. ومن أسماء الأعاصير الأخيرة: "نيشا" (بنغلاديش)، "بيجلي" (الهند)، "إيلا" (المالديف)، "فايان" (ميانمار)، "ورد" (عُمان)، "ليلى" (باكستان)، "باندو" (سريلانكا)، و"فيت" (تايلاند).