الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الامريكية ابراهام لينكون تم اغتياله في 12-فبراير-1809 كانت فترة حكمه 1861 الى 1865 كانت فترة رئاسته قصيرة لكنه استطاع قيادة الولايات المتحدة بنجاح فأعاد الولايات التي عزلت نفسها عن الولايات المتحدة بنجاح وبقوة السلاح وقضا على الحروب الاهلية الامريكية نشأ الرئيس لينكون في عائلة فقيرة في ولاية كنتاكي ، وتطورت ثقافته كونه كان ذاتي التعلم في اغلب مراحل دراسته مارس الرئيس مهنه القانون وانضم الى حزب الويك ، الذي كان اقوى ثاني حزب في امريكا رغم انقراضه على يد الكونجرس الامريكي ، ثم عضو في نقابة المحامين بولاية الينوي في عام 1830 ،وانتخب بعد ذلك عضو في مجلس النواب الامريكي عام 1840 ، في عام 1858م عرض لينكون فكرته بمعارضة توسيع سياسة الرق والعبودية في أمريكا والتي من الممكن أن تهدد الوحدة الوطنية في أمريكا أثناء الإنتخابات الأمريكية آنذاك. خسربعدها لينكون سباق مجلس الشيوخ الأمريكي لصالح منافسه الديموقراطي ستيفن دوغلاس (Stephen A. Douglas). عام 1860م ترشح لينكون لخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح للحزب الجمهوري الذي اعتبره مرشحا معتدلا في مناهضته فكرة الرق والعبودية ومع خلوه من الدعم والمؤيدين تقريبًا في الولايات الجنوبية، ركز لينكولن على الشمال، وانتخب رئيسًا في عام 1860م. وانتخابه كان إشارة لسبع ولايات جنوبية (الرافضة لفكرة إلغاء العبودية) لإعلان انشقاقهم عن الإتحاد الرئيسي وإنشاء إتحاد آخر خاص لهم .
سمح انشقاق الولايات الجنوبية لحزب لينكون بإعادة السيطرة على الكونجرس بالكامل. ولم توجد أية صيغة للتفاهم أو التصالح مع الولايات الجنوبية بسبب إصرار لينكون على ديمومة الوحدة الوطنية. وأوضح لنكولن في خطاب تنصيبه الثاني كرئيسا للولايات المتحدة بقوله : "كلا الطرفين استنكرت الحرب، ولكن إحداها فضلت الحرب على أن تسير الدولة في طريقها" إلغاء العبودية" ، والأخرى فضلت الموت على أن تترك هذه الأمة تموت بإنشقاقها ، ومن هنا قامت الحرب الأهلية" .
تركز ينكولن عندما احتشد الشمال بحماس وراء العلم الوطني بعد الهجوم على الكونفدرالية فورت سمتر في 12 أبريل 1861، على الأبعاد العسكرية والسياسية لجهود الحرب. وكان هدفه إعادة توحيد الأمة. كما كان الجنوب في حالة انتفاضة، لينكولن يمارس سلطته في حق المثول أمام القضاء لوقف اعتقال واحتجاز الآلاف من الانفصاليين مؤقتا والمشتبه بهم دون محاكمة. تجنب لينكولن اعتراف بريطانيا الكونفدرالية من خلال التعامل مع قضية ترينت بمهارة في وقت متأخر في عام 1861. جهوده في اتجاه إبطال الرق تشمل إصدار إعلان تحرير العبيد في عام 1863 ه، وتشجيع الدول الحدودية للرق الخارجة عن القانون، ومساعدة تمرير الكونغرس على التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي حرر العبيد وأخيرا جميع أنحاء البلاد في ديسمبر كانون الاول 1865. لينكولن يشرف عن كثب جهود الحرب، وخاصة اختيار كبار الجنرالات، بما في ذلك منح القائد العام إس يوليسيس. استدعى لينكولن قادة المنظمات الرئيسية لأنصار حزبه في مجلس الوزراء ودفعهم للتعاون تحت قيادة لينكولن، تعيين الاتحاد يصل الحصار البحري لأن يقف التجارة البسيطة في الجنوب ، سيطرت حدود الولايات على الرقيق في بداية الحرب، والسيطرة على أنظمة الاتصالات مع الزوارق الحربية النهر الجنوب وحاولت مرارا وتكرارا لالتقاط العاصمة الكونفدرالية في ريتشموند بولاية فرجينيا. عموما في كل مرة فشلت ، استبدل لينكولن البعض حتى نجحت اخيرا في عام 1865.
كسياسي محنك، غير اعتيادي، و منهمك في أعمال القوة و الدفاع في كل ولاية، وصل لينكون إلى ديموقراطيي الحرب (أتباع الحزب الديموقراطي والذين تم رفضهم من قبل "الكوبريين" أو ديموقراطيي السلام والذين كانوا يتحكمون بالحزب الديموقراطي) واستطاع تحقيق إعادة انتخابه في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 1864. لينكون ، كرئيسٍ للحزب الجمهوري المعروف بعدله ووسطيته، اكتشف أن قوانينه و شخصيته كانت متساهلة وتتلقى النقد و الملامة لأسباب عدة. على سبيل المثال كان الراديكاليين الجمهوريين يطالبون بمعاملة أقسى وقوانين أكثر صرامة في الجهة الجنوبية ، أما ديموقراطيي الحرب فكانوا يرغبون بالمزيد من المساومة و الوسطية. أما الكوبريين فكانوا يكنون له الكراهية و البغض الشديدين. أما الانفصاليون فقد تأمروا على قتله بلا شك. على الصعيد السياسي ، واجه لنكولن هذه الهجمات بدعم مناصريه، وذلك بجعل المعارضين له يحاربون بعضهم البعض، بالإضافة إلى استخدام مهاراته الخطابية العظيمة للتأثير على الأمريكيين. حيث صنّف خطابه المشهور " خطاب غيتسبرج " الذي ألقاه عام 1863 على أنه من أشهر الاقتباسات في التاريخ الأمريكي ومع اقتراب نهاية الحرب، كان للينكون نظرة وسطية لإعادة البناء، متطلعاَ لإعادة توحيد الأمة بسرعة من خلال قانون المصالحة بسخاء مقابل الانقسام المر.
وبعد ستة أيام من الحصار الكونفيدرالي للقائد العام روبرت أيلي، تم اغتيال لينكون على يد الممثل المتعاطف مع الكونفيدراليين جون ويلكس بوث. كان اغتيال الرئيس الأمريكي ابراهام لينكون هو الأول من نوعه في التاريخ الأمريكي، وأصبحت الأمة الأمريكية في حالة من الحزن الشديد والحداد العام والذي لم يسبق له مثيل في التاريخ الأمريكي. على مرّ السنين تم اعتبار الرئيس الأمريكي ابراهام لينكون واحد من أفضل ثلاثة رؤساء أمريكيين إلى جانب جورج واشنطن وفرانكلين روزفيلت وذلك من قبل الباحثين الأكاديميين. بينما جاء اسمه إلى جانب رونالد ريجان وبيل كلينتون
ولد ابراهام لنكولن في الثاني عشر من فبراير عام 1809 ، وهو الطفل الثاني لتوماس ونانسي لنكولن . ولد في كوخ صغير بغرفة واحده يقع في مزرعة تسمى Skining Spring Farm (سكينينغ سبرنق فارم ). ابراهام لنكولن هو سليل صموائيل لنكولن الذي قدم الى هنقهام ماساشوستس من نورفلك انجلترا في القرن السابع عشر الميلادي. وكان جده لأبيه الذي حمل نفس اسمه (ابراهام) قد انتقل هو وعائلته من ولاية فرجينيا الى كنتاكي ، ثم بعد ذلك قتل هو وعائلته في غارة هنديه عام 1786 م وكان من ضمنهم والدة توماس لنكولن حيث ظل توماس يبحث عن طريق للنجاه على الحدود وحيداً.
كانت والدة لنكولن نانسي ابنة لوسي هانكس التي ولدت في ما يسمى الان مينرال Mineral. انتقلت الى غرب فرجينيا ثم بعد ذلك انتقلت لوسي مع نانسي الى ولاية كنتاكي حيث تزوجت نانسي من توماس لنكولن الذي اصبح مواطناً محترماً. عمل توماس ببيع وشراء العديد من الأراضي بما في ذلك مزرعة في Knob Creek . ارتادت العائله الكنيسه المعمدانيه التي كانت تتقيد بمعايير اخلاقيه وتعارض شرب الكحول والرقص والرق والعبوديه. تمتع توماس بالمكانه المهمه والكبيره التي حظي بها في كنتاكي حيث عمل في هيئة المحلفين وتقييم العقار وعمل أيضاً على مراقبة دوريات الرقيق وحراسة السجون. ولد ابنه ابراهام خلال هذا الفتره، حصل توماس على ارض زراعيه مساحتها 600 فدان (240) هكتار والعديد من الاملاك والثروات الحيوانيه في بلدان عدة حيث كان يعتبر من اغنى الرجال في البلاد انذاك ولكن في عام 1816 خسر توماس كل ثروته في القضايا المرفوعه امام المحاكم والتي كانت بسبب مشاكل في اثبات الملكيه.
انتقلت الأسرة شمالاً عبر نهر أوهايو إلى مقاطعة حرة وبدأت من جديد في ما عُرف لاحقاً ببلد الإجاص إلا أنها تُعرف حالياً ببلدة سبنسر، انديانا. لاحظ لينكولن لاحقاً أن هذا الانتقال " كان على حساب العبودية جزئياً" لكنه كان لصعوبة أسماء الأراضي بشكل رئيسي.. في انديانا، عندما بلغ لينكولن التاسعة من عمره توفت والدته نتيجة للتسمم بالحليب في عام 1818م. {14} بعد وفاة والدة لينكولن تولت أخته الكبرى سارة زمام الأمور من حيث رعايته حتى تزوج والده مرة أخرى في عام 1819م: توفت سارة بعد ذلك عندما كانت في العشرينات أثناء ولادتها جنيناً ميتاً. كانت زوجة توماس لينكولن الجديدة الأرملة سارة بوش جونستون، أم لثلاثة أطفال.
كان لينكولن قريباً جداً من زوجة أبيه وكان يشير إليها دوماً بكلمة "أمي". وكطفل في مرحلة ما قبل المراهقة لم يكن يُحب الولادة الصعبة التي تُهدد الحياة. اعتبره بعض أفراد أسرته والجوار في بعض الأوقات كسولاً. أثناء بلوغه مرحلة المراهقة تولى عن طيب خاطر مسؤولية جميع الأعمال المتوقعة منه كأحد الأولاد في المنزل وأصبح متمرساً في استخدام الفأس في عمله لصنع قضبان السكة الحديد. وقد حظي بسمعة مفتول العضلات إشارة لعضلاته القوية وجراءته بعد خوضه لمباراة ملاكمة حيث تم تحديه لزعيم مجموعة من الهمجيين المشهورين " فتية كلاري غروف".
وقد وافق لينكولن أيضاً على الالتزامات العرفية كابن ليمنح والده كل عائداته من عمله خارج المنزل حتى بلوغه سن 21. في السنوات اللاحقة، أقرض لينكولن والده المال من حين لآخر. أصبح لينكولن بعيداً عن والده شيئاً فشيئاً، لافتقاره للتعليم بشكل جزئي. بينما تألف تعليم لينكولن الرسمي من صفوف سنوية من معلمين متجولين إلا أنه كان يُعلم نفسه بنفسه كما كان قارئ نهم وكان دائماً يحاول الحصول على أي كتاب جديد في البلدة. كان يقرأ ويعاود قراءة إنجيل الملك جيمس وخرافات أيسوب ورحلة حج بونيان و ديفو روبينسون كروزو وأخيراً سيرة فرانكلين الذاتية.
في عام 1830م، نتقلت اسرة لينكولن غربا خوفا من انتشار مرض الحليب على طول نهر أوهايو، حيث استقروا على الأراضي العامة في مقاطعة ماكون، إلينوي، وهي ولاية أخرى خالية من العبيد في عام 1831م، نقل توماس العائلة إلى منزل جديد في مقاطعة كولز، إلينوي. حيث قرر لينكولن الشاب الطموح ٢٢ عاما البحث عن حياة أفضل يُنشئها بنفسه. انتهى الأمر بلينكولن، بعد رحلة في قارب صغيرعلى نهر سنجامون، بالوصول الى قرية نيو سالم في مقاطعة سنجامون. وفي ربيع عام 1831م، تم تعيينه في نيو سالم من قبل رجل الأعمال دينتون أوفوت واصدقاء مرافقين له، حيث قام بنقل السلع عن طريق القوارب المسطحة من نيو سالم الى نيو اورليانز عبر نهار سنجامون، نهر إلينوي ونهر الميسيسيبي. بعد وصوله الى نيو اورليانز ـ واطلاعه على العبودية شخصياً- عاد إلى منزله.
في عام ١٨٣٥م، إلتقى ابراهام لينولكن بـآن رتليدج في نيو سايلم حيث كانت أول حب في حياته لكن لم تتم خطبتهم بشكل رسمي. توفيت آن بعمر ٢٢ سنة في يوم الخامس و العشرين من شهر أغسطس لعام ١٨٣٥م و قد قيل أن سبب الوفاة إصابتها بحمى التيفوئيد. في بداية ثلاثينات القرن الثامن عشر قدمت ماري أوينز من ولاية كينتاكي لزيارة أختها و ألتقت حينها بلينكولن و في آواخر عام ١٨٣٦ م أتفق لينكن و ماري على الزواج في حال رغبت في العودة و العيش في نيو سايلم. عادت ماري في نوفمبر عام ١٨٣٦ و دامت علاقتهما لفترة وجيزة لكن كلاهما أحس بالتردد حول مصير هذه العلاقة، و في السادس عشر من أغسطس عام ١٨٣٧م كتب لينكولن رسالة لماري و ذكر فيها أنه لا يلقي باللوم عليها لإنهائها العلاقة لكنها لم ترد أبداً على رسالته و هكذا انتهت علاقتهما. أعلن لينكولن في عام ١٨٤٠م خطبته لماري تود و التي تنتمي لعائلة ثرية تعمل بمجال تجارة الرقيق في ليكسينغتون بولاية كينتاكي ، حيث تقابلا لأول مرة في سبرنغفيلد بولاية إلينوي في ديسمبر عام ١٨٣٩م و أعلنا خطوبتهما في ديسمبر التالي.
حُدد الزفاف في الأول من يناير عام ١٨٤١م لكن ما لبث أن ألغي عندما قررا الإنفصال بناءً على رغبة لينكولن. بعد ذلك إلتقى لينكولن بماري مرة أخرى في حفلة، و من ثم تزوجا في الرابع من نوفمبر عام ١٨٤٢م و أقيم الزفاف بقصر تمتلكه أخت ماري المتزوجة في سبرنغفيلد.و يُروى أن لينكولن أثناء استعداده لمراسم الزفاف سُئل "إلى أين أنت ذاهب؟" و تحت تأثير شعوره بالقلق مجدداً، أجاب: " للجحيم على ما أظن.
في عام ١٨٨٤م، اشترى الزوجان منزلاً في منطقة سبرينق فيلد قريباً من مكتب لينكولن للمحاماة. حافظت ماري تود لينكولن على المنزل بمساعدة من قريب او خادمة. ولد روبرت تود لينكولن عام ١٨٤٣م أما إدوارد باكر لينكولن (إيدن) فقد ولد ١٨٤٦م. كان لينكولن مولعاً بالأطفال.[ ولم كان أيضاً صارماً في تربية أطفالهم. توفي إدوارد في الأول من فبراير عام١٨٥٠م في سبرينق فيلد بداء السل. ولدت ويلي لينكولن في ٢١ من ديسمبر عام ١٨٥٠م وتوفيت في ٢٠فبراير ١٨٦٢م أما الابن الرابع للينكولن فهو توماس تيد لينكولن الذي ولد في ٤من أبريل عام ١٨٥٣م وتوفي في سن ١٨ اثرأزمة قلبية وكانت وفاته في ١٦ من أبريل عام ١٨٧١م. كان روبرت هو الوحيد من أبناء لينكولن الذي عاش حتى بلوغ مرحلة البلوغ وأنجب أطفالاً، كان من أحفاده روبرت تود لينكولن بيكويث توفي ١٩٨٥م. كان لوفاة أبنائهم آثاراً عميقة على الوالدين حيث كافحت ماري لاحقاً في ظل ضغوطات فقدان زوجها وأبنائهما.
فقد ظل روبرت لينكولن ملتزماً في مرحلة ما بالعلاج عن طريق اللجوء الى الصحة النفسية في عام١٨٧٥م. عانى أبراهام لينكولن من الحزن الشديد وهو ما يُطلق عليه مسمى اكتئاب حالياً كان والد لينكولن أستاذاً في القانون في ولاية كنتاكي هو وآخرين من عائلة تود كانوا إما من مُلاك العبيد أو ممن يُتاجر بهم وكان لينكولن قريباً من تود وكانوا غالباً مايقومون بزيارة ال تود بمقاطعة ليكسينقتون. عُرف عنه أنه كان رحيماً وحنوناً رغم فقدان الأب وأربعة من الأطفال.
كان لينكون في أوائل حياته عضواً في حزب الويك الذي كان الحزب الثاني في أمريكا قبل إنقراضه على يد المجلس التشريعي الأمريكي الكونغرس, واشتهر لينكون في هذه الفترة بمعارضته الشديدة للحرب الأمريكية المكسيكية التي نشبت في ذلك الوقت، والتي اعتبرها اعتداء صارخاً من أمريكا على دولة أخرى، واتهم رئيس أمريكا في ذلك الوقت جيمس بولك إلا أنه بعد انتصار أمريكا الكبير على المكسيك وضمها لأراضي واسعة مثل تكساس وكاليفورنيا كنتيجة للحرب، فإد انحدرت بشكل كبير بسبب مواقفه المعارضة لها، فانسحب من انتخابات المجلس التشريعي لعام 1848، وعاد إلى ممارسة المحاماة.
في عام 1832 في عمر قام23 لينكون وشريكه بشراء متجر صغير في مدينة "نيو سالم" في ولاية لليون. بالرغم من أن الاقتصاد كان مزدهر في المنطقة الا أن مازالت هناك صعوبة في التجارة ولذلك قام بفظ الشراكة وباع سهمه في النهاية. في مارس بدأ وظيفته السياسية مع حملته الاولى الاعلانية لجمعية لليون العامة. وقد اصبحت لديه شعبية محلية وأثرت شهرته على على مستوى المنطقة في جذب الحشود كما روي ذلك في " نيو سالم" بالرغم من انه يفتقر الى التعليم , علاقات الصداقة , والمال التي من الممكن ان تكون السبب في خسارته. وقد دعا لتطوير الملاحة في نهر سانقامون.
عمل لينكون قبل الانتخابات كقائد في جيش لليون خلال حرب البلاك هوك وبعد عودته استمر لينكون حملته حتى انتخابات السادس من اغسطس لصالح جمعية لليون العامة. كان طوله ستة اقدام 139 سم كان طويلا وبنيته قوية بما يكفي لتخويف أي منافس. في خطابه الأول عندما رأى مؤيد تعرض للهجوم في الحشد أمسك لينكولن المعتدي من قبل "رقبته و سرواله ورماه. أنهى لنكولن 8 بين 13 مرشحا في القائمة (تم انتخاب المراكز الاربعة الاولى) على الرغم من انه تلقى 277 من 300 صوت في دائرة سالم الجديدة.
لينكولن خدم في مكتب البريد كما عمل لاحقا في مسح الأراضي، وكان مواصلاً للقراءة بنهم . قرر لاحقا ان يصبح محاميا وبدأ بتعليم نفسه المحاماة من خلال القراءة لويليام بلاكستون،(Commentaries on the Laws of England)، وغيرها من كتب المحاماة والقانون. من احدى منهجياته في التعلم، لينكولن قال "أنا درست مع لا أحد"; حملته الثانية في عام 1834 كانت ناجحة. فاز ايضا في الإنتخابات التشريعية للولاية ,على الرغم من انه جرى كاليميني ( Ran as a Whig ) الحزب اليميني الذي حصل بأمريكا أوائل القرن التاسع عشر، العديد من الديمقراطيين كانو يفضلونه على من هو اكثر قوة منه في الحزب اليميني. إنضم إلى نقابة المحاميين عام 1836م، انتقل إلى سبرينغفيلد، إلينوي، وبدأ في ممارسة القانون تحت إشراف جون ت. ستيوارت ابن عم ماري تود. أصبح لينكولن محامي قادر و ناجح ذا سمعة هائلة و خصما قويا في المرافعات الختامية و جلسات الأستماع.من عام 1841م حتى عام 1844م، و كان شريك لستيفن ت. لوقان. لاحقا بدأ بالعمل مع ويليام هيرندون الذي كان يعتقد أن "لينكولن شاب مواظب لعملة ولدراسته". فقد خدم أربع فترات متتالية في مجلس النواب في إلينوي، كممثل للحزب اليميني من مقاطعة سانجامون. في عام 1836م -1835م في الدورة التشريعية، طالب بحق الإقتراع للذكور البيض سواء كانوا مُلاّك أراضي أو لا.
كان موقفه المشهور ضد الرق و "abolitionism" معروفا بـ الأرض الحُره . فسر ذلك في عام 1837م وقال : ان مؤسسة العبودية هذه قامت على الظلم و على سياسة سيئة و لكن إلغاء المذاهب قد يؤدي إلى الزيادة بدلا من تخفيف هذه المشكلة ". تابع هو و هنري كلاي، في دعم برنامج الإستيطان الأمريكي بإلغاء الرِق عن طريق مساعدة العبيد المحررين إلى تسوية في ليبيريا، أفريقيا.
منذُ أوائل الثلاثينات للقرن التاسع عشر كان لينكولن (Lincoln)الويغ الثابت ( أي عضو في الحزب الأمريكي السياسي ) وفي عام ١٨٦١ أُعلَن للأصدقاء أنه " خط ويغ قديم ، تابع لهِنري كلاي". ، يُفضِّل الحزب ومنهم لينكولن (Lincoln) التحديث الاقتصادي في القطاع المصرفي والرسوم الجمركية الوقائية لتمويل تحسينات داخلية بِما في ذلك السِكك الحديدية وتبنِّي التَمدُّن في عام ١٨٤٦ ، تم انتخاب لينكولن (Lincoln) لمجلس النُوَّاب الأمريكي ، حيث خدَم لفترة واحدة مُدتها سنتين ، وكان لينكولن (Lincoln) العضو (الويغ) الوحيد في وفْد إلينوي ولكنه أظهر ولاءَ حِزبِه بمشاركته تقريبًا في جميع الأصوات وإلقاء الخُطَب التي دوَت في خط الحزب. وبالتعاون مع عضو الكونجرس جوشوا (يوشَع) آر جيدجنز ، كتبَ لينكولن (Lincoln) وثيقة إلغاء الرِّق في مقاطعة كولومبيا مع تعويض للمالكين ، و تنفيذ القبض على العبيد الهاربين وإجراء تصويت شعبي على هذة المسألة . وقد وعندما فشلَ في جمع عدد كافي من المؤيدين تخلّى عن الوثيقة، وحول السياسة الخارجية والعسكرية ، تحدّث لينكولن (Lincoln) علَنًا ضِد الحرب المكسيكية و الأمريكية وأرجَع ذلك إلى رغبة الرئيس بولك لـ "المَجد العسكري – أنه قوس قزح جذّاب و يرتفع في حمّام من الدم , ويؤيد أيضاً لينكولن (Lincoln) شرط ويلموت (Wilmot) والذي يكون " إن تمّ اعتماده ، من شأنه حظر الرِّق في أي إقليم إغتنمَته الولايات المتحدة من المكسيك.
أكد لينكولن (Lincoln) معارضته لبولك (Polk) من خلال إعادة و تقديم قراراته الفورية و لقد بدأت الحرب بقيام المذبحة المكسيكية للجنود الأمريكيين في المنطقة المتنازع عليها من قبل المكسيك و الولايات المتحدة؛ وقد أصر بولك (Polk) على أن الجنود المكسيكيين قد "غزوا أراضينا وأراقوا دماء أبناء وطننا على تربتنا طالب لينكولن (Lincoln) بأن يقوم بولك (Polk) بعرض تلك البقعة المحددة التي تم إراقة الدماء عليها على النواب وإثبات أن تلك الأرض كانت على أرض أمريكية، لم يقم مجلس النواب بتشريع القرار أو حتى مناقشته، وقد تجاهلته الصحف الوطنية، مما أسفر عن فقدان لينكولن (Lincoln) للدعم السياسي في منطقته وقد قامت إحدى صحف إلينوي بإطلاق لقب يسخر منه"لينكولن المتبقع، أعرب لينكولن (Lincoln) عن اسفه في وقت لاحق من بعض تصريحاته، وخصوصا هجومه على قوى صنع الحرب الرئاسية و لم يكن من المرجح أن يفوز ريلازنغ كلاي (Realizing Clay ) بالرئاسة ؛ قام لينكولن (Lincoln) الذي قد تعهد في عام 1846 للخدمة فترة واحدة فقط في مجلس النواب بدعم اللواء زكاري تيلور (Zachary Taylor) للترشيح في الحزب الأمريكي المعارض للحزب الديموقراطي (الويغ) في الانتخابات الرئاسية 1848 ربح تايلور (Zachary Taylor) و آمل لينكولن (Lincoln) أن يعين مفوض لدى دائرة الأراضي العامة، ولكن منصب الرعاية المربحة هذا ذهب لمنافس إلينوي، جستن بترفيلد، الذي اعتبرته الإدارة ليكون محاميا من ذوي المهارات العالية، ولكن من وجهة نظر لينكولن (Lincoln) "متحجر قديم ، وقد عرضت الإدارة عليه جائزة ترضية من وزير أو حاكم الإقليم لولاية أوريغون ، وكان هذا الإقليم البعيد معقل الديمقراطية، وقبوله لذلك من شأنه أن ينهي مسيرته القانونية والسياسية فعليا في ولاية إيلينوي، لذلك رفضواستئناف ممارسته القانون.
عاد لينكولن (Lincoln) إلى مزاولة مهنة المحاماة في سبرينغفيلد، يتعامل مع "كل نوع من الأعمال التي يمكن أن تأتي قبل محام البراري" ؛ مرتين في السنة لمدة 16 عاما، 10 أسابيع في كل مرة، ظهر في مقاعد المقاطعة في منطقة وسط الولاية عندما كانت محاكم المقاطعة في الجلسة، قام لينكولن (Lincoln) بمعالجة حالات نقل كثيرة في خضم التوسع في البلاد الغربية، وخاصة النزاعات الناشئة عن تشغيل المراكب النهرية تحت جسور السكك الحديدية الجديدة الكثيرة ؛ كرجل يحب الزوارق النهرية، فضل لينكولن (Lincoln) في البداية تلك المصالح، ولكن في نهاية المطاف قام بتمثيل أي شخص يعينه ، نمت سمعته، ومثل أمام المحكمة العليا في الولايات المتحدة، بحجة قضية تتعلق قارب قناة مسطح غرق بعد أن وصل إلى جسر ، وفي عام 1849، حصل على براءة اختراع لجهاز التعويم لحركة القوارب في المياه الضحلة و لم تصبح الفكرة تجارية أبدا، ولكن لينكولن (Lincoln) هو الرئيس الوحيد الحاصل على براءة اختراع.
في عام 1851, مثّل لينكون شركة "آلتون و سانقامون" للسكك الحديدية في قضية ضد أحد المساهمين في هذه الشركة، وهو جيمس اي. باريت، الذي رفض دفع ما ترتب عليه من التزامات جراء تعهده بشراء أسهم في السكك الحديدة مبرراً رفضه بأن الشركة قامت بتغيير الطريق الأصلي للقطار. ترافع لينكون بنجاح لصالح الشركة حيث أكد أنها لم تكن مُلتزمة بنص بالميثاق الأصلي في الوقت الذي قام فيه السيد باريت بتعهده، وأن الميثاق حينها كان قد تم تعديله لأجل الصالح العام الذي يقضي بتقديم طريق جديد ومحسّن وأقل تكلفة، وبذلك فإن الشركة ستحتفظ بحقها في مطالبة السيد باريت بالدفع،وقد تم الإستشهاد بالقرار الذي اتخذته محكمة إلينويز العيا من قبل محاكم عديدة في البلاد.[Lincoln appeared before the Illinois Supreme Court in 175 cases, in 51 as sole counsel, of which 31 were decided in his favor. مثَل لينكون أمام محكمة إلينويز العليا 175 قضية، منها 51 قضية كان لينكون المحامي الوحيد فيها وقد ربح 31 قضية منها. ومن عام 1853 حتى عام 1860 كانت السكك الحديدية المركزية في إلينويز هي من أكبر موكلي لينكون.
كانت أبرز القضايا الجنائية التي تولاها لينكون قد حدثت في عام 1858 عندما قام بالدفاع عن ويليام دوف آرمسترونق، الذي كان يُحاكم بتهمة قتل جيمس بريستون متزكير. هذه القضية اشتهرت لأن لينكون استخدم حقيقة استنتجها بالملاحظة القضائية ليطعن في مصداقية شاهد العيان. بعد أن شهد أحدهم ضد موكله مستنداً الى رؤيته للجريمة تحت ضوء القمر وحينها قدم لينكون "تقويم المزارعين" الذي بين أن القمر في تلك الليلة كان في زاوية منخفضة مما يحد من إمكانية الرؤية بشكل كبير. واستنادًا إلى هذه الأدلة، تمت تبرئة آرمسترونق.
وكان من النادر أن يرفع لينكون إعتراضا في قاعة المحكمة لكنه في قضية 1859 والتي كان يدافع فيها عن ابنه عمه بيتشي هاريسون، الذي كان قد اتهم بأنه قد طعن احدهم حتى الموت، في تلك القضية احتج لينكون غاضباً على قرار القاضي باستبعاد الأدلة التي كانت في مصلحة موكله وحينها بدلاً من أن يحقّر القاضي لينكون،كما كان متوقعاً، قام القاضي بالأخذ بأدلة لينكون وتمت تبرئة هاريسون.
في الخمسينات من القرن التاسع عشر كان نظام العبودية لايزال مسموحاً به في الولايات الأمريكية الجنوبية ولكنه في الوقت نفسه كان قد تم حظره في الولايات الأمريكية الشمالية،كما في ولاية الينوي، لينكون كان رافضاً لنظام العبودية الذي انتشر ليصل الولايات الامريكية الغربية الجديدة،. فعاد الى السياسة ليعارض قانون كانسا نبراسكا 1854 المؤيد للعبودية،الذي الغى قانون تسوية ميسوري 1820المعني بتقييد العبودية وحصرها. ستيفان أ.دوغلاس السيناتور لولاية الينوي الذي دمج السيادة الشعبية في القانون ليصل الى بنود دوغلاس_ التي عارضها لينكون من جانبه_التي تنص بأن المستوطنين هم من لهم الحق محلياً بتقرير اذا كانوا سيسمحون بالعبودية في الولايات الامريكية الجديدة،وان الأمر هذا لن يكون البت فيه في يد المجلس الوطني.
اريك فورنر (2010) قارن بين الجمهوريين الراديكاليين في الشمال الشرقي الذين الغوا عقوبة الإعدام ويعارضون الرق ويعتبرونه خطيئة،يقارنهم مع الجمهوريين المحافظين الذين يرون العبودية سيئة لأنها تؤذي ذوي البشرة البيضاء وتمنع عملية التقدم. فيقول بأنه يرى بأن لينكون كان عدلاً في الوسط لأنه يعارض العبودية لسبب أساسي وذلك لأنها تنتهك مبادئ الجمهوريين التي وضعها الآباء المؤسسون،وخاصة فيما يعنى في المساواة بين كل الرجال والحكم الديموقراطي الذاتي كما ورد في اعلان الاستقلال في 16اكتوبر من عام 1854, أعلن لينكولن في خطابه المعروف ب (خطاب بيوريا) معارضته للإستعباد, الذي كرره وهو في طريقه للرئاسة .
تحدث بلكنته الكنتاكية مع صوته القوي جدا, قائلا: "إن قانون كنساس يعلن التفرقة وكما أعتقد أنه يبث الحماس بسرية لنشر الإستعباد, ولايسعني إلا أن أكره ذلك". أكره ذلك بسبب ظلم ووحشية الإستعباد نفسه, أكرهه لأنه يحرم أمثالنا الجمهوريين من نفوذهم في العالم.." في آواخر 1854, أصبح لينكولن بوصفه اليميني في مقعد الشيوخ الأمريكي عن ولاية الينوي. في أثناء ذلك تم انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ من قبل مجلس التشريع للولاية.
بعد أن قاد الجولات الست الأولى في التصويت في مجلس الينوي, بدأ دعمه يتضاءل, فطلب لينكولن من مؤديه ان يدعموا ليمان ترمبل, الذي هزم جويل الدريتش ماتيسون المنافس له. انقسم اليمينيون بقانون كانساس-نبراسكا بشكل لايمكن إصلاحه. وفي ذلك كتب لينكولن:" أعتقد أني يميني, لكن هناك آخرون يقولون لايوجد يمين, وأني لاأطبقه, على الرغم من أني لم أفعل شيئا أكثر من معارضة امتداد الإستعباد " وللإعتماد على بقايا الحزب اليميني القديم, وخيبة الظن من الأراضي الحرة, الحرية, وأعضاء الحزب
الديموقراطي,كان بدوره الأساسي في صياغة الشكل الجديد للحزب الجمهوري. في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري 1856, رشح لينكولن في المنافسة ليصبح نائب رئيس الحزب.
في عام 1857-1858م، انفصل دوغلاس عن الرئيس جيمس بيوكانان، مما أدى إلى صراع من اجل تولي رئاسة الحزب الديموقراطي، بعض الجمهوريين في شرق الولايات المتحدة فضلّوا إعادة انتخاب دوغلاس لمجلس الشيوخ لعام 1858م، وذلك لأنه قاد المعارضة لدستور ليكومبتون، الدستور الذي اعترف بكنساس كولاية للعبيد. وفي آذار 1857م،أصدرت المحكمة العليا قرارها في قضية "دريد سكوت ضد ساندفورد"، وقد عبر رئيسها روجر بى تاني عن رأيه بأن السود لن يتم اعتبارهم كمواطنين، وليست لديهم أي حقوق من الدستور، رفض لينكولن هذا القرار، بحجة أنه ناتج عن مؤامرة قام بها الديموقراطيون لدعم "سلطة العبودية"
. وقد جادل لينكولن قائلاً : إن الواضعنن لإعلان الاستقلال لم يضمنوا الإعلان بمبادئ تؤكد المساواة في اللون، والحجم، والفكر، والأخلاق، والحقوق الاجتماعية، ولكنهم عبروا عن ذلك بمبدأ كل الرجال خلقوا متساوون في الحقوق الثابتة (التي لن يتم انتزاعها) ومن بينها الحياة، والحرية الشخصية، وتحقيق سعادتهم.
وبعد اتفاق الحزب الجمهوري بترشيح لينكولن لمجلس الشيوخ الأمريكي عام 1858م، سلّم لينكولن خطابه "خطاب البيت المُقسم"، , وقد لفت الانتباه في الجزئية 3:25 من الخطاب، التي قد جاء فيها : "إن البيت المُنقسم على نفسه لا يُمكن أن يقف. أنني أؤمن بأن هذه الحكومة لا يُمكن أن تتحمل أن يكون نصفها عبيد والنصف الآخر مُحرر. وأنا لا أتوقع أن يحلّ هذا الإتحاد -أنا لا اتوقع ان يسقط هذا البيت-، لكني أرجح بأنه سيتوقف تمامًا على أن يكون مقسّم".
وقد تسبب الخطاب بوضع صورة واقعية لخطر الانشقاق الذي سيُسببه هذا الجدال حول العبودية، واحتشاد الجمهوريين عبر الشمال. أعدّت المرحلة التالية لحملة انتخابات تمثيل ولاية إيلينوي، التي ستقرر من سيمثلها من بين لينكولن ودوغلاس كعضو في مجلس الشيوخ .
في عام 1858, مثَّلت حملة انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي المناظرات السبع بين لينكون ودوغلاس الحملة الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. كانت مبادئ هاتين الحملتين متضاربةً بشكل واضح من الناحيتين السياسية والمادية. فقد حذر لينكون من أنَّ "قوَّة العبيد" سوف تشكل تهديداً لمبادئ الحزب الجمهوري، واتهم دوغلاس بتشويه القيمة العظيمة التي جسَّدها الآباءُ المؤسِّسون، وهي المساواة بين الأشخاص كافَّة بغض النظر عن اللون أو العرق "البشر كلهم خلقوا سواسية". بينما كان دوغلاس منهمكاً في التأكيد على عقيدة فوربت، كانت للمستوطنين المحليين الحرية التامة بالاختيار بين منع تجارة الرقيق أو السَّماح بها، وقاموا باتهام لينكون بالانحياز لجماعة التحرير من العبودية "الإلغائية". خلقت هذه الحملات جواً من الروح القتالية، وجمعتِ الآلاف من الحشود. صرَّح لينكون بأنَّ نظرية دوغلاس في "السيادة الشعبية" تشكِّل تهديداً لأخلاقيات الأمة، وأنه كان يمثل المؤامرة ضدَّ الرقيق التي تتلخَّص في تمديد سياسة العبودية إلى الولايات الحرة. أمّا دوغلاس، فقد صرَّح بأن لينكون كان يتحدى صلاحيات المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية و قرار دريد سكوت (the Dred Scott Decision).
بالرغم من أنَّ ممثلي الاتحاد الجمهوري فازوا بمعظم الأصوات، إلّا أن الديموقراطيين فازوا بعددٍ أكبر من الكراسي في مجلس الشيوخ الأمريكي، واستطاعوا أن يعيدوا انتخاب دوغلاس في المجلس عن طريق السلطة التشريعية. بغضّ النظر عن مرارة الدفاع عن لينكون، كان طرحه لموضوع اللاعبودية سبباً لازدياد شعبيته واكتسابه سمعةً قوميَّة على مستوى الولايات المتحدة.
في مايو عام 1859، قام لينكون بشراء صحيفة إلينوي-ستاتس-أنزيجر (Illinois Staats-Anzeiger) الألمانية التي قامت بدعمه باستمرار، وبالرغم من أن معظم الأمريكيين الألمان - الذين يبلغ عددهم 130.000 - قاموا بالتصويت للحزب الديموقراطي، إلا أنه كان هناك أيضاَ دعم للحزب الجمهوري يُمكِن لصحيفةٍ ألمانية أن تقوم بحشده.
في السابع والعشرين من فبراير عام 1860، دعى قادة حزب نيويورك لينكون لإلقاء خِطابٍ في اتحاد كوبر لمجموعة من قادة الحزب الجمهوري الأقوياء. أوضَح لنكون أن الآباء المؤسسين لهم عاملٌ بسيط في السيادة الشعبية، وقد سَعُوا مِرارًا للحَد من الرِّق. وأصرَّ لينكون على أن الأساس الأخلاقي للحزب الجمهوري يتطلّب مُعارضة الرِّق، ويرفض أي "التماسٍ لبعض التوسط بين الصواب والخطأ". وعلى الرغم من مظهر لينكون غير الأنيق - الذي اعتقد العديد من الناس أنَّه مُحرجٌ وقبيح- إلا أنه أظهرَ قيادة فكرية، وهذا ما أَوصلَه إلى الصفوف الأمامية للحزب وإلى المنافسة على الانتخابات الرئاسية الجمهورية. وذكَرَ الصحفي نوح بروكس (Noah Brooks) أنه "لا يوجد على الإطلاق إنسان في أي وقتٍ مضى صنَع مثل هذا الانطباع في مرحلته الاستئنافية الأولى لجمهور نيويورك" وقد وصفَ المؤرخ دونالد الخِطَاب بأنه خطوة سياسية ممتازة لمرشِّح لم يُعلَن عنه، ليظهر في الولاية الخاصة بمُنافس واحد (وليام إتش سيوارد) في مناسبة مُقدَّمة من الموالين للمنافس الثاني (سالمون بي تشيس Salmon P. Chase)، بدون ذِكر كليهما بالاسم عند إيصاله". ورَدًا على استفسار حول نواياه الرئاسية، قال لينكون "التذوق في فمي قليل".
انعقد المؤتمر الجمهوري لولاية إلينوي في مدينة ديكادور بولاية إلينوي في 9-10 من شهر مايو عام 1860م. نظم مؤيدوا لينكون فريقاً لحملته الانتخابية بقيادة ديفيد ديفز (David Davis) ونورمان جاد (Norman Judd) وليونارد سويت (Leonard Swett) وجيسي دوبوس (Jesse DuBois), حيث تلقّى لينكون تأييده الأول للترشُّح للرئاسة. وقد استغل مؤيّدو لينكون تأُثير أسطورة الأوقات التي قضاها لينكون في العمل على الجبهات الحدودية مع والده ليطلقوا عليه لقب "مرشَّح السكة الحديد". في 18 مايو وخلال المؤتمر الجمهوري القومي الذي عقد بشيكاغو وعد أصدقاء لينكون وتلاعبوا وفازوا بالترشح خلال الاقتراع الثالث, متفوقين على مرشحين مثل ويليام سيوارد (William H. Seward) وسالمون تشيس (Salmon P. Chase). تم ترشيح هانيبل هاملين (Hannibal Hamlin) العضو السابق في الحزب الديمقراطي من ولاية ماين لشغل منصب نائب رئيس المحافظة لموازنة القوى.
اعتمد نجاح لينكون على سمعته باعتباره صاحب آراءٍ معتدلة بشأن قضية الرق, ودعمه القوي لبرامج وايجيش (amsWhiggish progr) للإصلاحات الداخلية والتعرفة الجمركية الوقائية. في الاقتراع الثالث وضعته ولاية بنسلفانيا في المقدمة, حيث طمأن مصالح تجار الحديد في بنسلفانيا لدعمه التعريفات الوقائية. وقد استطاع مديرو لينكون التركيز ببراعة على هذا الوفد, فضلاً عن غيرهم من الوفود, وبنفس الوقت اتباع تعليمات لينكون بأن "لا تُبرَم أي عقود قد تقيّدني".
قام معظم مَن كان بالحزب الجمهوري بالاتفاق مع لينكولن على ـن الشمال كان الطرف المتضرر، كما شدَّدت قوة العبيد على الحكومة الوطنية مع قرارت دريد سكوت (Dred Scott) والرئيس جيمس بوكانان (James Buchanan). خلال فترة خمسينيات القرن التاسع عشر كان أبنكون يشك بنتائج الحرب الأهليه، أما داعموه فقد رفضوا الادعائات التي تقول أنَّ انتخاباته قد تحرض على الانفصال. في هذه اأاثناء، كان دوغالاس قد اختير كمرشح للحزب الشمالي الديموقراطي.من جهةٍ أخرى، انسحب المنودبون السياسيون من 11 ولاية من ولايات العبيد من الاتفاقية الديموقراطية، وذلك لاختلافهم مع موقف دوغلاس على السيادة الشعبية، وفي النهاية فقد اختير جون سي. بريكينريدغ (John C. Breckinridge) كمرشحهم.
مع مضيّ دوغلاس والمرشحين الآخرين في حملاتهم الانتخابية، كان لينكون الوحيد منهم الذي لم يلقي خطاباً. بالمقابل فقد قام بذكر الحملة الانتخابية عن قرب واعتمد على حماسية الحزب الجمهوري. قام الحزب بعملٍ شاق جاء له بأغلبية كبيرة من المؤيدين في الشمال, كما أنتج كمية وافرة للحملة الانتخابية من ملصقات ومنشورات وحتى افتتاحيات الصحف. كان هناك آلاف المتحدثين الجمهوريين الذين قاموا بالتركيز أولاً على البيان السياسي, وثانياً على قصة حياة لينكون، مؤكدين على طفولته البائسة. كان الهدف من ذلك توضيح القوة الفائقة لـ"العمل الحر"، بواسطة صبي مزرعة عادي كان باستطاعته العمل وشق طريقه للقمَّة بجهده الخاص. تمكن حجم الإنتاج الأدبي الذي أنتجته الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري من القضاء على كلّ معارضةٍ له، فقد أنتج "كاتب تريبيون" بشيكاغو كتيّباً يحتوي تفاصيل حياة لينكون، وقد باع حوالي 100.000 إلى 200.000 نسخة منه.[
في السادس عشر من نوفمبر من عام ١٨٦0، انتخب لينكون ليصبح الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، وذلك بانتصاره في الانتخابات على ممثلي حزب الجنوب الديمقراطي ستيفن دوغلاس وجون بريكينريدج، وممثل حزب الاتحاد الدستوري الجديد جون بيل. وبذلك يكون أول رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري محققاً فوزاً كبيراً بدعم قوي ومتواصل من مناصريه في الشمال والغرب، حيث فشل في النجاح في ١٠ ولايات من أصل ١٥ ولاية من ولايات الرق الجنوب، وفاز فقط باثنتين من أصل ٩٩٦ مقاطعة تشكّل الولايات الجنوبية. لقد حاز لينكون على ١,٨٦٦,٤٥٢ صوت بينما كان نصيب خصميه الديمقراطيين دوغلاس ١,٣٧٦,٩٥٧ صوتاً وبريكينريدج ٨٤٩,٧٨١ صوتاً في الوقت الذي كان فيه جون بل الأقل بالحصول على ٥٨٨,٧٨٩ صوت. بمعدل يقارب ٨٢.٢٪ فاز لينكون بولايات الأحرار الشمالية، بالإضافة إلى كاليفورنيا وأوريغون. بينما فاز دوغلاس في ميسوري وتقاسم الفوز مع لينكون في نيوجيرسي. انتصر بيل في فيرجينيا وتينسي وكينتاكي. وبريكينريدج فاز في بقية ولايات الجنوب. وبالرغم من أن لينكون انتصر فقط في أغلبية التصويت الشعبي إلا أن الفوز في الكلية الانتخابية (الناخبون العظماء) كان هو الحاسم، إذ حاز لينكون ١٨٠ من الأصوات بينما كان مجموع ما حازه خصومه ١٢٣ صوتاً فقط. وبينما تشكّل تكتل سياسيٌّ يضم في قائمته جميع خصوم لينكون الذين اتحدوا لدعم اسم واحد من المرشحين في نيويورك ونيوجيرسي ورودي أيسلند، وبالرغم من أن أصواتهم اتحدت في كل ولاية أيضاً، إلا أن لينكون فاز بأغلبية الأصوات في الكلية الانتخابية.
ما إن أصبح انتصار لينكون جليّاً أوضح الانفصاليون نيتهم مغادرة الاتحاد قبل تولي لينكون كرسي الحكومة في شهر مارس التالي. وفي ٢٠ ديسمبر من العام نفسه تولَّت ولاية كارولينا الشمالية زمام المبادرة بالإعلان عن مرسوم الانفصال، وفي مطلع شهر فبراير من العام التالي تبعتها ولايات فلوريدا وميسسيسبي وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس. بعد ذلك أعلنت ستة من هذه الولايات دستوراً موحداً يكشف عن دولة مستقلة: الولايات الكونفدرالية الأمريكية. ومن ثم اطلعت ولايات أعلى الجنوب والولايات الحدودية (ديلوري وماريلاند وفيرجينيا وكارولينا الشمالية وتينسيس وكينتاكي وميسوري وأركانساس) على دستور الانفصال حيث رفضته أولاً ومن ثم طعنت فيه. رفض الرئيس جيمس بيوكانان والرئيس المنتخب لينكون الاعتراف بالتحالف الكونفدرالي حيث أعلنا أن الانفصال غير قانوني. في الوقت الذي تم اختيار جيفرسن ديفس رئيساً مؤقتاً له في ٩ فبراير عام ١٨٦١م.
كانت هناك محاولات لتسوية الخلاف. حيث ظهرت تسوية كريتندن كامتداد لتسوية ميسوري عام ١٨٢٠، وذلك بتقسيم الأراضي ما بين الرقّ والأحرار وهو مناقض لتوجه الحزب الجمهوري. ولكن لينكون رفض هذه الفكرة قائلاً: "سأموت قبل أن أقبل أي تنازل أو تسوية تبدو كشراء امتياز لتملك هذه الحكومة التي نلناها بحق الدستور". لقد دعم لينكون ضمنياً تعديل كوروين على الدستور والذي منح الكونغرس - قبل تولي لينكون السلطة - حماية الرق في الولايات التي كانت تعمل به، كما قدم ضمانة بعدم التعارض مع قانون الرق إلا بموافقة ولايات الجنوب. قبل أسابيع قليلة من الحرب، تم مخاطبة كل حاكم لإعلامهم بأن الكونغرس أصدر قراراً بتعديل الدستور. لقد كان لينكون متقبلاً لإمكانية عقد مؤتمر دستوري لإضافة التعديلات على الدستور.
مستقلاً القطار، توجَّه لنكون عبر الجنوب إلى حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة، ليلقي خطابه أمام الحشود والمجلس التشريعي. نجا الرئيس المنتخب من عملية اغتيال في بالتيمور تمّ كشفها بواسطة رئيس الحرس الخاص بلينكون السيد آلان بينكرتون. في 23 فبراير 1861 وصل لنكون متخفياً إلى واشنطن تحت حراسة عسكرية مشددة. حيث وجه خطابه الرئاسي إلى الولايات الجنوبية معلناً أنه ليست لديه أي نية لإلغاء تجارة الرق في الولايات الجنوبية:
«بالرغم من أنه لايوجد أي سبب منطقي للخوف، إلا أن القلق أصاب سكان الولايات الجنوبية من احتمال وقوع خطر على ممتلكاتهم وأمنهم القومي إذا ما تمّ الانضمام للإدارة الجمهورية، والواقع أن الأدلة التي تثبت عكس مخاوفهم كانت واضحة ومتاحة للعيان طوال الوقت للنظر اليها، حيث وجدت تقريباً في كل خطابات لنكون التي نشرت له، وقد أعلن في إحدى تلك الخطابات: " ليست لدي أي نية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الاسترقاق في الولايات أينما وجدت، أؤمن تماماً بأنه ليس لدي الحق القانوني للقيام بذلك ولست ميالاً لفعل ذلك" - خطاب التنصيب الأول 4 مارس 1861».
أنهى الرئيس خطابه بنداء لشعب الجنوب قائلاً :"نحن لسنا أعداء بل أصدقاء، ولا ينبغي لنا أن نكون أعداء… تمد الذكرى أوتارها الخفية من كلِ ساحة معركة ومن كل ضريحٍ لشهداء الوطن، إلى كل القلوب التي تنبض بالحياة وإلى كل بيت ينعم بدفء العائلة في جميع أنحاء هذه الأرض الواسعة، و حينما تُثار تلك الذكريات من جديد سيزيد التأييد لقرار الاتحاد، وسيكون الدافع حينها الجانب الخيّر في طبيعتنا." أشار فشل مؤتمر السلام عام ١٨٦١ إلى أن التسوية التشريعية أمرٌ بعيد الحدوث. وبحلول مارس عام ١٨٦١ لم يتقدم أيٌ من قادة الثورة بطلب لإعادة الإنضمام للاتحاد تحت أي شرط، وفي هذه الأثناء اتفق لينكون وكل القادة الجمهوريين تقريباً على أن حلّ الاتحاد أمرٌ لا يمكن قبوله.
أرسل الرئيس روبرت أندرسون - قائد حصن سمتر الواقعة في كارولينا الجنوبية - طلباً إلى واشنطن لتزويده بالمؤن، وقام الرئيس بتنفيذ طلب لينكون في الحال، إلا أنَّ ذلك الطلب كان يعتبر حسب وجهة نظر الانفصاليين عملاً حربياً. في 12 نيسان عام 1861 أطلقت القوات الكونفدرالية النيران على قوات الاتحاد في حصن سمتر لإجبارها على الاستسلام، وبدأت بذلك الحرب. يعتبر المؤرخ آلان نيفينز أنَّ الرئيس لينكون - الذي تم تعيينه حديثاً آنذاك - قد وقع في ثلاثة أخطاء، وهي: التقليل من خطورة الأزمة، والمبالغة في قوة الرأي الاتحادي في الجنوب، وعدم إدراكه أن الاتحادات الجنوبية كانت تصر على أنَّها ضد الهجوم والغزو الشمالي. وقد تحدث ويليام شيرمان إلى الرئيس لينكون في أسبوع تدشين الحرب، معبِّراً "بخيبة وحزن" عن فشله في إدراك "أن البلاد كانت تنام على بركان" وأن الجنوب كان يتجهَّز لخوض حرب.
أما دونالد فقد استنتج أن جهوده الكثيرة لمنع حدوث اصطدامٍ خلال الشهور الفاصلة بين التنصيب وهجوم الجنوبيين على حصن سمتر دليل على التزامه بيمينه بعدم البدء بسفك الدماء، ولكنه أقسم أيضاً بأنه لن يسلِّم الحصون. كان الحل الوحيد لهذه الآراء المتناقضة أن يبدأ الحلفاء بإطلاق النار، وهذا ما حدث.
في ١٥ من أبريل, أمر لينكون جميع الولايات بإرسال كتائب يصل قوامها إلى 75,000 جندي لاستعادة الحصون وحماية واشنطن و" الحفاظ على الاتحاد". والذي في تصوُّره بقي موجوداً وسليماً رغم انفصال ولاياته. وقد أجبر هذا الأمر الولايات المختلفة على أن تختار الطرف الذي ستقف إلى جانبه في النِّزاع بوضوح. كافئت العاصمة الكونفدرالية ولاية فيرجينيا حينما أعلنت انفصالها، وعلى الرغم من موقع مدينة ريتشموند المكشوف والقريب جداً من حدود الاتحاد, فقد صوَّتت كل من شمال كارولينا وتينيسي وأركانساس لصالح الانفصال في الشهرين التاليين. كانت فكرة الانفصال قويَّة لكلا ولايتي ميسوري وماريلاند, ولكنها لم تسود في ولاية كنتاكي, التي حاولت أن تقف على الحياد.
توجَّه الجنود جنوباً إلى ولاية واشنطن لحماية العاصمة تلبيةً لأوامر لينكون. في ١٩ من أبريل، هاجمَت الحشود التي كانت تتحكم بسكة الحديد في بالتيمور والمشاركة في حركات الانفصال عدداً من جنود الاتحاد الذين كانوا في طريقهم إلى العاصمة. أسر وسُجِنَ جورج ويليام براون رئيس بلدية بالتيمور وغيره من المشتبهين بهم من السياسيين بماريلاند دون ترخيص, كما علَّق لينكون إحضارهم إلى المحكمة. توسَّل جون ميريمان قائد إحدى المجموعات الانفصالية بماريلاند لرئيس المحكمة العليا روجر ب. تاني لإصدار أمرٍ بإحضارهم أمام المحكمة، قائلًا أن تعليق ميريمان دون عقد جلسة هو أمر غير قانوني, وأصدر تاني إثر ذلك أمراً بإطلاق سراح ميريمان، لكن لينكون تجاهله. وبعدها طوال فترة الحرب, هوجم لينكون من قبل الديموقراطين المناهضين للحرب بهجماتٍ ثقيلة من الذم والانتقادات أحياناً.
بعد سقوط حصن سمتر, أدرك لينكون أهمية السيطرة الفورية التنفيذية على الحرب وصُنع استراتيجية عامة لإخماد التمرد. واجه لينكون أزمة سياسية وعسكرية غير مسبوقة, وقد استجاب لذلك كقائدٍ أعلى باستخدام سلطاتٍ غير مسبوقة. فقد وسَّع صلاحياته العسكرية, وفرض حصاراً على كل موانئ الشحن الكونفدرالية قبل اعتماد صرف الأموال من قبل الكونجرس, وبعد تعليق حق المثول أمام المحكمة, اعتقل وسجن الآلاف من مؤيّدي الكونفدرالية. حاز لينكون تأييد الكونجرس والجمهور الشمالي لهذه الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك, كان لينكون يحاول تعزيز تعاطف الاتحاد القوي في الولايات المتحدة الأمريكية في حدود الرقيق لمنع الحرب من أن تتحول إلى نزاع دولي.
كان الجانب العسكريّ مصدراً لإقلاق لنكون المستمرّ، حيث استحوذ الأمر على وقته واهتمامه. ومن البداية كان واضحاً أن الدعم الذي تلقَّاه من الحزبين هو شيء أساسي لنجاحه في الحرب، وأي تنازل سيؤدي إلى نفور الحزبين الجمهوري والديموقراطي. مثلاً في المناصب القيادية بالجيش التي يطمح لها كلا الحزبين. انتقد كوبرهيدز لينكون لرفضه تقديم تنازلاتٍ بشأن قضية العبودية، ولكن انتقده المحافظون من الحزب الجمهوري كذلك لتحركه البطيء جداً نحو إلغاء العبودية. في السادس من أغسطس عام 1861م وقَّعَ لنكون قانون المصادرة الذي يتيح للقضاء إكمال إجرات مصادرة وتحرير العبيد الذين اُستخدموا لدعم المشروع الحربي الكونفدرالي. كان لقانون المصادرة وتحرير العبودية أثر قليل عملياً، ولكنه كان بمثابة نقطة الانطلاق لتحرير الرق والعبودية.
في أواخر اغسطس من عام 1861م قام الجنرال جون فريمونت (المرشح الجمهوري لعام 1856م) بإعلان الأحكام العرفية في ولاية ميسوري دون الرجوع لأخذ الإذن من الحكومة في واشنطن. وقام كذلك بإعلان منع حمل السلاح، حيث أنه سيُحَاكم عسكرياً ويقتل رمياً بالرصاص من يحمله، كما أعلن أن العبيد الذين يدعمون التمرد سيصبحون أحراراً. كان الجنرال فريمونت أساساً تحت تهمة الإهمال في إدارته وقيادته للقسم الغربي، وزادت على ذلك بعض الاتهامات بالاحتيال والفساد. نقض لنكون هذا القانون، لأنه بحدسه شعر أن قرار فيورمونت لتحرير العبيد كان سياسياً وليس عسكرياً ولا قانونياً.
هددت قضية ترينت في أواخر عام 1861م بقيام حرب مع بريطانيا العظمى. حيث اعترضت البحرية الأمريكية سفينة تجارية بريطانية باسم "ترينت" بصورة غير قانونية في أعالي البحار، كما ضبطت اثنين من المندوبين الكونفدراليين. احتجَّت بريطانيا بشدة في حين ابتهجت الولايات المتحدة الأمريكية. حلَّ لينكون القضية بالإفراج عن الرجلين، وبذلك تفادى الدخول في حرب مع بريطانيا. وكان نهج لينكون للسياسة الخارجية في البداية هو الكفُّ ورفع اليد, وذلك لقلة خبرته, حيث ترك معظم التعيينات الدبلوماسية وغيرها من المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية لوزير خارجيته وليام سيوارد. كان رد فعل سيوارد الأول لقضية ترينت عدوانياً للغاية، لذلك توجه لينكون أيضاً إلى السيناتور تشارلز سومنر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وخبير في الدبلوماسية البريطانية، كما اقترض لينكون ودرس كتاب هنري هوليك عناصر الفن والعلوم العسكرية من مكتبة الكونغرس لمعرفة النواحي العسكرية التقنية من المسألة.
راقب لينكون بشقّ الأنفس التقارير والبرقيات القادمة لوزارة الحرب في واشنطن العاصمة، وداوم بجهدٍ على جميع مراحل العمل العسكري، وتشاور مع المحافظين، واختار الضبَّاط على أساس نجاحهم في الماضي (وكذلك للولاية والحزب اللذين ينتمون إليهما). في يناير عام 1862 وبعد عدة شكاوى عن عدم الكفاءة والتربح في وزارة الحرب، استبدل لينكون سيمون كاميرون بستانتون إدوين ليكون أمين الحرب. كان ستانتون واحداً من الديمقراطيين المحافظين العديدين (أيَّد بريكنريدج في انتخابات عام 1860) والذي أصبح مناهضاً للرق جمهورياً تحت قيادة لينكون. ومن حيث استراتيجية الحرب، صاغ لينكون أولويَّتين: لضمان الدفاع الجيد عن واشنطن، ولإجراء محاولة لشن الحرب العدوانية من شأنها أن تلبي طلب الشمال الموجه لتحقيق النصر. توقع رؤساء تحرير الصحف الكبرى الشمالية الانتصار في غضون 90 يوماً. اتجمع لينكون مرتين في الأسبوع مع مجلس وزرائه في فترة ما بعد الظهر، وأحياناً أجبرته ماري لينكون على ركوب عربةٍ لإعرابها عن قلقها كونه يعمل بجهد هائل.
تعلَّم لينكون من رئيس الموظفين العام هنري هاليك - طالب الاستراتيجي الأوروبي جوميني - الحاجة الماسة للسيطرة على مواقع استراتيجية مثل نهر المسيسيبي، وكان أيضاً يعلم جيداً أهمية فيكسبرج ويتفهَّم ضرورة هزيمة جيش العدو، بدلاً من الاستيلاء على الأراضي فحسب.
عيّن لينكون اللواء جورج ب. ماكليلان قائدا عاماً لجميع قوات الجيش بعد هزيمة الإتحاد في المعركة الأولى قرب Bull Run وتقاعد وينفيلد سكوت الذي كان قد تقدم به العمر في أواخر 1861م. تخرج ماكليلان حديثاً من West Point، وهو المدير التنفيذي للسكك الحديدية، وهو أيضاً ديموقراطي من بنسلفانيا. وقد استغرق ماكليلان عدة أشهر في السعي والتخطيط لمعسكره "معسكر شبه الجزيرة" ولكن هذه المدة كانت أطول مما أراد لينكولن. هدف هذه الحملة العكسرية كان أسر ريتشموند وذلك عن طريق تحريك "جيش بوتوماك" بالقارب إلى شبه الجزيرة وثم التوجه براً إلى عاصمة الكونفدراليين. التأخيرات المتكررة من قبل ماكليلان كانت قد أحبطت لينكون والكونقرس، كما أحبطهم أيضاً موقفه من أن واشنطن لا تحتاج قوات للدفاع عنها. أصر لينكون على أن يُبقي بعض من قوات ماكليلان للدفاع عن العاصمة وأما ماكليلان الذي كان دائماً يبالغ في تقدير قوة القوات الفدرالية، حمّل قرار لينكون مسؤولية الفشل الذي توصل إليه "معسكر شبه الجزيرة".
أقال لينكولن ماكليلان الأمين العام للرئيس وعين بدله هنري ويجرهانك هوليك في مارس عام 1862م. بعد رسالة ماكليلان "رسالة هاريسن المقصودة"التي عرضت عليه مشورة سياسية بدون تزكية تحث لينكولن على الحذر من المجهود الحربي. أثارت رسالة لينكلون غضب جمهور الراديكالي الذين ضغطوا بنجاح على لينكولن لتعيين الجمهوري البابا جون كرئيس الجيش الجديد لفرجينا. استجاب البابا إلى رغبة لينكولون الإستراتيجية للتحرك نحو ريتشموند باتجاه الشمال وبالتالي يحمي العاصمة من الهجوم ومع ذلك يفتقر الى التعزيزات المطلوبة من ماكليلان, يأمر الآن جيش نهر البوتوماك هزم البابا هزيمة ساحقة في المعركة الثانية للمضاربة على الصعود في صيف 1862م, مما اجبر جيش بوتوماك للدفاع عن واشنطون للمرة الثانية.
توسعت الحرب أيضا عن طريق العمليات البحرية في عام 1862م عن طريق باخرة فرجينا CSS المسماة بالباخرة الأمريكية سابقا عندما دمرت أو حطمت سفن الاتحاد الثلاث في نورفولك, فرجينيا قبل أن تشارك, ودُمرت من قبل الباخرة الأمريكية .
اعاد لينكولن نظره كثيرا في إرسال الضباط البحريين لاستجوابهم أثناء اشتباكهم في معركة شارع هامبتون.
رُغم عدم رِضى لينكولن عن فشل ماكليلان في تعزيز البابا، فقد كان يائساً، وأمر بإعادة جمع القوات حول واشنطن، مما أدى لإستياء جميع من في حكومته ما عدا سيوارد. وبعد يومين من عودة ماكليلان للسلطة، عبرت قوات الجنرال روبرت إي لي نهر بوتوماك إلى ولاية ماريلاند، مما أدى إلى قيام معركة أنتيتام في سبتمبر عام 1862.م. وقد كان إنتصار نقابة العُمال الذي تلى ذلك من بين الإنتصارات الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، ولكنه مكّن لينكولن من أن يُعلِن أنه سوف يُصدر إعلان التحرير في شهر يناير. وبعد أن شكّل لينكولن الإعلان في وقت مبكر، انتظر نصر عسكري لنشره ليتجنب النظر للإعلان على أنه نِتاج اليأس. وقد قاوم ماكليلان طلب الرئيس الذي شرع جيش لي المنسحب والمكشوف في تنفيذه، في حين أن نظيره الجنرال دون كارلوس بويل رفض الأوامربالمثل بأن يتحرك جيش أوهايو ضد قوات المتمردين في ولاية تينيسي الشرقية. ونتيجة لذلك، استبدل لينكولن بويل بِروسكرانس وليام، وبعد الانتخابات النصفية لعام 1862م، استبدل ماكليلان بالجمهوري أمبروس برنسايد . وكان كل من في هذة الاستبدالات معتدلين سياسيًا وأكثر دعمًا للقائد العام مستقبلاً.
بدأ برنسايد ، خِلافًا لنصيحة الرئيس، مُبكرًا بعبور هُجومي لنَهر راباهانوك حيث هزمه لي بشكل مذهل في فريدريكسبيرغ في شهر ديسمبر . ولم يُهزم برنسايد في ساحة المعركة فحسب، بل كان أنّ جُنوده ساخطين وغير منظبطين . وكان عدد المُنشقين خلال عام 1863م بالآلاف وزاد العدد بعد فريدريكسبيرغ. وأحضرَ لينكولن جوزيف هوكر، رُغم سِجلّه في الحِوار الحر حول الحاجة إلى الدكتاتورية العسكرية.
جلبت الإنتخابات النصفية في عام 1862م الخسائر الجسيمة للجمهوريين بسبب الإستياء الحاد من الحكومة لفَشلها في التّوصُل لنهاية سريعة للحرب، إضافة لإرتفاع معدّل التضخم، والضرائب الجديدة العالية، وإشاعات الفساد، وإرجاء المثول أمام المحكمة، وقانون الإنسحاب العسكري، ومخاوف إضعافالعبيد المحررين لسوق العمل. وقدأُعلنَ إعلان التحرير في سبتمبر وحصد أصوات الجمهوريين في المناطق الريفية في نيو انجلاند والغرب الأوسط العُلوي، ولكنه خسر الأصوات في المدن والغرب الأوسط السُفلي. وبينما كان الجمهوريين مُحبطين، كان الديمقراطيين نشيطين وأبلوا بلاءً حسنًا خاصة في ولاية بنسلفانيا وأوهايو وإنديانا ونيويورك. ولم يحافظ الجمهوريين على أغلبيتهم في الكونغرس وفي الدول الكبرى، ما عدا نيويورك. وأكّدت الجريدة الرسمية سينسيناتي "أن الناخبين كانوا مكتئبين بسبب طبيعة الحرب اللامنتهية، والتي إستمرت حتى الآن، وبسبب إستنفاذ الموارد الوطنية بشكل سريع دون إحراز تقدم".
في الربيع من عام 1983 لينكولن كان متفائلاً في الحملات العسكرية المقبلة ووصل به التفكير بأن نهاية الحرب قد تكون وشيكة إذا تمت سلسلة الانتصارات هذه جميعها، ومن ضمن هذه الخطط هجوم هوكر على جيش القائد لي في شمال ريتشموند، روسكرانس على تشاتانوغا، غرانت على فيكسبرج، وهجوم بحري على تشارلستون.
وفي معركة تشاسيلورسفيلي في شهر ايار كان الانتصار لجيش لي على جيش هوكر، ولقد استمر هوكر بقيادة وحداته العسكرية لبضع اسابيع متجاهلاً أمر لينكولن بتقسيم وحداته العسكرية ، ومن المحتمل أنه نفس سبب انتصار القائد لي في هاربرز فيري، لذلك قدم هوكر استقالته التي قبلها لينكولن. واستلم مكانه جورج ميد الذي لاحق جيش لي الى ولاية بينسيلفانيا حيث قامت سلسلة معارك او ما يسمى بالحملة العسكرية جيتيسبيرغ، وكان الانتصار فيها للاتحاد "الفيدرالي" على الرغم من ان جيش لي امتنع عن أن يؤخذ كأسرى . وفي نفس الوقت وبعد الاخفاقات الأولية ، نظم جرانت حصاراً فيكسبيرج وحقق الأسطول البحري للفيدراليين انتصارات في ميناء شارليستون. وبعد معركة جيتيسبيرغ أدرك لينكولن بأن قراراته العسكرية ستكون أكثر تأثيراً وفعالية اذا تم تناقلها عبر وزير الحرب أو القائد العام لجيشه إلى جميع الجنرلات في الحرب، الذي بدورهم اغتاظوا من تدخل لينكولن بخططهم العسكرية، ,واعتاد أيضاً لينكولن بعطي توجيهات مفصّلة للجنرلات متخذاً دور رئيس الأركان.
أدرك لينكولن بأن سلطة الحكومة الفدرالية في مسألة انهاء نظام العبودية مقيدة بالدستور الذي كان قبل عام 1865 يلزم كل ولاية باتخاذ قرارها الفردي بشأن نظام العبودية. ولكن لينكولن اثناء وقبل انتخابه ظل يناقش ويجادل بأنه إذا أرادو انهاء نظام العبودية تماماً يجب أن يمنعوا توسعه وتواجده في المقاطعات الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية. ومع بداية الحرب حاول اقناع الولايات بقبول "سياسة تعويض العتق أو التحرير" بدلاً من "سياسة حظر العبودية". آمن لينكولن بأن تقليص العبودية بهذه الطرق سيخلصهم منها بطريقة اقتصادية وموافقة للدستور، كما تصوّر الآباء المؤسسون.
لينكولن تفهم سلطة الحكومة الفيدرالية لانهاء "الاسترقاق" حيث أنها كانت محدودة بموجب الدستور والذي كان قبل عام 1865 حيث كانت كل ولاية لها دستورها الخاص. لينكولن كان معترض قبل و أثناء انتخاباته أن انهاء عبودية الرق قد يمنع من زيادة انتشار الاراضي الامريكية. في بداية الحرب لينكولن يريد اقناع الولايات تغيير الدستور الى تحرير العبيد بدلا من الحظر. رفض الرئيس لينكولن محاولتين للتحرر المحدود في منطقتين جغرافيتين ، احداهما قام بها اللواء جون فريمونت في آب 1861 والأخرى قام بها اللواء ديفيد هنتر في أيار 1862 بحجة انهم لم يكن في وسعهم فعل أكثر من ذلك وأن "سياسة تعويض العتق" ستزعج الولايات المجاورة الموالية للاتحاد الفيدرالي.
في التاسع عشر من يونيو سنة 1862 أصدر الكونغرس حظر للعبودية في جميع الأراضي الاتحادية بعد أن أقر ذلك الرئيس "لينكولن" لينكون وفي يوليو سنة 1862 تم تمرير قرار المصادرة الثاني "Second Confiscation Act " والذي ينص على تحرير عبيد كل من يُدان بمساعدة المتمردين. وعلى الرغم من معرفة لينكولن بأن الكونغرس لن يستطيع تحرير العبيد في الولايات، الا انه وافق على مشروعية القانون احتراما للهيئة التشريعية .
ورأى ان إجراء كهذا ينبغي أن يقوم به القائد الأعلى للقوات المسلحة باستخدام القوات الحربية الممنوحة للرئيس بموجب الدستور، كان لينكون يخطط لاتخاذ هذا الإجراء. فيذلك الشهر، ناقش لينكون مسودة إعلان تحرير العبيد مع حكومته وذكر فيها : " "كإجراء عسكري ملائم و ضروري فإن جميع الأشخاص المملوكين كعبيد في الولايات الكونفدرالية أحراراً ابتداءً من 1 يناير 1863 و إلى الأبد".
كان لينكون سراً قد قرر أن العبودية يجب أن تلغى تماماً من التحالف. لكن جماعة الرؤوس النحاسية قالوا أن هذا التحرير يشكل حجر عثرة للسلام واعادة التوحيد. وكان المحرر الجمهوري من صحيفة "منبر نيويورك" المؤثرة قد انطلت عليه الحيلة , والتي فنّدها لينكون في خطابه الداهية في 22 اغسطس 1862 .
وقال الرئيس إن الهدف الرئيسي لتصرفاته كرئيس (وقد استخدم ضمير الشخص الأول ليشير بوضوح إلى "العمل الرسمي" له) هو الحفاظ على الاتحاد. :
« "هدفي الرئيسي من وراء هذا الصراع هو الحفاظ على الاتحاد وليس استمرار الرق أو إنهاءه" ، إن استطعت أن أنقذ الاتحاد من دون تحرير العبيد سأفعل ذلك، وإذا كان بإمكاني حفظه عن طريق تحريرجميع العبيد سأفعل ذلك وإذا كان بإمكاني حفظه عن طريق تحرير بعض وترك الآخرين سأفعل ذلك أيضاً ، ما أقوم به فيما يتعلق بالرق، والأعراق الملونة، أقوم به لأنني أعتقد أنه يساعد على إنقاذ الاتحاد، وما امتنع عنه، امتنع عنه لأنني لا أعتقد أنه سيساعد على إنقاذ الاتحاد ..... لقد ذكرت هنا هدفي وفقا لرؤيتي لواجبي الأساسي، ولا أعتزم تبديل رغبتي التي لطالما تبنيتها في أن يكون كل رجل على وجه الأرض حر.»
أعلَن إعلان التحرير الذي صدر في 22 سبتمبر من عام 1862، وبدأ تنفيذه في 1 يناير من عام 1863، تحرير العبيد في 10 ولايات لم تكن في ذلك الوقت تحت سيطرة الإتحاد، إضافة إلى إعفاءات حُدّدت لمناطق تحت سيطرة الإتحاد مُسبقًا في ولايتين. قضى لينكولن المئة يوم التالية يُجهّز الجيش والأُمّة للتحرير، بينما رفعَ الديمقراطيين ناخبيهم في الإنتخابات السنوية لعام 1862 من خلال التحذير من خطر العبيد المُحرّرين الذي يتعرض له لبيض الشماليين.
وبمُجرّد أن أصبح إلغاء الرِّق في الولايات المتمردة هدفًا عسكريًا، كما قدّمت جيوش الإتحاد في الجنوب، كان عدد أكبر من العبيد مُحرّر إلى أن تم تحرير ثلاثة ملايين منهم في الإقليم الكونفدرالي. وكان تعليق لينكولن على التوقيع على الإعلان: "لم أشعر، في حياتي، أبدًا بيقين أنّ ما كنت أفعله صواب أكثر مما أفعل بتوقيع هذه الورقة". واصل لينكولن لبعض الوقت ،" خُطط وضعها مسبقاً" لإقامة المستعمرات للعبيد المُحرّرين حديثًا. وعلّق بشكل إيجابي على الإستعمار في إعلان التحرير، ولكن فشلت كل المحاولات المماثلة لهذا الإجراء الضخم وأُعلن بعد التحرير بأيام قليلة أن 13 من الحُكام الجمهوريين إجتمعوا في مُؤتمر حُكّام الحرب "؛ وقد أيّدوا إعلان الرئيس، ولكن إقترحوا صرف الجنرال جورج بي ماكليلان من الخدمة كقائد لجيش الإتحاد.
إستخدام العبيد السابقين في الجيش كان سياسة الحكومية الرسمية بعد صدور إعلان التحرير . وبحلول ربيع عام 1863، كان لينكولن على إستعداد لتجنيد الجنود السود في أكثر من أعداد رمزية. وفي رسالة إلى أندرو جونسون، الحاكم العسكري لولاية تينيسي، يُشجِّعه على الريادة في رفع الجنود السود، كتب لينكولن "، النظرة المجرّدة لخمسين ألف من الجنود السود المسلحين والمُدربين على ضفاف نهر المسيسيبي ستُنهي التمرد في آن واحد " وبحلول نهاية عام 1863، عند توجيه لينكولن، جنّد الجنرال لورنزو توماس 20 فوج من السُّود من وادي المسيسيبي , ودوّن فريدريك دوغلاس ذات مرة للينكولن:" لم أُذكر أبدًا في "رفقته "بأصلي المتواضع، أو بلوني الغير شعبي ".
بإنتصار الاتحاد في معركة جيتيسبيرغ في يوليو من عام 1863، وهزيمة الرؤوس النحاسية في إنتخابات أوهايو في فصل الخريف، حافظ لينكولن على قاعدة قوية من دعم الحزب، وكان في وضع قوي ليُعيد تعريف جهد الحرب، ,رُغم أعمال الشغب في مدينة نيويورك كانت المرحلة مُحدّدة لخطابه عند مقبرة ساحة معركة جيتيسبيرغ. وفي تحد لتنبؤ لينكولن بأن "العالم سيُلاحظ قليلاً، ولا يذكر طويلاً ما نقوله هنا،" أصبح الخطاب الأكثر نقلاً وإقتباسًا في التاريخ الأميركي.
أُلقيَ خِطاب جيتيسبيرغ في تفاني مقبرة الجنود الوطنية في جيتيسبيرغ، بنسلفانيا، في ظهيرة يوم الخميس، الموافق19 نوفمبر من عام 1863. في 272 كلمة، وثلاث دقائق، وأكّد لينكولن أن الأُمّة لم تولد في عام 1789، ولكن في عام 1776، "وتصوّر الحرية، وكرَّس مقولة أن كل الناس خُلِقوا متساوين." وقد عرّف لينكولن الحرب بأنها جهد مُكرّس لمبادئ الحرية والمساواة للجميع. وتحرير العبيد أصبح جزء من جهد الحرب الوطني. وأَعلن أن وفاة هذا العدد الكبير من الجنود الشجعان لن يذهب سُدى، وأن الرِّق سينتهي كنتيجة للخسائر، وأن مُستقبل الديمقراطية سيكون مؤكِّد أن "حكومة الشعب، من الشعب، وللشعب ، لن تفنى في هذه الأرض ". وختم لينكولن بأن الحرب الأهلية كان لها هدف عميق: ولادة جديدة للحرية في الأُمّة .
فشل ميد في القبض على جيش لي أدى إلى الانسحاب من جيتسبرغ ومع السلبية المستمرة لجيش البوتوماك (Potomac) اقتنع لينكولن بتغيير قيادة الجيش ، وقد أعجب لينكولن في انتصارات القائد يوسلي جرانت (Ulysses S. Grant) في معركتي شيلوه (Shiloh) ومخيم فيكاسبرغ (Vicksburg) ورشح جرانت ترشيحا قوياً لقيادة اتحاد الجيش ثم قال بعد إنقادات طالته لتقديمه يوسلي قرانت للقيادة " لايمكنني التخلي عن ذلك الرجل ، إنه يحارب " ؛ رأى لينكون بأن التغييرات في الجيش قد تؤدي إلى سلسلة من الهجمات المنسقة في عدة أماكن, حيث حصل على قائد وافق على إستخدام قوات سوداء ، ومع ذلك, أعرب لينكون عن قلقه من ترشيح يوسلي قرانت للرئاسة في عام 1864, كما حدث مع ماكلين (McClellan) و رتب مع وسيطاً للتأكد من نوايا جرانت السياسية, وبعد التأكد من أن نواياه غير سياسية, قدم لينكون القائد جرانت لمجلس الشيوخ لترقيته إلى قيادة جيش الإتحاد ، وحصل على موافقة مجلس الشيوخ لمنح قرانت رتبة قائد أعلى للجيش, التي لم يحصل أي ضابط عليها منذ عهد الرئيس جورج واشنطن .
شن جرانت (Grant) حملته البرية الدموية في عام 1864م ، و تعرف هذه الحرب غالباً بحرب الإستنزاف , نظرا للخسائر الفادحة التي لحقت بصفوف الاتحاد في عدة معارك منها معركة البرية ومعركة الميناء البارد ؛ وعلى الرغم من تمتع القوات الكونفدرالية بمركز الدفاع إلا أن خسائرهم كانت مماثلة تقريبا لنظيرتها في قوات الاتحاد. ، ومما أثار قلق الشمال ارتفاع عدد الخسائر في الأرواح, خاصة أن جرانت قد فقد ثلث جيشه وتساءل لينكولن (Lincoln) عن مخططات جرانت والذي أجاب قائلا: " أقترح أن نقاتل على هذا الخط حتى وإن كلفنا ذلك الصيف كله".
افتقدت القوات الكونفدرالية إلى التعزيزات وبالتالي كان جيش لي (Lee) يتقلص في الحجم مع كل معركة مكلفة ، و تحرك جيش جرانت نحو الجنوب عابراً نهر جيمس (James river) فارضاً الحصار وحفر الخنادق خارج مدينة بطرسبرج (Petersburg) في ولاية فيرجينيا (Virginia) و بعد ذلك قام لينكولن بزيارة مطولة لمقر جرانت في مدينة بوينت (Point city) في ولاية فيرجينيا مما أتاح للرئيس فرصة الاجتماع شخصيا مع جرانت و ويليام تيكومسيه شيرمان (William Tecumseh Sherman) وذلك للتشاور حول عملية القتال وفي نفس الوقت قام شيرمان Sherman)) الذي كان متمركزا في كارولينا الشمالية بزيارة خاطفة لجرانت ، فقام لينكولن والحزب الجمهوري بحشد الدعم للمشروع في جميع المناطق الشمالية وتعويض الخسائر .
لينكون أذن لجرانت استهداف البنية التحتية الكونفدارية مثل : المزارع , السكك الحديديه و الجسور أملاً في تدمير الروح المعنويه للجنوب وليضغف القدرة الاقتصاديه لمواصلة القتال ؛ و حركة جرانت إلى بطرسبرغ أدت الى إعاقة ثلاث سكك حديد بين ريتشموند و الجنوب وهذه الاستراتيجية سمحت للجينيرال شيرمان (Sherman) و فيليب شيريدان (Philip Sheridan) لتدمير المزارع والمدن في وادي شينانداوه بولاية فيرجينيا ، والمتسبب في الضرر كان "شهر شيرمان مارس إلى البحر" ( وهو الاسم الشائع لحملة السافانا ) عبر جورجيا عام 1864 والذي كان محدداً إلى 60 ميل (97 كيلومتر) رقة ولكن لا لينكولن ولا قادته رأوا التدمير كغاية اساسية ولكن بدلا من الهزيمة من اتحاد الجيوش ، كما نيلي 2004 توصلت أنه لم يكن هناك جهد للجذب في الحرب الشاملة ضد المدنيين كما في الحربب العالمية الثانية .
المتحالف الجنرال جوبال اندرسون إيرلي (Jubal Anderson Early) بدأ في سلسلة من الاعتداءات في الشمال التي هددت الثروة ، وخلال هجوم إيرلي المفاجئ على العاصمة واشنطن عام 1864 كان لنكولن يشاهد الصراع من موقع مكشوف وقد صرخ عليهم الكابتن اوليفر ويندل هولمز (Oliver Wendell Holmes) ( انخفضوا ،قبل أن تقتلوا ، أنتم أغبياء ) و بعد اتصالات متكرره على جرانت للدفاع عن واشنطن شيردان كان معين والتهديد من إيرلي كان مرسل .
كما تابع غرانت انهاك قوات لي , وبدأت الجهود لمناقشة السلام وقاد نائب رئيس الكونفدرالية ستيفنز(Stephens) مجموعة ليقابلوا لينكولن و سيوارد و آخرون في طرق هامبتون،ورفض لنكولن السماح لأي تفاوض مع الكونفدرالية بشكل مساوي الهدف الوحيد له كان اتفاق لإنهاء القتال و الاجتماعات لم تقدم أي نتائج .
في الأول من أبريل1865 تجاوز جرانت قوى لي بنجاح في قتال فايف فوركس وكان أقرب لتطويق بطرسبرغ و الحكومه الكونفدرالية أخلت ريتشموند ، و في أيام لاحقة عندما سقطت تلك المدينه زار لينكولن العاصمة الكونفدرالية المهزومة ولما كان يمشي عبر العاصمة، الجنوبيون البيض كانوا حديدي الوجوه (يلبسون الحديد على وجوههم ) ولكن العبيد الأحرار استقبلوه كبطل ،و في التاسع من أبريل , استسلم لي لجرانت في ابوماتوكس والحرب كانت قد انتهت رسميا .
كان لينكولن متخصصا في السياسة يجمع شمل الحزب الجمهوري ويحافظ على تماسكه بشتى طوائفه ، اضافة الى حربه مع الديمقراطيين كإدوين ستانتون (Edwin M. Stanton) و أندرو جونسون ( Andrew Johnson). امضى لينكولن ساعات عديده في الاسبوع للتحدث مع السياسيين من مختلف انحاء الأرض مستخدما نفوذه - الذي توسع بشكل كبير خلال فترة السلم- وتمكن من جمع طوائف حزبه معا، وعمل على دعم سياسته الخاصة، وصد جهود المتطرفين لاسقاطه من لائحة المرشحين عام ١٨٦٤. في اتفاقية ١٨٦٤، اختار الحزب الجمهوري اندرو جونسون، كديموقراطي من جنوب ولاية تينيسي، لتولى منصب نائب الرئيس. ولتوسيع التحالف حتى يشمل اعداء الديموقراطية والجمهوريين، قاد لينكولن حملته تحت مسمى حزباًلاتحاد جديد.
عندما تحولت حملات جرانت (Grant's) في ربيع عام ١٨٦٤م الى مأزق دموي وما قد تسببه خسائر الاتحاد، والنقص في النجاح العسكري من تأثير على احتمال عدم اعادة انتخابه للرئاسة، وخشية العديد من الجمهوريين من مختلف انحاء البلد من هزيمة لينكولن.
مشاركا مخاوفه، وقع لينكولن تعهدا بأن يخسر الانتخابات، لكنه اراد ان يهزم الكونفدرالية قبل ان يسلم البيت الابيض.
حتى هذا الصباح، كما سابقا، كان من الواضح جدا احتمال ان هذا الحكم لن يعاد انتخابه. فكان من الواجب التعاون مع الرئيس المنتخب، والحفاظ على الاتحاد بين الانتخابات و توليه الحكم، فقد كان مطمئنا بأن انتخابه مبدئيا لا يعني انه سينتخب مرة اخرى.
بينما تبع منبر الديموقراطية "جناح السلام" للحزب، وسميت الحرب بـ"الفشل" فقد أيد مرشحهم اللواء جورج برينتون مكيلان الحرب ورفض المنبر ، وقد ساعد لينكولن غرانت بمزيد من القوات وجهز حزبه لتجديد دعمه لغرانت في المجهود الحربي وقد أنهى اعتقال شيرمان على مدينة أطلانطا في سبتمبر و وأسر ديفيد فارغوتس على مدينة موبايل فترة التوتر الإنهزامية و تم تقسيم الحزب الديمقراطي بشدة وعلانية مع بعض القادة ومعظم الجنود للينكولن ؛ وعلى النقيض من ذلك، كان حزب الاتحاد الوطني متحداً ومنشطاً بينما قدم لينكولن تحرير القضية المركزية و عرض الأحزاب الجماهيرية المشددة على الخيانة لأبناء الجزء الشمالي من الولايات المتحدة وتم تجديد انتخاب لينكولن بانتصار ساحق ليتولى جميع الولايات باستثاء ثلاثة ولايات و استحق صوت ٧٨٪ من أصوات اتحاد الجنود .
في الرابع من مارس 1865 ألقى لينكولن خطاب تنصيبه الثاني وذكر أنه يعتبرها خسائركبيرة على الجانبين ولكنها إرادة الله ؛ و لخص المؤرخ مارك نول بأنها تصنف "ضمن القبضة الصغيرة لنصف النصوص المقدسة والتي كون بها الأميركيون مكانهم في العالم" وقال لينكولن:
« " نتمنى بحب واعتزاز و نصلي بحرارة ، إن هذه الكارثة العظيمة للحرب قد تموت بسرعة،إلا إذا أراد الإله أن تستمر إلى أن تتكدس كل الأغراض بواسطة 250 عاماً من الكدح بلا مقابل لرجل مملوك "عبد" ، و إلى أن تكون كل قطرة سقطت من الدم مسلوبة مع السوط ، وكما قيل قبل ٣٠٠٠سنة مضت لايزال يجب الدفع بسلب آخر بالسيف ،لذلك لا يزال يجب القول أن "إن الأحكام الصادرة عن الرب صحيحة وصالحة تماما"؛ لا شيء يجنيه الغل ، والإحسان يكون للجميع؛ فمع الحزم في الحق و كما أن الله يساعدنا لرؤية الحق، دعونا نعمل على الانتهاء من العمل الذي نحن فيه لإزاحة جراح الأمة ولرعاية من يتحمل المعركة و لأرملته و ليتيمه و لبذل كل ما يمكن أن يحقق ويعزز سلاما عادلا ودائما فيما بيننا ومع كل الأمم . »
بدأت فترة حكم الحكومة الفدرالية للولايات الكونفدرالية الجنوبية خلال الحرب، حيث كان لينكولن و رفاقه يتطلعون للإجابة عن التساؤل حول كيفية إعادة دمج الولايات الجنوبية التي تم احتلالها، و عن كيفية تحديد مصائرقادة الكونفيدرالية و العبيد المحررين ؛ بعد وقت قليل من استسلام لي طلب لواء من لينكولن إخباره عن كيفية التعامل مع المؤيدين المهزومين للاتحاد الأمريكي ، فأحاب لينكولن : "اسمحوا لهم بالصعود بسهولة" ، و تماشياً مع هذا الرأي قام لينكولن بقيادة المعتدلين بخصوص سياسة الحكم الفدرالي للولايات الكونفدرالية الجنوبية ، و قد عارضه في هذا الجمهوريين المتطرفين تحت قيادة الجمهوري ثاديوس ستيڤينز و السيناتور تشارلز سمنر و السيناتور بينجامين ويد ، وحلفاء سياسيين للرئيس في قضايا أخرى ؛ وتصميماً على العثور على المسار الذي يضمن توحيد الأمة دون التفريط في الجنوب، حث لينكولن على أن تجرى انتخابات سريعة بشروط سخية طوال فترة الحرب ، و في رسالته المعلنة في منظمة العفو في الثامن من ديسمبر ١٨٦٣، عرض العفو على الذين لم يعقدوا مكاتب كونفدرالية مدنية و على الذين لم يسيئوا معاملة سجناء الإتحاد و الذين على استعداد لتوقيع قسم على الولاء.
نظراً لأن الولايات الجنوبية أُخضعت ، كان يجب اتخاذ قرارات بشأن قياداتها ريثما يعاد تشكيل إدارتها. كانت ولايتي تينيسي وأركانساس ذات أهمية خاصة حيث عين لينكولن الجنرال أندرو جونسون والجنرال فريدريك ستيل كحكام عسكريين على التوالي. في لويزيانا طلب لينكولن من الجنرال ناثانييل بانكس ان يطور خطة تعيد حكومة الحكومة اذا وافق ١٠٪ من المصوتين على ذلك. انتهز خصوم لينكولن الديموقراطيين هذه التعيينات لاتهامه باستخدام الجيش لضمان طموحاته وطموحات الجمهوريين السياسية. على جانب آخر، اتهمه المتطرفون بأن سياسته متساهلة كثيراً ومرورا سياستهم الخاصة ( وثيقة وايد-داڤيس) في ١٨٦٤. عندما نقض لينكولن الوثيقة انتقم المتطرفون برفضهم تعيين ممثلين منتخبين من لويزيانا وأركانساس وتينيسي.
تعيينات لينكولن صُممت لتسخّر فئات المعتدلين والمتطرفين للعمل سويّة. لشغل منصب تاني رئيس القضاة في المحكمة العليا عيّن لينكولن مرشح المتطرفين سامون تشايس والذي اعتقد لينكولن انه سيدعم التحرير وسياسة النقود الورقية.
بعد إعلان التحرر والذي لم يطبق في كل الولايات، لينكولن زاد الضغط على الكونغرس من أجل حظر العبودية في جميع أنحاء الدولة وذلك بتعديل الدستور. حيث أوضح لينكولن أن تعديلاً مثل هذا سيحسم الموضوع كله. وبحلول ديسمبر 1863، تم طرح مقترح لتعديل دستوري ينصّ على حظر العبودية تماماً في الكونغرس، ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب عدم موافقة ثلثي النصاب في مجلس النواب 15 يونيو 1864. بعد ذلك تم طرح مقترح التعديل مرة أخرى كجزء من برنامج التكتل الجمهوري في انتخابات 1864.وبعد مناقشة طويلة في المجلس، تم تمرير المحاولة الثانية لتتم الموافقة بواسطة الكونغرس في 31 يناير 1865، وأرسلت لمجالس الولايات التشريعية للموافقة. بعد الموافقة الكاملة أصبح هذا التعديل هو الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة الامريكية في 6 ديسمبر 1865.
ومع اقتراب انتهاء الحرب، إعادة إعمار الجنوب في ظل رئاسة لينكولن أصبح مستمراً، إيماناً بأن الحكومة الفيدرالية لها المسئولية تجاه الملايين من الأحرار. وقع لينكولن على قانون السيناتور شارلز سمنر الخاص بمشروع ديوان تحرير العبودية الرسمي والذي أسسته مؤقتاً الوكالة الفيدرالية حيث صمم للتعرّف الاحتياجات الفورية للعبيد. القانون أعطى أرض مع عقد إيجار لمدة ثلاث سنين بالإضافة إلى الحق الشرعي لإمكانية الشراء للأحرار الرسميين. وأوضح لينكولن بان خطة لويزيانا لم تطبق لكل الولايات التي تحت الإعمار. وقبل اغتياله بفترة قليلة أوضح لينكولن بأن لديه خطة جديدة لإعادة إعمار الجنوب. المناقشات مع مجلسه الاستشاري كشفت بأن لينكولن جهز خطة تحكم عسكرية قصيرة المدى على الولايات الجنوبية، حتى يتم إعادة القبول بتحكم النقابيين الجنوبيين بها بحيث تكون تحت قيادتهم.
كنتيجة لنجاح إعادة توحيد الولايات تم طرح اسم الدولة، حيث استخدم تاريخياً مسمّى " الولايات المتحدة "، في بعض الأحيان بصيغة الجمع " هذه الولايات المتحدة "، وفي مرات أخرى باستخدام صيغة المفرد دون أخذ القواعد النحوية بالاعتبار، وفي نهاية القرن التاسع عشر أدّت الحرب الأهلية دوراً مهماً في هيمنة الصيغة المفردة لمسمّى الدولة.
في السنوات الأخيرة، لفت المؤرخون من أمثال هاري يافا، وهيرمان بيلز، وجون ديقينز، وفيرنون بيرتون، وإريك فونر الانتباه إلى إعادة تعريف لينكولن لقيَم الجمهورية، كما في بدايات 1850م في الوقت الذي ركّز فيه الخطاب السياسي على حرمة الدستور، تابع لينكولنتأكيداته نحو إعلان الاستقلال كأساس للقيَم السياسية الأمريكية والتي أسماها "المرساة الكبرى" للجمهورية.
شدّد الإعلان الدستوري على الحرية والمساواة للجميع، وعلى النقيض من التسامح الدستوري للعبودية، تحوّل الأمر إلى مناظرة. وكما لخّص ديقينز فيما يتعلّق بخطاب كوبر أونيون المؤثر في بدايات 1860م "منح لينكولنالأمريكان نظرة للتاريخ والتي عرضت مساعدة عميقة للرأي ومصير الجمهوراتية". حيث اكتسب موقفه قوّة كبيرة كنتيجة لتسليطه الضوء على الأساس الأخلاقي للجمهوريّ، بدلاً من تشريعاتها. وعلى الرغم من ذلك، وفي العام 1861م برّر لينكولنالحرب من حيث التشريعات (إن الدستور عقدٌ بين الأحزاب المختلفة، وما إن يخرج عليه حزبٌ واحد فإن على الأحزاب الأخرى أن توافق)، ومن ثم فإنه من الواجب الوطني أن يُضمن الطابع الجمهوري للحكومة في كلّ ولاية في 2008 ذكر بيرتون أن جمهورية لينكولن نالها بالأحرار الذين حرّروا فيها.
وفي خطابه التنصيبي الأول في مارس من العام 1861م، كشف لينكولنعن طبيعة الديمقراطية. حيث استنكر الانفصال والفوضى، موضحاً أن حكم الأغلبية يجب موازنته بواسطة القيود الدستورية في النظام الأمريكي، حيث قال "يكبح جماح الأغلبية بواسطة الضوابط والقيود الدستورية، ودائماً تتغير بسهولة بالتغيرات المدروسة من أراء وميول الشعب، إنها السيادة الحقيقية الوحيدة للناس الأحرار".
كان لينكون يميل إلى اتخاذ سياسة مرنة ومتسامحة نسبياً مع الولايات المهزومة، بخلاف الكثير من أعضاء حزبه الذين كانوا أكثر تطرفاً. أما بخصوص العبيد، فعلى الرغم من معارضته للعبودية وقضائه عليها بشكل كبير، إلا أنه لم يكن مؤمناً بالمساواة بين الأعراق، وكان يميل إلى الرأي القائل بإرسال السود المعتوقين إلى جزر الكاريبي أو سواحل أفريقيا حفاظاً على السلم الأهلي من وجهة نظره، وإن لم يقم عملياً بشيء في ذلك الصدد.
حصلت في عهده ثورة لقبيلة السو الهندية في ولاية مينيسوتا في الشمال الغربي للبلاد، تم القضاء عليها وإعدام ما يقارب الثلاثمائة من الثوار بعد توقيع لينكون على قرار الإعدام.
التزم لينكولن بـنظرية الرئاسة اليمينية التي أعطت الكونجرس المسؤولية الرئيسية لكتابة القوانين في حين وقعت مسؤولية تنفيذها على السلطة التنفيذية. اعترض لينكولن على أربعة قوانين فقط أقرها الكونجرس: أهم قانون هو قانون ويد-ديفيد مع برنامجه القاسي لإعادة الإعمار. في عام 1862، وقّع على (قانون المنازل) الذي جعل ملايين الأفندنة من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة متاحة للبيع بأسعار منخفضة جداً. كذلك تم التوقيع على (قانون موريل لمنح الأراضي) في عام 1862 والذي نص على منح أراضي للكليات الزراعية في كل ولاية. (قانون سكة حديد المحيط الهادي) لعام 1862 و1864 قدّم دعماً اتحادياً لبناء أول سكة حديد عابرة للقارات في الولايات المتحدة، والتي اكتمل بناؤها عام 1869 كان الإقرار على (قانون المنازل) و (قانون سكة حديد المحيط الهادي) ممكناً بسبب غياب أعضاء الكونجرس وأعضاء الشيوخ الجنوبيين الذين عارضوا تلك التشريعات في الخمسينات من القرن التاسع عشر .
تتضمن التشريعات المهمة الأخرى تتضمن لزيادة الايرادات لأجل الحكومة الفدرالية: التعريفات (سياسة مع سابقة طويلة)، وضريبة الدخل الفدرالي الجديدة. وفي عام 1861، وقع لنكولن (Lincoln) تعريفة موريل الثانية والثالثة، وقد أصبح القانون الأول في إطار جيمس بوكانان (James Buchanan). وفي نفس العام، وقع لنكولن (Lincoln) على مرسوم الإيرادات لعام 1861، و وضع أول ضرائب دخل أمريكية.
وأدى ذلك إلى ضريبة ثابتة بنسبة 3% من الدخل فوق 800 دولار (20,700 بالدولار الحالي). والذي تغير لاحقا بمرسوم الإيرادات عام 1862 إلى هيكل معدل تدريجي.
كما ترأس لنكولن (Lincoln) مهمة توسيع نفوذ الحكومة الفدرالية الاقتصادية في مناطق عديدة أخرى. قدم إنشاء نظام البنوك الوطنية من قبل مرسوم المصارف الوطنية شبكة مالية قوية للبلاد. كما أنشأت أيضا العملة الوطنية. وفي عام 1862، أنشأ الكونغرس وزارة الزراعة بموافقة لنكولن(Lincoln) وفي نفس العام أرسل لنكولن (Lincoln) الجنرال جون بوب (John Pope)، لإخماد "انتفاضة سو" في ولاية مينيسوتا (Minnesota). قدمت بتنفيذ أوامر 303 على سانتي داكوتا (Santee Dakota) المدان بقتل الأبرياء من المزارعين، أجرى لنكولن (Lincoln) استعراضاً شخصيا لهذه الأوامر، وافق على 39 منها في نهاية الأمر (وقد أجل واحدة ). وقد خطط الرئيس لنكولن (Lincoln) لإصلاح السياسة الهندية الفدرالية.
فيما تلي خسائر غرانت (Grant) في حملته ضد لي (Lee), كان لينكولن (Lincoln) ينتظر اتصال إجرائي آخر لمشروع عسكري, لكن لم يحل أبداً. رداَ على الشائعات عن فرد, مع ذلك, محررين صحيفة عالم نيويورك ومجلة التجارة نشروا إعلان عن مشروع مزيف الذي أعطى فرصة للمحررين وغيرهم من العاملين في المطبوعات على احتكار سوق الذهب. كانت ردة فعل لينكولن (Lincoln) بأنه أرسل أقوى الرسائل إلى وسائل الإعلام فيما يخص هذا التصرف, وأمر الجيش بحجز الورقتين. ودام الحجز لمدة يومين. لينكولن"Lincoln" هو المسئول بشكل كبير عن تأسيس عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة . قبل رئاسة لينكولن (Lincoln), عيد الشكر, في حينها هي عطلة إقليمية في نيو إنجلاند( New England) منذ القرن 17, كانت قد أعلنت عنه الحكومة الاتحادية بشكل متقطع وفي تواريخ غير منتظمة. وكان آخر إعلان تم خلال فترة رئاسة الرئيس جيمس ماديسون(James Madison) قبل 50 عاماً. في عام 1863, أعلن لينكولن (Lincoln) في آخر خميس في شهر نوفمبر في ذلك العام بأنه سيكون يوم عيد الشكر. في حزيران عام 1864, وافق لينكولن (Lincoln) على منح اليوسمايت (Yosemite Grant) التي يسننها الكونغرس (Congress), حيث وفرت حماية غير مسبوقة للمنطقة والتي تعرف الآن بـ منتزه يوسيميتي الوطني.
أظهر لينكولن فلسفة في ترشيحاته للمحكمة العليا وهي "لا نستطيع سؤال أي شخص عن ماذا سوف يفعل، وإذا اضطررنا لذلك، واضطر هو للجواب، فيجب علينا ازدراءه. لذلك يجب علينا أخذ الأشخاص المعروفة آرائهم مسبقاً". عيّن لينكولن خمس قضاة للمحكمة الأمريكية العليا. ناوا هاينس سواين، رُشح في ٢١ يناير، ١٨٦٢ وعيّن في ٢٤ يناير من نفس السنة، واختير كمحامي مناهض للعبودية، وهو من دعاة الوحدة. وبالنسبة لصامويل فريمان ميلار فقد رشح وعين في ١٦ يوليو لسنة ١٨٦٢وكان من الداعمين لحملة لينكولن الانتخابية لعام ١٨٦٠. أما ديفيد دافيز فكان مدير حملة لينكولن الانتخابية لعام ١٨٦٠، رشح في ١ ديسمبر، ١٨٦٢ وعين في ٨ ديسمبر من نفس السنة، وقد عمل سابقاً كقاضٍ في محكمة لينكولن لولاية إلينوي. ستيڤين جونسن فييلد، القاضي السابق في المحكمة العليا لولاية كاليفورنيا، رشح في ٦ مارس لسنة ١٨٦٣، وعين في ١٠ مارس من نفس العام. خلق تعيين فييلد في المحكمة العليا نوعاً من التوازن الجغرافي والسياسي بين القضاة باعتباره ينتمي للحزب الديمقراطي. أخيراً، رُشح سالمون پورتلند تشايس، والذي كان وزير الخزانة في حكومة لينكولن كرئيس للمحكمة العليا، وعُين في نفس اليوم في 6 ديسمبر 1864. كان لينكولن مؤمناً بإمكانيات تشايس وقدرته على دعم وإعادة بناء التشريعات وكان لتعيينه الأثر الإيجابي في توحيد الحزب الجمهوري.
قام لينكون بتعيين 32 قاضي فدرالي, من بينهم أربعة قضاة معاونين وقاضي يعتبر كبير القضاة في المحكمة العليا للولايات المتحدة, و 27 قاضيا تم تعيينهم في محاكم مقاطعات الولايات المتحدة. لم يقم لينكون بتعيين أي قاضي في دائرة المحاكم خلال الفترة التي قضاها في منصبه.
انظمت فيرجينيا الغربية الى الاتحاد في 20 يونيو 1863, والتي ضمت المقاطعات الشمال غربية السابقة لفرجينيا والتي فيما بعد انفصلت عن فيرجينيا بعد اعلان الكومنويلث انفصالها عن الاتحاد.
وعلى الرغم من انه لم ينضم إلى الجيش الكونفدرالي، إلا أن جون ويلكس بوث كان ممثلا معروفا وجاسوسا كونفدراليا من ولاية ماريلاند، وقد قام باتصالات مع الاستخبارات الكونفدرالية
في عام 1864، وضع بوث خطة (تشبه الى حد بعيد خطة ل توماس ان كونراد سبق أن أذنت بها الكونفدرالية) لخطف لينكولن للمقايضة به من أجل الافراج عن السجناء الكونفدراليين.
ولكن بعد حضوره ل خطاب لنكولن في ١١ أبريل ١٨٦٥ م دعم فيه حق السود بالتصويت ، غضب بوث وتغيرت خططه وأصبح أكثر عزما على اغتيال الرئيس.
بعد علمه أن الرئيس، السيدة الأولى، ورئيس الاتحاد العام يوليسيس اس غرانت ، ستحضر مسرح فورد، وضع بوث خطة مع المتآمرين لاغتيال نائب الرئيس اندرو جونسون، ووزير الدولة ويليام .
دون حارسه الأساسي، غادر -وارد هيل لامون- لينكولن لحضور مسرحية "ابن عمنا الأمريكيين" يوم ١٤ ابريل. في حين اختار غرانت وزوجته في آخر لحظة السفر إلى فيلادلفيا بدلا من حضور المسرحية.
وغادر حارس لينكولن، جون باركر، مسرح فورد خلال الاستراحة للانضمام لنكولن للشراب في صالون ستار المقابل المقابل. وجلس الرئيس بدون حراسة في مكانه في الشرفة.
اغتناما للفرصة، تسلل بوث من الخلف وعند حوالي ١٠:١٣ مساءا استهدف الجزء الخلفي من رأس لنكولن وأطلق النار من مسافة قريبة ليصيب الرئيس إصابة قاتلة، في تلك اللحظة تصدت الرئيسية هنري راثبون لاحظات مع بوث، ولكن بوث طعنها وهرب.
بعد أن ظل هاربا لمدة ١٠ أيام، وجد بوث في مزرعة في ولاية فرجينيا، بمسافة أكثر٧٠ ميلا (١١٠ كم) إلى الجنوب من واشنطن، DC ، وبعد معركة قصيرة مع قوات الاتحاد، قتل بوث على يدالرقيب بوسطن تكوربيت في ٢٦ أبريل. كان يجلس الطبيب تشارلز ليل -جراح الجيش- في مكان قريب في المسرح وقام بمساعدة الرئيس على الفور. وجد الرئيس لايستجيب، وبالكاد يتنفس مع عدم وجود نبض ظاهر. لقد رأى أن الرئيس كان قد أصيب بطلق ناري في الرأس، وليس طعن في الكتف كما كان أصلًا يعتقد ، وحاول إزالة تجلط الدم، وبعد ذلك بدأ الرئيس يتنفس بشكل طبيعي أكثر. أُخذ الرجل المحتضر عبر الشارع إلى بيت بيترسن. وبعد أن دخل في غيبوبة لمدة تسع ساعات، توفي لينكولن صباحاً في الساعة ٧:٢٢ يوم ١٥ أبريل. وسُئل وزير المشيخي فينس دينسمور غرلي لتقديم الصلاة، بعد ذلك حيا وزير الحرب ستانتون وقال "إنه منتمٍ للتاريخ الآن".
ثم أُصطحب جسد لينكولن المغطى بالعلم في المطر إلى البيت الأبيض، من قبل ضباط الإتحاد محسوري الرأس، في حين رنت أجراس الكنائس في المدينة. أدى الرئيس اندرو جونسونا ليمين الدستورية في الساعة ١٠:٠٠ صباحاً، بعد أقل من 3 ساعات بعد وفاة لينكولن. وُضع الرئيس الراحل في الغرفة الشرقية، ثم في بهو الكابيتول (Capitol Rotunda) في الفترة من ١٩ أبريل وحتى ٢١ أبريل. لرحلته النهائية مع ابنه ويلي، تم نقل الصناديق في الناقلة التنفيذية "الولايات المتحدة الأمريكية" ولمدة ثلاثة أسابيع كان القطار الخاص بجنازة لينكولن مزين برايات ذات لون أسود .
كانت الرحلة بطيئة من واشنطن إلى سبرينغفيلد حيث توقفت الناقلة عند العديد من المدن في شمال ولاية إلينويس لأجل أن يشهد جنازته مئات الآلاف على نطاق واسع. وكذلك الكثير من الناس الذين تجمعوا في سباق تكريم غير رسمي مع فرق غنائية، بالمشاعل والغناء ترنيمة. أو كتقديس صامت مع القبعات الموضوعة في اليد كما في موكب السكك الحديدية الذي مر ببطء.
كان من الواضح أن لينكولن في شبابه كان مشككاً في الدين أو كما ورد في سيرته أنه كان محطماً للرموز الدينية وقد كان استخدامه المتكرر للغة الدينية والمجاز الديني لاحقاً قد عكس معتقداته الشخصية الخاصة أو ربماقد كان نصيحة للتقرب من جمهوره الذين كانوا غالباً من البروتستانت الإنجيليين ، ولم ينضم لينكولن أبداً لكنيسة مع أنه كان يزورها كثيراً مع زوجته ولكنه كان مطلعاً بعمق على الإنجيل واقتبس منه وأشاد به ؛ وفي الأربعينات من القرن التاسع عشر اشترك بمذهب الضرورة وهو مذهب يؤكد على أن العقل الإنساني تسيطر عليه قوة أعلى ؛ أما في الخمسينات من القرن التاسع العاشر اعترف لينكولن بالعناية الإلهية بشكل عام ونادراً ما استخدم اللغة الإنجيلية أو المجاز الإنجيلي ، واحترم لينكولن الحكم الجمهوري للقسيسين المؤسسين وبجلهم تبجيلاً دينياً ؛ وعندما عانى لينكولن من موت ابنه إدوارد اعترف بشكل متكرر باحتياجه إلى أن يعتمد على الإله وقد يكون موت ابنه ويلي في فبراير عام 1862 هو ما جعل لينكولن يتجه للدين للعزاء ولإيجاد الأجوبة ، وبعد موت ويلي فكر من وجهة نظر إلهية لماذا كانت قسوة الحرب ضرورية.؛ وفي ذلك الوقت كتب لينكولن أن الإله " كان يستطيع أن يحفظ أو يدمر الاتحاد بدون صراع إنساني ومع ذلك بدأ وبكون ذلك الصراع قد بدأ كان يمكن للإله أن يعطي النصر النهائي لأي فريق وفي أي يوم ومع ذلك الصراع مازال متواصلاً " ؛ ونقل عن لينكولن أنه قال لزوجته ماري في مسرح فورد في اليوم الذي اغتيل فيه أنه يرغب بزيارة الأرض المقدسة
في استطلاعات للرأي قام بها متخصصين لتصنيف الرؤساء من الأربعينات من القرن التاسع عشر حاز لينكولن باستمرار على إحدى المراتب الثلاث الأولى ، وغالباً يكون في المرتبة الأولى ، وفي دراسة أجريت عام 2004 لوحظ أن المتخصصين في مجال التاريخ والسياسة أعطوا لينكولن المرتبة الأولى بينما متخصصوا القانون قد وضعوه في المرتبة الثانية بعد واشنطن؛ وفي جميع استطلاعات الرأي الرئاسية التي أجريت منذ عام 1948 تم تصنيف لينكولن في المراتب العليا في معظم الاستطلاعات شليزنجر 1948و شليزنجر 1962 و استطلاع موراي بلسينق 1982 و استطلاع شيكاغو تريبيون عام 1982 و استطلاع شليزنجر 1996 واستطلاع سي سبان 1996 واستطلاع رايدينق-ماكيفر 1996 واستطلاع تايم 2008، واستطلاع سي سبان 2009 ؛ وبشكل عام فإن أفضل ثلاثة رؤساء حسب التصنيف هم أولاً يلنكولن وثانياً جورج واشنطن 3وثالثاً فرانكلين روزفلت ، وبالرغم من أن لينكولن و واشنطن ، و واشنطن وروزفلت قد يكون الترتيب بينهما معكوساً أحياناً .
اغتيال الرئيس لينكولن صنع منه شهيداً وطنياً ووهبه تقديراً أسطورياً نسبياً ولطالما نظر إلى لينكولن كبطل في حرية الإنسان بعدما ألغى عقوبة الإعدام ، ويربط الجمهوريون اسم لينكولن بحزبهم والكثير و ليس الجميع في الغرب اعتبروا لينكولن كاسم للقدرة الخارقة .
وقد جادل شوارتز أن شهرة لينكولن زادت ببطء في نهاية القرن التاسع عشر حتى عصر التحرر مابين ١٩٠٠و ١٩٢٠ حيث ظهر كأحد الأبطال المبجلين في التاريخ الأمريكي بموافقة حتى من البيض الجنوبيين. كانت القمة في ١٩٢٢ بإهداء تمثال لينكولن في المول في واشنطن. في the new dealera لم يبجل الليبراليون لينكولن لانه رجل كوّن نفسه أو لانه رئيس حربي عظيم بل لأنه كان كالمحامي عن الرجل العام والذي كان وبدون شك يدعم دولة الرفاهية. في سنوات الحرب الباردة تحولت صورة لينكولن لتؤكد رمز الحرية الذي جلب الأمل لهؤلاء الذين اضطهدوا بواسطة الحكم الشيوعي.
بحلول السبعينات ١٩٧٠ أصبح لينكولن بطلاً بالنسبة للسياسيين المحافظين لوطنيته الشديدة و دعمه للمشاريع التجارية و إصراره على إيقاف انتشار العبودية و عمله بمبادئ لوكرين وبوركين نيابة عن الحرية والتقاليد ولإخلاصه لمباديء الآباء المؤسسين. كناشط يميني كان لينكولن متحدثاً رسمياً لفوائد المشاريع التجارية ، مفضلاً للتعريفة المرتفعة والبنوك والتطوير الداخلي وسكة الحديد بمقابل الديموقراطيين الزراعيين.
ويليام س هاريس وجد أن تبجيل لينكولن للآباء المؤسسين والدستور والقوانين الدارجة تحته والحفاظ على الجمهورية ومؤسساتها ساندت وقوت محافظيته ( التزامه بمباديء حزب المحافظين ).
أكد جايمس ج راندال على تسامحه خصوصاً تفضيله للتقدم المنظم وعدم ثقته في الانفعالات الخطيرة وتردده تجاه مشاريع الإصلاح ( السيئة التخطيط). وختم راندال بأن لينكولن كان متحفظ في تجاهله التام لذلك النوع المسمى راديكالي ( متطرف) الذي يتضمن التعسف ضد الجنوب وكراهية ملاك العبيد والتعطش للانتقام والتآمر الحزبي والمطالب الشحيحة لتحويل المؤسسات الجنوبية فجأة للدخلاء.
في نهاية عام 1960 م، كانت لدى الليبراليون أمثال المؤرخ ليرون بينيت افكار اخرى، خصوصا فيما يتعلق بنظرة لينكولن للقضايا العنصرية. حصل بينيت على اهتمام واسع عندما سمى لينكولن بالابيض المؤمن بتساوي الاجناس في 1968 م ولاحظ استخدام لينكولن للشتائم العرقية، عندما اطلق نكات ساخرة على السود، مصراً على معارضة المساواة المجتمعية، ومقترحا ارسال العبيد المحررين الى دول اخرى. رد المناصرون امثال المؤلفين ديرك وكاشين بان ليكولن لم يكن سيئا بقدر السياسيين، وبأنه ذو رؤية بصيرة اخلاقية وانه وبحذاقة قدم المطالب بالغاء العبودية بقدر السرعة المطلوبة سياسيا .
ابتعد التركيز عن لينكولن المحرر الى النقاش بان السود حرروا أنفسهم من العبودية. او على الاقل كانوا مسئولين عن الضغط على الحكومة للتحرير. كتب المؤرخ باري شوراتز في عام 2009 م بان صورة لينكولن لدى الناس تدهورت وتاكلت وتضائلت مكانتها واصبحت محل سخرية في نهاية القرن العشرين. وفي الجهة المقابلة، عبر دونالد عن رأيه في سيرته الذاتية بان لينكولن كان موهوباً بشكل واضح في سماته الشخصية فيما يسمى بالقدرات العكسية، والتي اظهرها الشاعر جون كيتز وارجعها الى القادة الاستثنائيين الذين " اقتنعوا وسط عدم التاكد والشكوك ولم يجبروا على حقيقة او سبب".
تمثالال أبراهام لينكون الواقع في العاصمة الأمريكية واشنطن قبالة مقر الكونغرس تظهر صورة لينكولن على البنس وعلى الدولار الأمريكي فئة 5 دولارات. كما تظهر صورته على العديد من الطوابع البريدية. وقد أحيت ذكراه بإطلاق اسمه على العديد من الضواحي والمدن والمقاطعات من ضمنها عاصمة ولاية نيبراسكا.
يُعد النصب التذكاري للنكولن الواقع في العاصمة واشنطن والمنحوت على جبل راشمور الأكثر شهرة وزيارة. وفي أماكن ليست ببعيدة عن قبر لينكولن، بالتحديد في سبرينغ فيلد في ايلينويس، يقع مسرح فورد ومنزل بيترسن (حيث توفي) ومكتبه ومتحف الرئيس ابراهام لنكولن.
يقول باري شوارتز (Barry Schwartz)، وهو عالم اجتماع تخصص في دراسة الذاكرة الثقافية أميركا، أنه في فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، كانت ذكرى أبراهام لنكولن مقدسة فعلياً، وقدمت للأمة "رمزاً أخلاقياً وملهماً في توجيه الحياة الأميريكية." ويضيف باري شاورتز أيضاً أنه خلال فترة الكساد الكبير، خدم لينكولن "كوسيلة لرؤية خيبة الأمل في العالم، لجعل معاناته لا يمكن تفسيره بقدر ذا مغزى."فعندما كان فرانكلين روزفلت (Franklin D. Roosevelt) يعد أمريكا للحرب العالمية الثانية، كان يستخدم العديد من عبارات رئيس الحرب الأهلية، أبراهام لينكولن، لتوضيح التهديد الذي تشكله ألمانيا واليابان. أما الأميركيون فكانوا يتساءلون "ماذا كان سيفعل لينكولن؟" .
ويجد أيضاً أنه منذ الحرب العالمية الثانية فقدت القوة الرمزية للينكولن أهميتها، وأن "تلاشي البطل هو من أعراض تلاشي الثقة في العظمة الوطنية" . ويشير بذلك إلى أن فترة ما بعد الحداثة والتعددية الثقافية خففت من العظمة كمفهوم.
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.