لقياس معدل الفقر في دولة من الدول يجب ان نقوم بأسلوب الاحتياجات الاساسية ويعتبر من اهم الاساليب وهو الحد الادنى للمصادر المطلقة اللازمة لتحقيق الرفاهية طويلة الاجل والتي تكون عادة باعتبار السلع الاستهلاكية ، ويعتبر خط الفقر هو المقدار اللازم من الدخل للوفاء بهذه الاحتياجات وتعتبر منظمة العمل الدولية (ILO) او من قدم لنا اسلوب الاحتياجات الاساسية .
تضم القائمة التقليدية "للاحتياجات الأساسية" المباشرة كلاً من الطعام (شاملاً الماء) والمأوى والملبس، وتؤكد الكثير من القوائم الحديثة على أن الحد الأدنى من "الاحتياجات الأساسية" لا يقتصر فقط على الطعام والماء والمأوى بل يشمل أيضًا الصحة العامة والتعليم والرعاية الصحية، لذا تستخدم المنظمات المختلفة قوائم متباينة.
ترتكز أساليب أخرى ذات صلة على "الإمكانات" بدلاً من الاستهلاك وهى أساليب استقت فكرتها من عمل أمارتيا سن (Amartya Sen).
عند الحديث عن التطوير، ينصب تركيز نموذج الاحتياجات الأساسية على قياس ما يُعتقد بأنه حد الفقر الذي يمكن القضاء عليه، ولا تستثمر برامج التطوير التي تتبع أسلوب الاحتياجات الأساسية في الأنشطة الإنتاجية اقتصاديًا التي ستساعد المجتمع على تحمل أعبائه في المستقبل ولكنها تركز على تمكين المجتمع من الاستهلاك بدرجة كافية لرفعه فوق خط الفقر وتلبية احتياجاته الأساسية، لذا تتمحور هذه البرامج حول العيش بدلاً من العدالة. وعلى الرغم من هذا، فإن لأسلوب الاحتياجات الأساسية أو الأسلوب المطلق أهمية عند الحديث عن "القياس"، فقد خرج مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية عام 1995 في كوبنهاجن، ضمن الإعلانات الأساسية التي صدرت عنه، بأنه ينبغي على جميع دول العالم وضع معايير للفقر المطلق والفقر النسبي وتعديل السياسات الوطنية "للقضاء على الفقر المطلق بحلول تاريخ مستهدف تحدده كل دولة حسب ظروفها الوطنية.
قامت بلدية روزاريو بمقاطعة باتانجاس في الفلبين بتنفيذ خطة الإنسان والأمن البيئي ووظفت هذا المفهوم ليشكل الإستراتيجية الأساسية من خلال أسلوب الحد الأدنى للاحتياجات الأساسية لتحسين نوعية الحياة - نظام المعلومات المستند إلى المجتمع الذي فرضته الحكومة الفلبينية. وساعد هذا الأسلوب الحكومة البلدية في تحديد الأسر والمجتمعات التي لها أولوية التدخل فيها فضلاً عن اتخاذ قرارات حكيمة بشأن تخصيص صناديق التطوير الاجتماعي.
وتسمى الإجراءات المكافئة في الولايات المتحدة بمعايير الاكتفاء الذاتي أو معايير الحد المعيشي الأدنى، وعلى خلاف مستوى الفقر الفيدرالي الذي يتم حسابه بمتغير واحد على مستوى البلاد (تكلفة الغذاء)، فإن هذه النماذج تفترض أن الأسر المختلفة لديها احتياجات متباينة تعتمد على عوامل مثل عدد الأطفال في الأسرة وأعمارهم وتكلفة السكن في المنطقة التي تعيش فيها (والتي تكون في المقاطعة في العادة. ووفقًا لمبادئ الاحتياجات الأساسية، لا تتضمن هذه القياسات أية أموال زائدة للإنفاق على أوجه الترفيه أو التوفير أو سداد الديون أو أية مصاريف غير معتادة أو يتعذر تجنبها مثل إصلاح المركبات، كما أنها تفترض عمل البالغين ودفع الضرائب إلى جانب هذا فهي تشمل مصاريف جميع الإعانات المالية الحكومية والخيرية والأسرية مثل الرعاية الطبية المجانية من خلال برنامج ميديكيد، والطعام المجاني من برنامج بطاقات الطعام التابع لوزارة الزراعة الأمريكية أو بنك الطعام أو رعاية الطفل المجانية من أحد الأجداد، فكل هذه المصاريف يهملها قياس مستوى الفقر الفيدرالي الرسمي لكنها مدرجة في معيار الاكتفاء الذاتي.
يتفاوت الحد الأدنى للمصاريف حسب المنطقة، ففي عام 2006، بلغ الحد الأدنى للدخل 30.269 دولارًا أمريكيًا لأسرة من الطبقة المتوسطة تتكون من بالغ وطفلين (أحدهما في مرحلة ما قبل المدرسة والآخر في سن المدرسة) وتعيش في مقاطعة وارين شمال غربي ولاية بنسلفانيا للإنفاق على السكن ورعاية الطفل والطعام والنقل والرعاية الصحية والمصاريف الضرورية الأخرى بالإضافة إلى صافي الضرائب، وفي هذه الميزانية، تحتل رعاية الطفل النصيب الأكبر من الإنفاق، يليها السكن ثم الضرائب ثم الطعام. يبنما يلزم نفس الأسرة التي تعيش في منطقة سياتل الغنية بواشنطن 48.269 دولارًا أمريكيًا لتتمتع بالاكتفاء الذاتي وهي في هذا الموقع. وتختلف هذه الأرقام اختلافًا كبيرًا مع مستوى الفقر الفيدرالي لنفس العام والذي بلغ 16.600 دولار أمريكي لأية أسرة تتكون من ثلاثة أفراد.
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.