قصيدة لموظف في وزارة العدل


قصيدة من احد موظفي المحاكم المظلومين بنظام المعهد القضائي الجديد يقول فيها:

هذه قصيدة خطتها يميني في ساعة متأخرة من الليل تمثل حواراً مع النفس جراء ما وقع علي وعلى زملائي من الظلم في وزارة العدل الأردنية نتيجة النظام المعدل للمعهد القضائي رقم 53/2014 , أطلقت عليها عنوان "حديث النفس" وقعت على 40 بيت أقول فيها :
تركنا وظائفنا وقلنا يا سماءُ
اروي قلوباً للعدالة عاشقينْ

آثرنا موطننا على كل أرضٍ
فما كنا لغير الله سائليــنْ

نخاطب النفس في كل مساءٍ
ونسمع صدانا والقلب حزين

ترد النفسَ دون أي تكلـفٍ
تقول أيا عدلاء أللحق منكرينْ

أتشكون ظلم نظامٍ جائــرٍ
يحُول عن عدالتكم  سنينْ

قلنا لها يا نفسُ مهلكِ, أنصتي
إن الكلام في حناجرنا مبيـنْ

ثلاثة أعوامٍ قضيناها بجدٍ
نروح ونغدو للمحاكم سائرينْ

نطالع في اليوم ألفُ قضيةٍ
نلازم قضاة بالعدل حاكمينْ

تعلمنا العدالة  على يديهمْ
أملا بيوم لا يظلم فيه سجينْ

وصلنا دون أي مبالغةٍ لحدٍ
نصافح الحقَ بعيون مغمضين


نقدم كل ما علمناه بحبٍ
نجيب على أسئلة السائلين

ترد النفسُ: ويحكم أما تعبتمْ
نقول لها بلا ولكم أمهلين

قالت: أتمو ما قد كنتم بدأتم
إني تعبت من العويل , من الأنين

قلنا لها يا نفس مهلاً, مالكِ
هل يشربُ العقلاءُ ماءً وطين!

إنا لنسقي الماء كلَ بـذرةٍ
ونملئ بالطين أفواه الحاقدينْ

وان بذراتنا آتت غلها , أتيناها
نقدم ما حصدنا من خير وتينْ

ترد علينا النفسُ: أفٍ لما تصفو !!
إن كلامكم  قد أضحى هجينْ

كيف هذا؟ وأبا الحسين بينكمُ
ملكٌ كريمٌ من نسل خير المرسلينْ

هبوا إليه دون أي ترددٍ
لا وقت نضيعه مع صادٍ وسينْ

عنوانه العدلُ في كل مسألةٍ
سيفٌ يسلطه رقاب الظالمين

مهلاً تعالوا إن عندي فكرةً
قلنا لها يا نفس إنا سامعينْ

قالت: تصلوا في الظلماء ركعةًً
تدعون فيها لعبد الله متضرعين

قلنا: سندعو الله ينصر سيد شعبنا
فما لغيره من اكفٍ رافعينْ

يعينه الله لدفع كلِ مظلمةٍ
مهما سرت بين العباد سنينْ

سنشكو إليه مرار ظلمٍ "لتاسعةٍ"
أحاطت بنا عن الشمال وعن اليمين

فما سينفعنا البكاء ولا الرجاء
ولا ستنفعنا صفحات الناشرين

عبد الله وحده من سيرفع ظلمنا
إنا بداره قد غدونا مكرمين

طرقنا الباب دون أي ترددٍ
وفتحت ابوابه كالبرق مسرعينْ

تريح القلب طلت وجههِ
وان اقبل مشينا عن يمين

نعاهده أن نكون له حسامٌ
مشهرتاً بيمينه ليوم الدين

نعاهده أن نكون له جلاءٌ
في كل موقعةٍ من الأرض أو حينْ

نحاكمُ كلَ من بغى بغير حقِ
نحاسبه ونحكمه باسمك طائعينْ

لا نقبل المدح ولا التقرب مننا
وما حدنا لغير الحق لو حينْ

نجابه الظلم دون اي تحفظٍ
لا نخشى بالله لوم اللائمين

نبراسنا الحق ولو أشعارنا مزجت
بشيء من الحزن أو تلٍ للجبينْ

مولاي ان السفينة أبحرت
من غير مجدافٍ أو حبل متينْ

امدد ألينا من البَِريِقِ بتاجكم
شعاعاً متيناً يثبت صارية السفينة

ما أجملُ الأبيات حين نصُفّهَا
من غير شك بالنتيجة قانعين

مولاي هذا ما أصاب نفوسنا
وما في القلب يعلمه رب العالمينْ

مولاي إنا قد اطلنا القول فمعذرةً
إنا عيالك وانك خير الراعيينْ

مع أطيب الأمنيات
الشاعر الحزين

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك