داعش (الدولة الإسلامية)

كثيرا ما سمعنا مؤخراً بالدولة الإسلامية أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروف اختصاراً بـإسم داعش ، والذي يطلق على نفسه الدولة الإسلامية حالياً بعد إعلان الخلافة وسوف نقوم من خلال هذه المقالة بالتعرف على تنظيم الدولة الإسلامية عن قرب من خلال متابعتنا لوسائل اعلامه والإعلام العالمي بشكل موضوعي محايد.


يعتبر تنظيم الدولة الاسلامية من التنظيمات السنية المسلحة والذي يُوصف بالإرهاب  من قبل اعداءه ، وهو يتبنى الفكر السلفي الجهادي والذي يهدف إلى إعادة "الخلافة وتطبيق الشريعةالإسلامية" من منظور التنظيم ، وقد شهد انتشار التنظيم في الفترة الماضية طفرة كبيرة في العراق وسوريا وليبيا وله فروع اخرى في جنوب اليمن وسيناء وأزواد و شمال شرق نيجيريا وباكستان وأفغانستان.

ويتزعم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي ، وقد إنبثق تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) من تنظيم القاعدة (قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين) والمعروفة أكثر باسم تنظيم القاعدة في العراق والذي قام بتشكيله أبو مصعب الزرقاوي في عام 2004 ، الذي كان قد شارك في قوات المقاومة ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والحكومات العراقية المتعاقبة في أعقاب غزو العراق عام 2003 خلال 2003-2011 حرب العراق وذلك جنبا إلى جنب مع غيرها من الجماعات السنية المسلحة.

بدأ تكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار "أبا عمر" زعيما له وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبي بكر توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة (كعملية البنك المركزي، و وزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والحوت)، وخلال الأحداث الجاريه في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع القوات الحكومية السورية تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المقاتلة في سوريا، وفي 2013/4/09 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام [30]، أعلن من خلالها أبو بكر البغدادي دمج فرع تنظيم القاعدة في سوريا (جبهة النصرة) مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام ، ونفوذ الدولة توسع في الداخل السوري يوماً بعد اليوم.

تبنى تنظيم داعش عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، ويسيطر أفراد هذا التنظيم على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013 وبداية 2014.

وفي هذه الفترة قد تشكل مجلس شورى المجاهدين التى مهدت أكثر لنشأة تنظيم الدولة في العراق إستمرت محاولات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق لإحكام السيطرة على أراضي جديدة أدت إلى رد فعل عنيف من العراقيين السنة وغيرهم من الجماعات المتمردة ، مما ساعد على دحر حركة الصحوة وتدنى سيطرتها.

ابو بكر البغدادي
نمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بشكل ملحوظ في تلك الفترة ، وحصل على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي ضد السنة العراقيين العرب، وقد ساهم هذا في وجود كبير في المحافظات السورية من الرقة، و إدلب، و دير الزور و حلب بعد حدوث الأزمة السورية.

كان لداعش صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة حتى فبراير عام 2014، حيث أنه بعد صراع طويل على السلطة استمر لمدة ثمانية أشهر، قطع تنظيم القاعدة كل العلاقات مع جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ردا على وحشيتها وما قيل "الاستعصاء سيئ السمعة" 

في حزيران/يونيو عام 2014، كان تنظيم داعش لديه على الأقل 5000 من المقاتلين على الاقل في صفوفه في العراق ، بالإضافة إلى الهجمات على أهداف حكومية وعسكرية فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين ففي آب عام 2014 ادعى المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم قد زادت قوته إلى 50،000 مقاتل في سوريا و 30000 في العراق.

كان هدف داعش الأصلي هو إقامة الخلافة في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق ، وبعد مشاركته في الحرب الأهلية السورية ، توسع هدفه ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سوريا.

 وفي 29 يونيو عام 2014 تم الاعلان عن قيام الخلافة ، وأصبح أبو بكر البغدادي خليفة المسلمين -حسب اعتقاد اتباع التنظيم- واصبح ابو بكر البغدادي يعرف باسم أمير المؤمنين (الخليفة إبراهيم)  والجماعة قد تم تغيير اسمها من الدولة الإسلامية في العراق  والشام إلى الدولة الإسلامية.

علم تنظيم الدولة الاسلامية

أما من الناحية التاريخية يمكننا ان نجد أنه بعد تشكيل جماعة التوحيد والجهاد بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في عام 2004، وتلى ذلك مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين٬ كثف التنظيم من عملياته إلى أن أصبح واحد من أقوى التنظيمات في الساحة العراقية٬ وبدأ يبسط نفوذه على مناطق واسعة من العراق٬ إلى أن جاء في عام 2006 ليخرج الزرقاوي على الملإ في شريطِِ مصور معلنا عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين٬ بزعامة عبدالله رشيد البغدادي.

بعد مقتل الزرقاوي في نفس الشهر٬ جرى انتخاب أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم٬ وفي نهاية السنة تم تشكيل دولة العراق الإسلامية بزعامة أبي عمر البغدادي ، وفي يوم الاثنين الموافق 19 ابريل 2010 شنت القوات الأمريكية والعراقية عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معا وتم عرض جثتيهما على وسائل الاعلام وبعد أسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على شبكة الأنترنت بمقتلهما وبعد حوالي عشرة أيام انعقد مجسل شورى الدولة ليختار أبي بكر البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.

وبعد اندلاع الأزمة السورية، التي اتخذت في بدايتها طابعا قمعيا، حيث تجلت في قمع المظاهرات التي كانت تقام ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وسرعان ما أصبحت مسلحة بدأ تكوين الفصائل والجماعات لقتال النظام السوري وفي أواخر العام 2011 تم تكوين جبهة النصرة بقيادة أبي محمد الجولاني حيث اصبح الامين العام لها واستمرت الجبهة بقتال النظام حتى وردت تقارير استخباراتية عن علاقتها الفكرية والتظيمية بفرع دولة العراق الإسلامية بعد ذلك ادرجتها الولايات المتحدة الأمريكية على لائحة المنظمات الارهابية, وبتاريخ 9 ابريل ظهر تسجبل صوتي منسوب إلى أبي بكر البغدادي يعلن فيها ان جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الإسلامية وأعلن فيها إلغاء اسمي جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية تحت مسمى واحد وهو الدولة الإسلامية في العراق والشام.

بعد ذلك بفترة قصيرة ظهر تسجيل صوتي لابي محمد الجولاني يعلن فيها عن علاقته مع دولة العراق الإسلامية لكنه نفى شخصيا او مجلس شورى الجبهة ان يكونوا على علم بهذا الاعلان فرفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان، و على الرغم من ذلك فإن للدولة الإسلامية و جبهة النصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة.


ومن اهم المعارك التي خاضها التنظيم معركة احتلال الموصل ، (غزوة أسد الله البيلاوي) وهو اسم اطلقه تنظيم الدولة الأسلامية على معارك بدأت في محافظة الموصل وسامراء بين قوات الجيش العراقي من جهة وبين تنظيم الدولة الإسلامية والعشائر المناهضة لحكومة المالكي ، حيث فرض المسلحون سيطرتهم على مدينة الموصل 9 حزيران/يونيو 2014، وتمددوا نحو تكريت والحويجة والشرقاط وسامراء والضلوعية انتهت المعارك بسيطرة المسلحين على اغلب محافظتي نينوى وصلاح الدين بالاضافة لاسر ثلاثة الالاف جندي في قاعدة اسباكير في تكريت واعدام قرابة الف جندي قرب قصور صدام حسين الرئاسية ،اضافة لسيطرة التنظيم على مئات الدبابات والرجمات والمدفعية وعربات الهمفي والاسلحة الأمريكية الحديثة التي تركها الجنود قبل هروبهم.

سميت معركة الموصل باسم غزوة أسد الله البيلاوي والبيلاوي هو عدنان إسماعيل نجم البيلاوي الدليمي قائد معركة الموصل وعقيد في الجيش العراقي السابق وظهر في تسجيل سابق وهو يتحدث لمقاتلية قبل الهجوم على نكثات الجيش العراقي في سامراء.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك