تعتبر الصواريخ المضادة للدروع، هي مفتاح لكبح «جماح» أي قوات مدرعة تتحرك على الأرض، ومن أشهر تلك الصواريخ التي تعمل على ذلك، هو الصاروخ الروسي المضاد للدروع 9M133 Kornet-E، والذي ثبت فاعليته المطلقة خلال حرب لبنان عام 2006، عندما قم حزب الله اللبناني بإطلاق عشرات من تلك الصواريخ على الدبابة الرئيسية «الميركافا»، وثبت مدى هشاشة دروع الدبابة أمام تلك الصواريخ.
وقد خسر الكيان الصهيوني أكثر من 40 دبابة خلال تلك الحرب، وكانت تلك «الفضيحة» كما أسماها الخبراء العسكريين الإسرائيليين كانت سبب رئيسي في وقف الحرب.
نبذة عن الصاروخ
هو صاروخ موجه مضاد للدبابات، بدأت عمليات تطوير عام 1988 وظهرت نسخته العاملة لأول مرة في أكتوبر عام 1994 في شركة KBP Konstruktorskoe Buro Priborostroeniya للصناعات الدفاعية و هي الشركة المصنعة لأنظمة 9K115-2 Metis-M و 9K121 Vikhr و 9M113 Konkurs المضادة للدبابات وكذلك أنظمة Tunguska-M1 و Pantsir-S1 المضادة للطائرات ومنظومات أخرى كالقناصة والرشاشات الخفيفة والرشاشات الثقيلة المحمولة على متن المروحيات و الطائرات المقاتلة.
استخدم الصاروخ في العراق عام 2003 في أول أسبوع من الغزو الأمريكي ضد دبابات الابرامز و مدرعات البرادلي و تسبب في تدمير دباباتي و مدرعة من الأنواع المذكورة، وفي عام 2006 فقد كان للصاروخ النصيب الأكبر في استهداف دبابات الميركافا الإسرائيلية من قبل عناصر حزب الله في جنوب لبنان حيث تسبب في تدمير و إعطاب العديد من هذه الدبابات.
دخوله الخدمة في مصر
- حصلت القوات المسلحة المصرية على الصاروخ بعدد محدود عن طريق بلغاريا عام 2007، لكن أصبح الآن التعاقد عليه رسميا من روسيا مباشرة، حيث يعتبر ذلك أمرا واقعا، حيث تزداد الحاجة إلى تطوير مضادات الدروع المصرية ورفع قوتها النيرانية ضد التكثيف الإسرائيلي لقوة التدريع لدبابات الميركافا و مدرعات النامير لنضم الصاروخ إلى عائلة الصواريخ المضادة للدبابات العاملة في الجيش المصري وهي :
(Hellfire - HOT - TOW II - Milan - Swingfire - AT3 Sagger 2D - Ahram - AT 5 Konkurs - HJ 8 Red Arrow )
مكونات الصاروخ
يمتلك الصاروخ رأسا ترادفيا Tandem ذات شحتة جوفاء خارقة للدروع و على وجه الخصوص الدروع التفاعلية المنفجرة ERA Explosive Reactive Armor أو رأسا أخرى ذات شحنة حارقة شديدة الانفجار مكونة من الوقود الغازي أو مايسمى بالقذيفة الفراغية Thermobaric شديدة التأثير ضد التحصينات و الوحدات المتخندقة و مرابض المدفعية و يبلغ وزن الصاروخ 27 كلج و رأسه الحربي 7 كلج بالشحنة الجوفاء او 10 كلج بالشحنة الفراغية Thermobaric.
تبلغ قوة اختراق الصاروخ حوالي 1200+ ملم ضد الدروع و يصل مداه إلى 5500 متر أما التوجيه فهو صاروخ راكب للإشعاع الليزري Laser Beamriding Missile حيث يتم توجيهه بأشعة الليزر بأسلوب التوجيه الحديث شبه الاوتوماتيكي SACLOS Semi-Automatic Command to Line of Sight فنظام التوجيه الكهروبصري يقوم برصد الهدف و تسليط شعاع الليزر عليه لينطلق الصاروخ و يتتبع مسار الأشعة حتى لحظة الإصابة .. و هناك نسخة أخرى منه ذات مدى محسن يصل إلى 8 - 10 كلم و لكن ليست قابلة للتصدير.
القاذف
يتم تحميل القاذف على حامل ثلاثي للأفراد أو على متن المركبات المدرعة BMP المطورة أو النسخة BMP-3 وهو مزود بنظام كهروبصري Electro-Optical للرصد والتهديف النهاري وآخر حراري Thermal للرصد والتهديف الليلي
الصاروخ الموجه المضاد للدروع AT-14 Kornet .
الصــاروخ الروســي الموجــه المضــاد للــدروع
AT-14 Kornet
من أبرز أمثلة الصواريخ الموجهة المضادة للدروع العاملة بتقنية التوجيه بركوب شعاع الليزر ، الروسي AT-14 Kornet (النسخة التصديرية Kornet-E) فهذا الصاروخ بحاويته الأنبوبية المغلقة الجاهزة للنقل من تطوير مكتب تصميم الآلات KBP ، الذي بدأ أعمال تطويره في العام 1988 ، وعرض السلاح أولاً على الجمهور في أكتوبر العام 1994 في معرض مدينة Nizhny Novgorod . الغرض من تطوير الكورنيت كان استبدال الصواريخ الأقدم الموجه سلكياً AT-4 Spigot وAT-5 Spandrel التي قضت مدة طويلة في خدمة الجيش الروسي ، وكذلك ، تجاوز تقييدات استخدام الصواريخ الموجهة سلكياً المذكورة من ناحية المدى والسرعة ومرونة التشغيل ، مثل إطلاق القذيفة أثناء التحرك . لقد صمم هذا السلاح لتدمير كافة دبابات المعركة الرئيسة التي في الخدمة الآن ، بما في ذلك تلك المجهزة بدروع تفاعلية ERA ، حيث جهز الصاروخ برأس حربي ترادفي زنته 7 كلغم (وزن الشحنة المتفجرة 4,6 كلغم) مع صمامه تصادمية . وهو ذو شحنة مشكلة ثنائية الرؤوس tandem shaped charge ، قادرة على اختراق نحو 1000-1.200 ملم من التصفيح المتجانس (في حالة اعتراض دروع تفاعلية متفجرة فإن قابلية الاختراق تنخفض لنحو 980 ملم) ، أو 3000 ملم من الخرسانة المسلحة . كما يمكن تجهيزه برأس حربي لمتفجرات الوقود الجويthermobaric زنته 10 كلغم ، لمهاجمة المخابئ والاستحكامات (النسخة المخصصة من الصاروخ لمهاجمة الدروع يطلق عليها اسم 9M133-1 ، في حين نسخة متفجرات الوقود الجوي يطلق عليها 9M133F-1) .
يمتلك الصاروخ توجيه ليزري بقيادة نصف آلية إلى خط البصر SACLOS ، مع مناعة عالية ضد التشويش jamming resistant . فبعد إطلاقه ، يحرص المشغل على إبقاء منظاره البصري مصوباً باتجاه الهدف لضمان إصابته ، حيث يقوم محرك صاروخي بوقود صلب بعملية الدفع وتسيير الصاروخ بسرعة طيران دون سرعة الصوت Subsonic speed . ويتولى عادمين مثبتين على جانبي البدن تأكيد عملية دوران الصاروخ حول مركزه أثناء مرحلة الطيران ، كما يتوفر زوج من سطوح السيطرة pop-out control surfaces في مقدمة الصاروخ للتوجيه . وتساعد أربعة زعانف إضافية في المؤخرة على تثبيت واستقرار الصاروخ أثناء طيرانه حتى بلوغه مداه الأقصى البالغ 100-5,500 م في النهار ، و100-3,500 م في الليل (في الارتفاعات يستطيع الصاروخ تغطية مدى من صفر وحتى 3000 م) . يثبت القاذف على حامل ثلاثي من طراز9P163-1 يبلغ وزنه 26 كلغم ، ملحق به أيضاً منظار التعقب البصري من نوع 1P45-1 ، ومنظار الرؤية الحراري thermal sight لاكتشاف وتعقب الأهداف في الليل والنهار . المنظار الحراري هو من نوع 1PN79-1 ، هو من إنتاج المعهد الحكومي لتطبيقات البصريات في مدينة Kazanالروسية ويبلغ وزنه 11 كلغم .
يبلغ قطر الصاروخ 152 ملم ، وطوله 1200 ملم ، ويمكن تشغيل النظام بالكامل من قبل طاقم مؤلف من 2-3 أفراد ، مع زمن إعداد للإطلاق لا يتجاوز 1-2 دقيقة . وتؤكد الشركة المنتجة أن صاروخها لا يحتاج لفحص مسبق قبل الإطلاق ، حيث أنه معبأ في حاوية محكمة الغلق للنقل والتخزين ، يبلغ وزنها 29 كلغم ، أضف لذلك أن تدريب أي فرد على استخدامه لا يستغرق أكثر من 50-60 ساعة كأجمالي ، وهو قادر على العمل في درجات حرارة تتراوح بين -20 درجة و+60 درجة . جدير بالذكر أن الروس طوروا نسخ أخرى من الصاروخ ، أحدها أخف وزنا مع مدى مخفض بلغ 2-2.5 كلم وقابلية اختراق حتى 1000 ملم . النسخة التي حملت التعيين Kornet-MR يمكن حملها من قبل طاقم من فردين ، أحدهم لحمل نظام الإطلاق والآخر يحمل صاروخين ، وهي معدة لكي تستبدل مستقبلاً الصاروخ الأقدم Metis-M .
نسخة أخرى من الصاروخ كشف عنها مكتب KBP النقاب خلال معرض موسكو الجوي MAKS في أغسطس العام 2011 ، وأطلق عليهاKornet-EM مخصصة للمنصات المتحركة والعربات ، مثل الروسية متعددة المهام Tiger 4x4 أو غيرها من المركبات التي يتراوح وزنها بين 1.2-1.5 طن ، كما يمكن إطلاقها من على حامل ثلاثي الأذرع مع السيطرة عليه من بعد . هذه النسخة مع مدى مضاعف يبلغ أقصاه 150-8000 م للنوع المضاد للدروع ذو الشحنة المشكلة والرأس الحربي الترادفي ، ومدى أقصى حتى 150-10000 م للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي يحمل رأس حربي بمتفجرات الوقود الجوي (مكافئ في قدراته لنحو 7 كلغم من متفجرات TNT) . الصاروخ يستعين بالتوجيه بركوب شعاع الليزر مع تقنية التتبع الآلي للهدف automatic tracker من خلال وحدة الإطلاق ، مما يجعله قابل للاستغناء عن عمل المشغل البشري أثناء عملية التوجيه ، وتطبيق مفهوم "أطلق وأنسى" fire-and-forget . العربة القاذفة المجهزة بمنظومتي إطلاق (كل منهما يحمل عدد أربعة صواريخ Kornet-EM) يمكن أن تطلق النار على هدفين منفصلين بشكل آني ، بمعنى صاروخ مستقل يطلق من كل منظومة . أو أن منظومة إطلاق واحدة توجه صاروخين في شعاع ليزري واحد one beam على ذات الهدف ، بحيث تتضاعف احتمالات الضربة ويسهل التغلب أيضاً على أنظمة الحماية النشيطة APS المرتبطة بالهدف . هذه التقنية وفرت زيادة لنحو 5 مرات في مستوى دقة تتبع الهدف أثناء الاستخدام القتالي ، واحتمال إصابة مرتفع لنحو الضعف بالمقارنة إلى النظام الصاروخي الحالي Kornet E ، ناهيك عن أن أسلوب الاشتباك والتتبع الآلي يخفض الإجهاد الطبيعي والنفسي الذي يمكن للمشغل مواجهته . ونتيجة لمدى النظام الطويل نسبياً ، الصاروخ قادر على الاشتباك ومهاجمة الأهداف السطحية والجوية ، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات من مسافة آمنة ، حتى مع كون سرعته لما دون سرعة الصوت subsonic ، أو 300 م/ث . ويؤكد مصمموه أن قدرة اختراق رأسه الحربية القصوى تتراوح بين 1100-1300 ملم . بقى أن نشير لجزئية واحدة ، وهي أن عملية اعتراض الأهداف الجوية تتم بالنسخة الحاملة للرأس الحربي thermobaric ، وهذه يبلغ مداها 10 كلم مع سرعة طيران تبلغ 320 م/ث . هذه النسخة التي يطلق عليها 9M133FM-3 ، تحتوي على مجس لاستشعار اقتراب الهدف ، يضمن الاشتباك engagement الموثوق من الهدف الجوي عند أي نقطة من مدى الصاروخ الأقصى . أما بالنسبة للرأس الحربي ، فهو مجهز بصمام تصادمي أو تقاربي ، قادر عند إخفاقه في تحقيق الاصطدام المباشر مع الهدف الجوي ، على تدميره عن طريق الانفجار على مسافة 3 أمتار منه بتأثير طاقة الضغط والعصف .
الاستخدام الأول العملياتي للصاروخ كورنيت في نسخته الكلاسيكية جرت خلال حرب لبنان 2006 ، عندما أطلقت منه قوات المقاومة اللبنانية العشرات على أهداف مدرعة إسرائيلية ، واستطاع تحقيق نتائج اختراق ممتازة ضد القوس الأمامي لأبراج الدبابات Merkava وتدمير عدة منها باعتراف القادة الإسرائيليين . مع ذلك تحدث أحد التقارير عن استخدام السلاح قبل ذلك في العراق أثناء عملية "حرية العراق" Iraqi Freedomالعام 2003 ، عندما استطاع تعطيل الأقل دبابتي أبرامز وناقلة جنود برادلي في الأسبوع الأول من الحرب . كما استخدم السلاح في 6 ديسمبر العام 2010 عندما أطلق باتجاه دبابة من طراز Merkava MK III التي كانت تتحرك على طول السياج الإلكتروني electronic fence على الحدود مع غزة واخفق الرأس الحربي في الانفجار !! وذلك وفقاً للادعاءات الإسرائيليين التي ذكرت أن الحادث لم يتسبب في أية إصابات لطاقم الدبابة .
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.