--> -->

عبد الباري عطوان يكشف أسرار نشأة تنظيم الدولة الإسلامية والفروق مع القاعدة

author image

📰 مقدمة:

في كتابه التحليلي، يتناول الكاتب والصحافي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية المسلحة، عبد الباري عطوان، الظاهرة التي أذهلت العالم: تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يحلل عطوان في هذا العمل الجذور الفكرية والتنظيمية لهذا الكيان، ويقارن بينه وبين تنظيم القاعدة الأم، كاشفًا أسرار صعوده السريع، وتحولاته الإيديولوجية، وتداعيات وجوده في المنطقة والعالم.


📚 الفصل الأول: هل هي دولة فعلًا؟

رغم تأكيد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بأن "الدولة الإسلامية ليست دولة ولا إسلامية"، يرفض عطوان هذا الطرح، مشيرًا إلى أن ما تحقق على الأرض من سيطرة فعلية على أراضٍ شاسعة بحجم بريطانيا، وإنشاء نظام حكم وإدارة وهيكل اقتصادي وتنظيمي، يجعل من الصعب تجاهل حقيقة هذا الكيان.

حتى عام 2014، كانت "الدولة الإسلامية" تسيطر على نصف العراق ونصف سوريا، وتحكم قبضتها على مدن كبرى مثل الموصل والرقة، متجاوزة بذلك الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو.


⚔️ الفصل الثاني: الفرق الجوهري مع القاعدة

رغم وجود قواسم أيديولوجية مشتركة بين تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، إلا أن عطوان يوضح أن هناك اختلافًا جوهريًا في الاستراتيجية والأولويات:

  • القاعدة ركزت على محاربة الولايات المتحدة والغرب كأولوية.

  • الدولة الإسلامية استغلت الانهيار الإقليمي لفرض نموذج "الخلافة"، وتحقيق الهيمنة من الداخل.

وبينما تبنت القاعدة سياسة الامتناع عن قتال التنظيمات الإسلامية الأخرى، إلا في حالات الضرورة القصوى، سعت الدولة الإسلامية إلى فرض سيطرتها بقوة السلاح، حتى على الحركات الإسلامية الأخرى.


🧩 الفصل الثالث: الإيديولوجيا المشتركة

من الناحية العقائدية، يتقاطع التنظيمان في المرجعية الفكرية المعروفة بـ السلفية الجهادية. تتجلى هذه المرجعية في عدة مفاهيم مثل:

  • الحاكمية: اعتبار تحكيم الشريعة الإسلامية هو المعيار الشرعي للحكم.

  • الولاء والبراء: ولاء للجماعة الإسلامية وكفر بكل من يخالفها.

  • التكفير: تكفير الأنظمة والحكومات التي لا تطبق الشريعة.

إلا أن الدولة الإسلامية اتخذت هذه المفاهيم إلى مستويات قصوى، مكرسة مبدأ التوحش كأسلوب فعال لإحداث التغيير المجتمعي.


🧨 الفصل الرابع: التوحش كأداة للتغيير

يشرح عطوان أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن يسعى فقط لإقامة "نظام إسلامي"، بل اعتمد على سياسة "إدارة التوحش" كوسيلة لبناء ما يراه المجتمع الإسلامي الحقيقي.
وهذا ما ميزه عن القاعدة، التي كانت حريصة – في مراحلها الأولى – على عدم الاصطدام المباشر بالمجتمع المحلي.


📉 الفصل الخامس: مصادر القوة والضعف

من نقاط القوة التي ساعدت في صعود التنظيم، وفقًا لعطوان:

  • انهيار الدولة المركزية في العراق وسوريا.

  • تدفق الأموال والسلاح من خلال شبكات معقدة.

  • استغلال الإعلام والتقنيات الحديثة في التجنيد والدعاية.

أما نقاط الضعف:

  • العداء مع الجميع: الأنظمة، الحركات الإسلامية، القوى الدولية.

  • الاعتماد المفرط على العنف الذي أدى لنفور القاعدة الشعبية لاحقًا.

  • عدم القدرة على بناء تحالفات إقليمية أو دولية.


✍️ خاتمة:

يكشف عبد الباري عطوان في هذا التحليل عن عمق الفجوة بين تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، ويؤكد أن "الدولة" لم تكن مجرد تنظيم إرهابي بل مشروع سياسي-إيديولوجي عابر للحدود.

ورغم انهيار هذا المشروع عسكريًا في معظم مناطقه، فإن فكره لا يزال حيًا في عقول البعض، ما يجعله خطرًا ممتدًا يتطلب تفكيكًا فكريًا وعقائديًا قبل الأمني.