يعرف المقال على انه عبارة عن جزء مؤلف يعمل على علاج موضوع محدد من ناحية تأثر الكاتب به وخبرته العلمية والعملية بموضوع المقال، كما يعتبر المقال أداة الصحفي أو الباحث التي يعبر بها عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية سواء اكانت سياسية ام اقتصادية، والمقال فن من فنون النثر يبين به الكاتب قضية معينة أو فكرة ما بأسلوب منظم لا يخلو من التشويق ، وهو ملخص بالكلمات و العبارت حول مسألة بالتلميح أو التصريح. ويتم عرض المقال في مواجهة موضوع معين بشكل متسلسل مترابط يبين فكرة المؤلف وينقلها إلى القارىء والسامع نقلاً ممتعاً ومؤثراً، كما أن المقال هو لسان حال المواطنين وحلقة الوصل بينهم وبين الحكام والحكومات.
يتناول المقال عدة محاور (المحور الشخصي • المحور الواقعي • المحور الفكري) ، وتقسم أنواع المقالات من ناحية الأسلوب •إلى عدة انواع، المقال الإفتتاحي، والمقال الرئيسي وله فن خاص به من حيث الصياغة وأساس هذا الفن هو الشرح والتفسير والاعتماد على الحجج المنطقية حيناً والعاطفية حيناً آخر للوصول إلى غاية واحدة هي إقناع القارئ. وهنالك نوع اخر يسمى المقال العمودي. هو مساحة محدودة من الصحيفة لا تزيد عن عمود تضعه الصحيفة تحت تصرف أحد كبار الكتاب بها يعبر من خلاله عما يراه من آراء وأفكار وخواطر وانطباعات شخصية حول الأحداث والقضايا، وهو فى الغالب له مكان ثابت لا يتغير وينشر تحت عنوان ثابت، وقد يكون كل يوم، أو ربما كل أسبوع .
كما هنالك نوع اخر يسمى المقال التحليلي ويعد المقال التحليلي من أبرز فنون المقال الصحفي وأكثرها تأثيراً، وهو يقوم على التحليل العميق للأحداث والقضايا والظواهر المختلفة التى تشغل الرأي العام، ويقوم المقال التحليلي على تناول الوقائع والأحداث بالتفصيل ويربط بينها وبين أحداث أخرى ثم يستنبط منها ما يراه من آراء واتجاهات، وهو ينشر في المعتاد أسبوعياً حيث تكون الفرصة متاحة أمام الكاتب للخوض في مختلف مجالات النشاط الإنساني من سياسة واقتصاد، وثقافة وفكر وأدب.
ويمكن أن نميز بين المقال التحليلي والافتتاحي من خلال النقاط التالية (مساحته، مكانه، كاتبه)، حيث أن المقال التحليلي لا علاقة له بسياسة الصحيفة كما هو الحال فى المقال الافتتاحي، وبالتالي هناك مساحة أكبر لكاتب المقال التحليلي لتناول الموضوعات والقضايا دون حذر أو خوف، بينما تأتي المقالات الافتتاحية معبرة عن توجه الصحيفة المنشور بها، ويقوم المقال التحليلي على ارتباطه بحدث تجذب حيويته أذهان القراء وانتباههم. وهنالك نوع اخر يسمى المقال النقدي يقوم على عرض وتفسير وتحليل وتقييم الإنتاج الأدبي والفني والعلمي وذلك من أجل توعية القارئ بأهمية هذا الإنتاج ومساعدته في اختيار ما يقرأه أو يشاهده أو يسمعه من هذا الكم الهائل من الإنتاج الأدبي والفني والعلمي الذي يتسم إنتاجه يومياً على المستوى القومي والدولي. ويختلف فن المقال الصحفي عن المقال الأدبي اختلافاً جوهرياً، وذلك من حيث الوظيفة والموضوع واللغة والأسلوب جميعاً، فمن الثابت أن المقال الأدبي يهدف إلى أغراض جمالية، ويتوخى درجة عالية من جمال العبارة، وذلك كما يتوخاها الأديب الذى يرى الجمال غاية في ذاته، وغرضاً يسعى إلى تحقيقه، أما المقال الصحفي فإنه يهدف أساساً إلى التعبير عن أمور اجتماعية وأفكار عملية بغية نقدها أو مدحها، وهو على كل حال يرمي إلى التعبير الواضح عن فكرة بعينها.
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.