بسم الله الرحمن الرحيم
جميعنا يعلم ان العرب اهل كرم واخلاق حميدة قبل وبعد الاسلام ولكن يوجد بعض الصفات السيئة التي كانت قبل الاسلام
وعندما اتى الاسلام وضع لها حد ونحن اليوم قد جمعنا اليوم اهم الاخلاق التي كان يتمتع بها العرب قبل الاسلام وبعده
الكرم :
كان من أهم الصفات التي حرص العربي على التحلي والتفاخر بها، وذم البخل في كثير من الأحيان قد يجد العربي نفسه في اثناء سفره وترحاله وحيداً في وسط صحراوي جدب وصحراء قاحلة لا ماء ولا طعام وليس إلا السماء والارض عندئذ لا يكون أمامه مفر سوى النزول ضيفا على أهل الخيام المتناثرة، وهنا يكون استقبال الضيف واكرامه مسألة حياة أو موت، وكان التقاعس عن القيام بواجب الضيافة يعنى تعريض حياة الضيف لخطر الموت جوعا وعطشا، ولذلك فقد اصبح إكرام الضيف والقيام بحقه واجبا من واجبات الجاهلية
وكان من نتائج كرمهم أنهم امتدحوا شرب الخمر، ولعب الميسر لأنهما كانا من سبل الكرم، فالخمر كانت تسهل على النفس الإنفاق والجود ولهذا أطلقوا على العنب اسم الكرم، وأطلقوا على الخمر بنت الكرم، أما الميسر فكانوا غالبا يخصصون أرباحه لإطعام الفقراء والمساكين، ذلك لم ينكر القرآن نفعهما فقال: "وأثمها أكبر من نفعهما". ولكن سرعان ما حرمهما مطلقا، فقال: "يا أيها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"
الوفاء بالعهد :
كان يهون في نظر العربي كل نفيس وغالي للحفاظ على عهده، واحترام وعده، ولم تكن الاتفاقيات والأحلاف والتجارات والأمانات موثقة أو مكتوبة، وإنما كانوا يعتمدون علي الكلمة أو العهد الذي اكتسب قوة ونفاذاً مع حرص العرب على الوفاء به، خاصة وأن نقضه كان يعرض القبائل والأفراد للمعرة والمنقصة
ومن اهم الامثال في ذلك السمؤال بن عاديا ، فيقال "أوفى من السمؤال" وذلك عندما أودع امرؤ القيس عنده دروعاً وسلاحًا، وذهب إلى قيصر يستجد به على أعدائه، واستغل هذه الفرصة الحارث بن شمر الغساني فطلبها من السمؤال وآصر على انتزاعها منه، ولكنه أبى وتحصن بقصره في تيماء، وكان ابنه خارج القصر، فأخذه الحارث الغسانى رهينة عنده، وأخذ يساومه، وهدده بقتل ابنه إن لم يستجب لمطلبه، إلا أن السمؤال ظل محافظاً على عهده حتى وهو يرى ابنه يذبح أمامه
ومن أعجب ما يروى أيضاً من قصص وفاء العرب بوعدهم ما حدث مع المنذر بن امرؤ القيس بن ماء السماء عندما حكم على رجل من طيئ يقال له حنظلة بقتله وفي الموعد المحدد التقى مع المنذر فقال له: لا بد من قتلك فسل حاجتك، فقال: أخرني حتى ارجع إلى أهلي، وأفعل ما أريد ثم أصير إليك، فتفعل بي ما تشاء، فقال المنذر: ومن يكفلك أنك تعود، فنظر الرجل في الحضور، فعرف شريك بن عمر بن شراحبيل الشيباني وكان من سادات العرب وأشرفهم فقال:
ياشريك يا ابن عمرو ... ويا أخاً من لا أخاً له
فوثب شريك وقال للمنذر: أبيت اللعن يدى بيده، ودمى بدمه فأطلقه المنذر بعد ان أمهله عاما كاملا يعود بعده لينفذ الحكم. فلما حال الحول، وحان الأجل، جلس المنذر ينتظر حنظلة، فلما أبطأ قليلا تقدم شريك ليقُتل مكانه، وبينما هو كذلك لم يشعر إلا بركب قد ظهر من بعيد فإذا هو حنظلة قد تكفن وتحنط وتهيأ لمقتله، فلما رآه المنذر عجب من وفائه وقال له: ما حملك على قتل نفسك؟ فقال إن لي ديناً وخلقاً يمنعاني من الغدر، فاستحسن ذلك منه وأطلقهما معاً وقد أقر الإسلام هذا الخلق الكريم فقال اللّٰه عز وجل ممتدحا أهله "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا "
الشجاعة والأنفة وعزة النفس :
كانوا لا يقبلون ذلا ولا هوانا، ولا يقيمون على الضيم، فكانوا إذا تعرضوا هم أو حلفاؤهم لأي إهانة استلوا سيوفهم، وبادروا إلى خيولهم، وصاحوا في أبواقهم وأشغلوها حروبا ضروساً، ولو ضحوا في ذلك بأنفسهم، وكان يؤجج من ذلك ما عرف عنهم من سرعة الانفعال، وفورة الاعصاب ولا شك أن هذه النزعة عند البدو أشد وأقوى منها عند الحضر، وقد فسر ابن خلدون السبب في ذلك فذكر في مقدمته تحت عنوان " أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر " فيقول " والسبب في ذلك أن أهل الحضر ألقوا جنوبهم على مهاد الراحة والدعة، وانغمسوا في النعيم والترف، ووكلوا أمرهم في المدافعة عن أموالهم وأنفسهم إلى واليهم والحاكم الذي يسوسهم والحامية التي تولت حراستهم، واستناموا إلى الأسوار التي تحوطهم، والحزر الذي يحول دونهم، فلا يهيجهم هيعة، ولا ينفر لهم صيد، فهم آمنون قد ألقوا السلاح، وتوالت على ذلك منهم الأجيال وتنزلوا منزلة النساء والولدان الذين هم عيال على أبى مثواهم حتى صار ذلك خلقا يتنزل منزلة الطبيعة وأهل البدو لتفردهم عن المجتمع، وتوحشهم في الضواحى، وبعدهم عن الحامية وانتباذهم الأسوار والأبواب، قائمون بالمدافعة عن أنفسهم، لا يكلونها إلى سواهم ولا يقضون فيها بغيرهم فهم دائما يحملون السلاح، ويتلفتون عن كل جانب في الطرق، يتجافون عن الهجوع إلا غراراً في المجالس، وعلى الرمال وفوق الأقتاب، ويتوجسون للنبات والهيعات، ويتفردون في القفر والبيداء، مدلين ببأسهم، واثقين بأنفسهم، قد صار لهم البأس خلقا والشجاعة سجية يرجعون إليها متى دعاهم داع، أو استنفرهم صارخ، وأهل الحضر مهما خالطوهم في البادية، أو صاحبوهم في السفر عيال عليهم لا يملكون معهم شيئا من امر أنفسهم ... والأصل أن الإنسان ابن عوائده ومألوفه، لا ابن طبيعته ومزاجه، فالذي الفه في الأحوال حتى صار خلقا وملكة وعادة تنزل منزلة الطبيعة والجبلة " وقد حرصنا على ذكر النص رغم طوله لانه يلقى مزيدا من الضوء على الظروف البيئية وأبعادها النفسية، وأثرها على أخلاق العربى وطبائعه
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.