قصيدة قالت ولم تقصد لقول الخنا – أحيحة بن الجلاح | شعر جاهلي في الفخر والحرب والحكمة
مقدمة:
قصيدة "قالت ولم تقصد لقول الخنا" تُنسب إلى أحيحة بن الجلاح، أحد شعراء يثرب في العصر الجاهلي، وتُعد من النصوص التي تمزج بين الفخر الذاتي والتجربة القتالية، حيث يستعرض الشاعر بأسلوبه الجزلي مواقف الحرب، ويفخر بشجاعته وسلاحه، ويعكس فلسفة جاهلية قائمة على القوة والكرامة والرد الحاسم على الإهانة.
القصيدة:
البيت | الصدر | العجز |
---|---|---|
1 | قالت ولم تقصد لقول الخنا | مهلاً فقد أبلغت أسماعي |
2 | أنكرته حتى توسّمته | والحربُ غولٌ ذاتُ أوجاعِ |
3 | من يذق الحربَ يجد طعمها | مرًّا وتحبسه بجعجاعِ |
4 | قد حصّت البيضتُ رأسي فما | أطعمُ نومًا غيرَ تهجاعِ |
5 | أسعى على جلّ بني مالكٍ | كلّ امرئٍ في شأنه ساعِ |
6 | بين يدي فضفاضةٍ فخمةٍ | ذاتَ عرانينَ ودفاعِ |
7 | أعددتُ للهَيجاءِ موضونةً | مترصّةً كالنهيِ بالقاعِ |
8 | أخفُرُها عنّي بذي رونقٍ | أبيضَ مثلَ الملحِ قطّاعِ |
9 | صدقٍ حسامٍ وادِقٌ حدُّهُ | ومجنإٍ أسمرَ فزّاعِ |
10 | لا نألمُ القتلَ ونجزي بهِ | الأعداءَ كيلَ الصاعِ بالصاعِ |
11 | كأنّنا أُسدٌ لدى أشبلٍ | ينهتنَ في غيلٍ وأجزاعِ |
12 | ثمّ التقينا ولنا غابةٌ | من بينِ جمعٍ غيرِ جماعِ |
13 | والكيسُ والقوّةُ خيرٌ منَ | الإشفاقِ والفكّةِ والهاعِ |
14 | ليسَ قَطا مثلَ قُطَيٍّ ولا | المرعيُ مثلَ المرعى الواسعِ |
15 | قد علمتْ قومي بأنّي لهم | سيفٌ إذا ما دعا داعي |
16 | أحملُ السيفَ إن دُعيتُ لحربٍ | وأصدعُ القولَ في جمعٍ نزاعِ |
17 | لا أهابُ الردى إذا ما بدا | وأُقيمُ الحقَّ في وجهِ الخداعِ |
18 | إن تكنْ في القولِ لي منقصةٌ | فلي في الفعلِ مجدٌ وارتفاعِ |
19 | فلا تلومي إن بدا لكِ جفني | فالحربُ تُنسي رقةَ الأضلاعِ |
20 | قد نالني من قولها ما جرى | لكنّ صدري واسعٌ داعي |
21 | فإن يكنْ في الحربِ لي منزلةٌ | فالصبرُ فيها خيرُ الأتباعِ |