الكاتب:علي مصطفي
تنورة الدنيا.
وقفت في ساحة الدنيا باحثا...فسمعت موسيقي الحقيقة نابعة,من داخلي...بدأت في الدوران بخُطة رشيقة هائمة... و دنيا الحس حولي تنورة واسعة...تركت نفسي حتي شعرت كأني...أنا مركز الوجود كله,وكأني...واصلت بقوة حتي تركتني,تنورة الدنيا.(بقلمي)
لا نستطيع ان نتحدث عن الفن و الصوفية إلا بالبداية بكليمات رقيقة في المعني و خيال كبير.
نتكلم عن الفن و الصوفية كأنهم كيان و كيان منفصلين, و لكنهم في واقع الامر شيء واحد,فالفن يبحث عن التطهير و الصوفية تبحث عن التطهير,(ارسطو) في كتابه (فن الشعر) اول من استخدم مصطلح التطهير بمعني (الأنفعال الذي يحرر النفس من المشاعر الضارة)و هكذا قال (أسخيلوس وسوفوكليس):التطهير يعني تطهير النفس البشرية من عاطفتي الخوف و الشفقة, و مع مرور الزمن تحولت هذه المفردة و هذا المصطلح إلي مفهوم فلسفي و جمالي له علاقة بالتأثير الإنفعالي الذي يستثيره العمل الأدبي و الفني.
و معني الصوفية انه التعالي بالأحساس الديني فوق الأشكال الظاهرية و صولا إلي معني عميق للعلاقة بين الإنسان و الله و هنا نري ان الصوفية و الفن شيئان متوافقان بشكل كبير.
_الفن و الدين.
عندما نسمع عن العاطفة الدينية فالامر يتعلق بالعاطفة الأنسانية المتمثلة في الفن,فالاصنام التي عُبدت قديما كانت تماثيل ضخمة لكائنات حية ثم صيرتها الضخامة و الدقة في النحت معبودات,و الترانيم الشعرية علي ألسنة الاله,الابتهالات و المناجيات,و الرقص قديما كان يتم في المعابد تقربا إلي الاله,و ايضا الكثير من الملاحم الشعرية مثل (الإلياذة و الأودسة).
_الخيال.
كان ولا يزال الخيال احد العناصر الاساسية لإنتاج الأعمال الفنية من شعر,رسم,غناء,و موسيقي بل انهم قالوا عن الموسيقي,((موسيقي تجسدت))شليجل, ((هي اعلي الفنون تجريدا و تخيلا))الفيلسوف شوبنهور.
_الخيال فن و الفن تصوف.
إذا كان الخيال فن و الفن تصوف.
فما نصيب الخيال من الصوفية!؟
عبر عن الخيال عبد االكريم الجيلي بقوله(ألا إن الوجود خيال في خيال)
التصوف هو العاطفة الدينية و الفن (الخيال) يعبر عن العاطفة فلا مفر من الالتقاء,قال جلال الدين الرومي ((لا يفني في الله من لا يعرف قوة الرقص))
_رقصة الدراويش(تنورة الدنيا).
الرقص الشهيرة,رقصة الموالد!؟لا ليس صحيح,إنها رقصة فقدت الكثير من المعاني و الكثير من الخيال,فيبدأ الصوفي الدوران و حوله تنورة تمثل الدنيا و المحسوسات,و الدوران بقوة حتي يشعر انه هو مركز الوجود,و من ثم ترك التنورة كما يترك الدنيا و محسوساتها.
_الناي.
موسيقي الناي برع فيها الكثير من الصوفية و قد اشار جلال الدين الرومي في ديوانه المثنوي يتالف من ستة و عشرين الف بيت حيث يربط بين الناي و روح الإنسان في قوله:
استمع إلي موت الناي,كيف يبث الالم الفراق.
يقول:منذ قطعت من الغاب و الناس تبكي لبكائي.
_تصوف و جمال.
يري الصوفي الوجود كله جميل من مبدأ ان الله خلق الوجود و تجلي فيه و لان الله كله جمال فالوجود جمال مطلق,و الأشياء التي تراها قبيحة نراها هكذا لأننا نراها من عين بشرية.
قال عبد القادر الجيلي:
تجليت في الأشياء حين خلقتها.
...................................................
مصادر:
.fatihamorchid.com
دوامات التدين
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.