روحانيات (الحلقة الثالثة)


الكاتب:علي مصطفي
روحانيات
الحلقة3
في هذه الحلقة سوف نعرض اوجه الخلاف بين الصوفية  و السلفية, وما يتفقون فيه.
_وجه الأتفاق.
تقع السلفية و الصوفية في مجال اهل السنة و الجماعة,حيث ينتتظم الجميع بالسنة.
تستند الصوفية إلي سلسلة من العلماء لكل طريقة سلسلة و في انتهاء تلك السلسلة ((علي بن أبي طالب)) الذي قال في حقه الرسول ((من كنتُ مولاه ف ابن ابي طالب مولاه))اما الجماعات السلفية لا ترتبط بسلسلة معينة لكنها تقتدي بالسلف الصالح عموما,ولكن في النهاية الأمر سواء الصوفية او السلفية فهم يقتدون بما سبق من سلف.
يرتبط المتصوف بإمام روحي (رابطة الشيخ و المريد)اما السلفي يلتزم بإمام شرعي(أمير الجماعة)و كما اشرنا انهم يتخذون من السلف شيوخا لهم.
كما يرفض الفريقان الفرق الكلامية مثل المعتزلة,وتهتم السلفية بالرد عليهم اما الصوفية لا تهتم كثيرا.
 كما تحرص الصوفية المعاصرة و السلفية المعاصرة علي الاستعلان الجماعي فيحرص الصوفي بالموالد,و يحرص السلفي بالماتم.
_الخلاف.
اما الخلاف بينهم لم و لن نفرغ من الكلام منه,و لكن انعرض البعض.
(الظاهر و الباطن) مصطلح تفترق عنده الصوفية و السلفية,
حيث يري الصوفيون ان السلفين يهتمون بالظاهر و المظاهر الأولية للتجربة الدينية,اما السلفيون يقولون ان هذا الكلام فارغ و ليس له معني,لان النبي تركنا علي المحجة البياء ظاهر و باطن.
فمثل الصوفي  يرب ان القران نزل فيك بمعني اكثر دقه,و من مبدأ الصوفية الذي يقول(أقرأ القران كأنه نزل في شأنك أنت),بينما يعتبر السلفية أن هذا الكلام مغلوط انطلاق من الاية الكريمة((و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا)) <ال عمران 7>.
_الكرامات.
يعتقد الصوفية بالكرامات و إمكان تصرف الأولياء في الكون,و لم يكن هذا الكلام بدون حجة بل هنا حجة بل قوية,حيث اعترف الإمام السلفي الكبير (ابن تيمية) بانه (حديث) اصح الأحاديث التي يستدل بها اهل الولاية به لصحة أقوالهم.
_ابن تيمية و الصوفية.
ابن يتمية إمام وعالم سلفي كبير و يطلق عليه امام السلفيين و شيخهم,و يدعون انه اكبر معارض للصوفية,لنري.
اولا يب ان نقر بانه هاجم الكثير من الأولياء الصوفية, وكان معارض لها.
امتدح (ابن تيمية)مسلك الصوفية المعتدلين في رسالة(مخطوطة)بعنون(الصوفية و الفقراء),و لكم الحق ان تقولوا انه مدح الصوفية المعتدلة فقط,لنري.
عبد القادر الجيلاني شيخ صوفي كبير له ابيات شعرية تقول:يا زهاد الأرض تقدموا...خربوا صوامعكم,و اقربوا مني...قد قعدتم في خلوتكم من غير أصل...فما وقعتم بشئ...تقدموا رحمكم الله التقطو اثمار الحكم...ما أريد مجيئكم لي بل أريده لكم...يا اهل الارض شرقا و غربا و يا اهل السماء قال تعالي...(و يخلق ما لا تعلمون)انا مما لا تعلمون.
بعد ذلك نري (ابن تيمية)يشرح له كتاب بعنون (فتوح الغيب)(1),كما وصفه بشيخ الإسلام و الإمام الذي حقق المعني الكامل لكلمة الشيخ.
و من كل ذلك سنعرف ان (ابن تيمية)يري عبد القادر الجيلاني من الصوفية الحق المعتدلة.
الحلاج اختلف عليه الكثير من الصوفية و السلفية لقوله (انا الحق انا الله)فقال فب حقه الصوفي ابي حسن الشاذلي ((إن كان علي حق ما قال انا الحق))
و اعتبره (ابن تيمية) من الكفار و المرتدين لهذا القول و الكثير من شطحاته.
اما عبد القادر الجيلاني قال فيه (( عثر الحلاج و لم يكن له من يأخذ بيده, و لو أدركت زمنه لأخذت بيده))
و التضاد في المواقف يظهر ايضا في المؤرخ السلفي الذهبي و سمي الذهبي لانه يكتب التاريخ بدقة مقياس الرجل للذهب,عندما جعل لعبد القادر الجيلاني قدر عظيم, و الحلاج لا قدر له.
و لذكر الحلاج,لنختم بكلامت منه:
للعلم أهلٌ و للإيمان ترتيــــب..
و للعلـــــوم و أْهلِيها تجاريب..
و العلم علمان منبوذ و مكتســب..
و البحر بحران مركوب و مرهوب..
و الدهر يومان مذموم و ممتــدح..
و الناس اثنان ممنوح و مسلــوب..
فاسَمعْ بقلبك ما يأتيك عن ثقـــةٍ..
و انظرْ بفهمك فالتمييز موهــوب..  
المصادر.
دوامات التدين
.adab.com

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك