عاش مع الافاعي 40 سنة وقتلته كوبرا في أحد عروضه

في مشهدٍ دراميٍّ مؤلم، توفي المدرب الماليزي الشهير علي خان سامسودين، المعروف بلقب "ملك الثعابين"، إثر تعرضه للدغة كوبرا قاتلة أثناء تقديمه لأحد عروضه الحية. كان العرض جزءًا من مسيرته الطويلة في تدريب الزواحف، حين باغتته الكوبرا بلدغة مفاجئة، نُقل على إثرها إلى المستشفى، لكن حالته الصحية تدهورت سريعًا بسبب مضاعفات مرض السكري، ولم يتمكن جسده من مقاومة السم هذه المرة.

👨‍👦 إرث عائلي من الجرأة والتدريب

قال ابنه أمجد خان، الذي ورث عن والده شغفه بتدريب الثعابين:

"تعرض والدي للدغات كثيرة من قبل، منها ثلاث مرات من ثعابين الكوبرا، أولها كان في عمر 12 عامًا. اعتقدنا أن الأمر سيمر بسلام، لكن جسده لم يتحمل المزيد".

ورغم الحادثة، أكد أمجد أنه سيواصل تقديم العروض مع الزواحف، تنفيذًا لوصية والده، مشيرًا إلى أن العائلة تمتهن تدريب الثعابين منذ أجيال.

🏆 أرقام قياسية في عالم الخطر

لم يكن علي خان مجرد مدرب زواحف، بل كان مغامرًا استثنائيًا سجل اسمه في موسوعة غينيس للأرقام القياسية:

⚰️ حين يقتل الشغف صاحبه

رحيل علي خان يعيد إلى الأذهان وفاة المغامر الأسترالي ستيف إروين، المعروف بـ"صائد التماسيح"، الذي توفي قبل ثلاثة أشهر من الحادثة، إثر إصابته بلدغة شوكة سمكة "الراي الرعاد" السامة أثناء تصويره لفيلم وثائقي عن الحياة البحرية.

🧪 سم الكوبرا: بين القتل والعلاج

سم الكوبرا يُعد من أخطر السموم الحيوانية، ويتميز بتركيبة معقدة من البروتينات والإنزيمات التي تهاجم الجهاز العصبي وتسبب الشلل، وقد تؤدي إلى الوفاة خلال أقل من ساعة إذا لم يُعالج المصاب بسرعة.

لكن المدهش أن هذا السم القاتل يحمل في طياته إمكانيات علاجية مذهلة. فقد كشفت دراسات حديثة أن بعض مكونات سم الكوبرا يمكن استخدامها في:

• تطوير مسكنات قوية للألم

• خفض ضغط الدم

• علاج السرطان عبر فصل بروتينات مضادة للخلايا السرطانية

• إنتاج أمصال صناعية لمواجهة لدغات الأفاعي

ويعمل الباحثون حاليًا على فك الشيفرة الجينية لسم الكوبرا بهدف تصنيع ترياق واسع المدى، يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح في المناطق التي تفتقر إلى الرعاية الطبية.

وهكذا، فإن ما قتل "ملك الثعابين" قد يصبح يومًا ما سببًا في إنقاذ حياة آلاف البشر.

🔍 تأملات في حياة المغامرين

قصة "ملك الثعابين" ليست مجرد خبر، بل تفتح بابًا للتأمل في العلاقة بين الإنسان والمخاطر التي يختارها. هل الشغف يستحق الثمن؟ وهل يمكن للتدريب أن يروض الطبيعة؟ أم أن هناك دائمًا لحظة لا يمكن التنبؤ بها؟