🧬 لماذا تختلف ألوان بشرة البشر؟ تفسير علمي مبسّط
قد لا يخطر في بالك أن تسأل عن سبب اختلاف ألوان البشرة بين البشر، لكن لهذا التفاوت تفسيرًا علميًا دقيقًا يرتبط بتركيبة الجلد والعمليات الكيميائية التي تحدث فيه.
في الواقع، يُلاحظ أن:
-
سكان شمال أوروبا يتمتعون ببشرة بيضاء فاتحة.
-
سكان غرب إفريقيا غالبًا ما تكون بشرتهم داكنة أو سوداء.
-
شعوب شرق آسيا يميل لون بشرتهم إلى الصفرة أو الحنطة.
لكن هذه التصنيفات ليست مطلقة، فغالبًا ما تكون البشرة مائلة إلى أحد هذه الألوان، وليس لونًا نقيًا تمامًا.
🎨 ما السبب العلمي وراء اختلاف لون البشرة؟
يرجع اختلاف لون البشرة إلى سلسلة من العمليات الكيميائية الحيوية تحدث داخل الجلد، وتحديدًا في الطبقة الخارجية منه. تحتوي أنسجة الجلد على مواد تُعرف باسم:
مولدات الصبغ (Pigment Generators) وهي المسؤولة عن إنتاج الميلانين، الصبغة الأساسية التي تحدد لون البشرة، الشعر، والعينين.
🧪 كيف يعمل الميلانين؟
-
كلما زادت كمية الميلانين في الجلد، أصبح اللون أغمق.
-
كلما قلت، أصبح اللون أفتح.
-
نوع الميلانين (إيوميلانين أو فيوميلانين) يحدد أيضًا درجة اللون.
ويُنتج الجسم هذه الصبغة استجابةً لعوامل متعددة، منها:
-
الوراثة
-
التعرض لأشعة الشمس
-
الهرمونات
-
البيئة الجغرافية
|
| جدول يوضح توزيع البشر حسب اللون |
⚗️ كيف تتكوّن ألوان البشرة؟ وما علاقة المهق بذلك؟
المثير للاهتمام أن مولدات الصبغ الموجودة في الجلد، رغم أهميتها، تكون في الأصل عديمة اللون. لكن دورها لا يتوقف هنا، فهي تُفرز إنزيمات خاصة تتفاعل مع المواد الأساسية في الجلد لتُنتج اللون النهائي للبشرة.
هذه الإنزيمات تعمل على تنشيط إنتاج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون البشرة. وإذا حدث خلل في هذه الإنزيمات أو في المواد الأساسية المرتبطة بها، فإن الجسم يفشل في إنتاج الصبغة، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم:
المهق (Albinism) وهي حالة وراثية نادرة يُولد فيها الإنسان ببشرة خالٍة من أي صبغة تقريبًا، فتبدو شديدة البياض، بغض النظر عن الأصل الجغرافي أو العرقي.
📌 على سبيل المثال: قد يكون الشخص المصاب بالمهق من أصل إفريقي، ومع ذلك تكون بشرته أكثر بياضًا من بشرة أي شخص أوروبي، لأن جسده لا يُنتج الميلانين إطلاقًا أو يُنتجه بكميات ضئيلة جدًا.
🎨 كيف يتكوّن لون البشرة؟ مزيج رباعي مذهل!
رغم ما نراه بالعين، فإن بشرة الإنسان في ذاتها لا تحتوي على لون صريح. اللون الذي نراه هو نتيجة تفاعل وتداخل أربعة مكونات لونية داخل الجلد، وهي:
| اللون | المصدر البيولوجي | التأثير على لون البشرة |
|---|---|---|
| 🟨 الأصفر | ناتج عن وجود صبغة صفراء في طبقات الجلد | يمنح البشرة دفئًا أو حنطة |
| ⚪ الأبيض | لون الجلد الأساسي الخالي من الصبغات | يظهر في البشرة الفاتحة |
| ⚫ الأسود | ناتج عن حبيبات القتامين (Melanin Granules) | يعطي درجات داكنة أو سوداء |
| 🔴 الأحمر | لون الدم الجاري في الشعيرات الدموية | يضفي حُمرة أو وردية خفيفة |
النتيجة؟ لون البشرة هو نتيجة تركيبة فريدة من هذه العناصر الأربعة. فمثلًا:
- البشرة الفاتحة: نسبة أعلى من الأبيض والأحمر، وأقل من القتامين.
- البشرة الحنطية: توازن بين الأصفر والأحمر، مع قليل من القتامين.
- البشرة الداكنة: تركيز عالٍ من القتامين، مع تأثير أقل للأبيض.
وهكذا، يمكن تفسير كل ألوان البشرة البشرية من خلال هذا المزيج الكيميائي الحيوي الرائع.

