الثوار الليبيون يحرزون تقدما في جبهة الجنوب ويتكبدون خسائر في بني وليد

أحرز مقاتلو النظام الجديد في ليبيا الأربعاء تقدما في جبهة الجنوب وسيطروا على مدن سبها وودان وهون التي لا تزال تدور معارك بالقرب منها، لكنهم تكبدوا خسائر جسيمة في جبهة بني وليد وسرت معقل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. 

وقال عبد المجيد سيف النصر عضو المجلس الوطني الانتقالي عن سبها التي تبعد 750 كيلومترا جنوب طرابلس إن " ثوارنا سيطروا سيطرة تامة على مدينة سبها وكافة إحيائها بما فيها حي القذاذفة". وأضاف أن "الجميع أصبح مع الثورة والمدينة أصبحت مؤمنة وفي يد الثوار، ونحن نحافظ على الأمن فيها في إطار تقاليدنا وعاداتنا ولا نريد إراقة الدماء". وتابع مع ذلك "هناك بعض التحركات الفردية غير المنظمة لبعض الأشخاص الذين يدافعون عن أنفسهم وعن جرائمهم، لكن المدينة مؤمّنة ويمكننا تأمين وصول أي صحافي إليها". وأعلن سيف النصر سقوط "أربعة شهداء من الثوار ومقتل 11 من عناصر كتائب القذافي الاثنين والثلاثاء في معركة السيطرة على سبها التي سيطرنا عليها تماما الأربعاء".

الثوار يسيطرون على سبها تماما 
من جهته أكد محمد وردكو ممثل "كتيبة درع الصحراء" في سبها وشقيق قائدها بركة وردكو لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء "سيطرنا سيطرة تامة على مدينة سبها، ولم تعد هناك مقاومة". وكان وردكو قد أكد الثلاثاء دخول قوات النظام الجديد في ليبيا سبها "وسيطرتهم على مطارها والقلعة وكتيبة فارس "مقر الأمن" إضافة إلى إلقاء القبض على قيادي في الكتائب الموالية للقذافي في المنطقة. وكان مصطفى الهوني عضو المجلس الانتقالي عن منطقة الجفرى قد أعلن مساء الثلاثاء لوكالة الصحافة الفرنسية "سيطرة الثوار على سبها". وسبها معقل قبيلة القذاذفة التي يتحدر منها معمر القذافي كانت تشكل هدفا مهما لمقاتلي المجلس الانتقالي إضافة إلى منطقة الجفرة التي تبعد 300 كلم شمال شرق سبها والواقعة بين سبها وسرت.
 وأضاف وردكو أن اشتباكات تجري بين مقاتلي المجلس وفلول كتائب القذافي في تراغن التي تبعد 100 كلم جنوب سبها. تقدم للثوار في منطقة الجفرة من جهة أخرى أحرز مقاتلو النظام الجديد تقدما كبيرا في منطقة الجفرة التي تبعد 300 كلم جنوب سرت وسيطروا على أنحاء واسعة منها، طبقا لما أعلنته مصادر مسؤولة. وقال كمال الحذيفة المنسق بين المجلس الوطني الانتقالي والمجلس العسكري بمنطقة الجفرة التي تبعد 750 كيلومترا جنوب شرق طرابلس مساء الأربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية في بنغازي، "هون تحررت بشكل كامل وفرت منها كتائب القذافي بعد أن هزمها الثوار باتجاه سوكنه التي تبعد 13 كيلومترا جنوب غرب هون وهناك اشتباكات لا تزال جارية بين المدينتين". وأضاف "قبل ساعات قصفت كتائب القذافي هون بصواريخ غراد وأصابت ثلاثة منازل تهدم اثنان منها لكنهما كانا خاليين ولم تسجل إصابات في هذا القصف". وكان شهود قد أشاروا في وقت سابق إلى سقوط قتلى وجرحى في هذا القصف العشوائي.
 وقال الخذيفة إن سلاح جو حلف الأطلسي "تدخل لضرب منصات صواريخ غراد بين هون وسوكنه". وأكد أن "الثوار سيطروا منذ الثلاثاء على مدينة ودان ثم سيطروا فجر الأربعاء على القاعدة الجوية الواقعة بين ودان وهون ثم زحفوا وسيطروا على هون". وقال إن "اثنين من الثوار أصيبا بجروح في معركة هون في حين قتل 11 عنصرا من كتائب القذافي وأصيب 25 وتم اسر 14 منهم هم الآن بقبضة الثوار في هون". توزيع مساعدات غذائية وقام برنامج الغذاء العالمي بتوزيع مساعدات غذائية للسكان الفارين من جحيم المعارك. وقتل 45 من عناصر قوات النظام الجديد وأصيب أكثر من 200 منذ بدء الحملة العسكرية الأسبوع الماضي للسيطرة على سرت، بحسب مصادر طبية في مصراتة.
 وكان مقاتلو النظام الجديد تمكنوا في 15 سبتمبر/أيلول من دخول سرت من الغرب ومن الجنوب لكنهم لا يزالون يلقون مقاومة عنيفة لم تكن متوقعة من جهة الشرق. المعارك تستأنف في بني وليد وفي بني وليد أحد آخر معاقل العقيد معمر القذافي استؤنفت المعارك لكن الثوار يجدون صعوبات كبيرة في التقدم وهم على بعد 20 كيلومترا من المدينة وسط تضاريس صعبة وانتشار كبير للقناصة الكامنين.
 وقد استهدفت أربعة صواريخ غراد الأربعاء موقعا أساسيا لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالقرب من بني وليد حيث استقدم الثوار مجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك الهادفة إلى السيطرة على المدينة. وسقطت الصواريخ في محيط الموقع الذي يبعد ما بين 15 إلى 20 كيلومترا عن بني وليد، مما دفع العديد من الثوار إلى التراجع في حالة من الفوضى، بحسب ما ذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان.
وبعد أكثر من اسبوع على انطلاق هجمات الثوار، المبتهجين بسيطرتهم على العاصمة الليبية، انطلاقها باتجاه بني وليد اثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي، لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط وأصبحوا يتكبدون خسائر بشرية في شكل يومي.
 وعلى المستوى السياسي قال رئيس المجلس الانتقالي من نيويورك حيث يشارك في أعمال الجمعية العامة للرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يعتقد أن القذافي لا يزال في ليبيا.وفي هذه الأثناء أعلن رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل من جهته أن الحكومة الليبية ستشكل "في غضون أسبوع إلى 10 أيام".
 وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي تعترف به الأمم المتحدة ممثلا للشعب الليبي أعلن في الثاني من سبتمبر/ِأيلول أنه ينوي ادارة البلاد حتى تنظيم انتخابات في غضون 8 أشهر لانتخاب مجلس تاسيسي لوضع دستور جديد لليبيا تنظم على أساسه انتخابات عامة.
 واعترف الاتحاد الأفريقي الذي ظل مترددا لفترة طويلة، أخيرا بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا للنظام الليبي. وقرر حلف شمال الأطلسي الأربعاء ببروكسل تمديد مهمته العسكرية ثلاثة أشهر في ليبيا، بحسب مصادر دبلوماسية.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك