لقد قرأت هذا الحديث في احد المنتديات وقد حاولت الوصول الى مصدر هذا الحديث لكني لم استتطع ، فقمت بسؤال بعض المشايخ عنه ، ولم يجيبوني حول صحة هذا الحديث ، حتى وجدت الإجابة الشافية منشورة لفضيلة الشيخ حامد العلي حفظه الله.
اولاً حديث الرجل الذي ابكى الرسول صلى الله عليه وسلم وأنزل جبريل مرتين
بينما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم في الطواف اذ سمع اعرابي يقول:يا كريم فقال النبي خلفه :يا كريم .. فمضى الاعرابي الى جهة (( الميزاب )) ، وقال:ياكريم .. فقال النبي :يا كريم .. فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه , يارشيق القد , اتهزأ بي لكوني اعرابي؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك لحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ..فتبسم النبي وقال : اما تعرف نبيك يااخا العرب ??
قال الاعرابي : لا ، فقال النبي: فما ايمانك به ؟ قال : امنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه .. ، فقال عليه السلام :يا اعرابي اعلم اني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخره .. فاقبل الاعرابي يقبل يد الرسول عليه الصلاة والسلام ، فقال عليه السلام : مه يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها , فان الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبرا ولا متجبرا بل بعثني بالحق بشيرا ونذيرا فهبط جبريل على النبي وقال له :يا محمد ... السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ، ويقول لك قل للاعرابي : ( لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا , فغدا نحاسبه على القليل والكثير والفتيل والقطمير) .. ، فقال الاعرابي: اويحاسبني ربي يا رسول الله؟ فقال : نعم يحاسبك ان شاء .. ، فقال الاعرابي : وعزته وجلاله لان حاسبني لأحاسبنه .. ، فقال عليه الصلاة والسلام : وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب ؟ فقال : ان حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته وان حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه وان حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه ..
فبكى النبي حتى ابتلت لحيته فهبط جبريل عليه وقال : يامحمد ... السلام يقرئك السلام ويقول لك: قلل من بكائك فلقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لاخيك الاعرابي : لا يحاسبنا ولا نحاسبه فانه رفيقك في الجنه .
ثانياً: هل هذا الحديث صحيح؟؟
القول للشيخ حامد العلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :هذا الحديث لا أصل له ، ولاتجوز روايته ، لأنّه مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لائح على ألفاظه الركيكة، ونكارة متنـة فالعبد لايخاطب ربه بهذا الخطاب المنافي للأدب ، وماكان النبي صلى الله عليه وسلم ليقـر قائلا عن ربه ( لئن حاسبني ربي لأحاسبنه ) ذلك أن العبد لايحاسب ربه ، قال تعالى ( لايٌسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُوُنْ ) ولهذا فحتى الرسل يوم القيامة يقولون تأدبا مع الله : ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) .والعبـد يسأل ربه عفوه وكرمه ، ولا يحاسبه على شيء ، ومع ذلك فلا يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله ، لايدخل أحدٌ بعمله ، كما صح في الحديث ، فالعبد في حال التقصير دائمـا بمقتضى عبوديته ، والرب هـو المتفضل الرحمن الرحيم بكمال صفاته ، ولهذا ورد في حديث سيد الاستغفار أن يقول العبـد ( أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنـت ) متفق عليه .
أبوء : أي أقـرّ وأعترف بنعمك العظيمة التي قابلتها بالتقصير والذنب .
والصحيح أن يقول العبد : إن حاسبني ربي على ذنوبي ، رجوتُ رحمته وسألته مغفرته ، فإني العبد الخطّاء وهو الرب الرحيم العفو الغفور.
وإن حاسبني على بخلي ، سألته أن يمن علي بكرمه وتجاوزه ، فإني مقر بذنبي وهـو الجواد الكريم المنان ، فمن أرجو إن لم أرجوه ، ومن ذا يغفر الذنوب سواه ، ومن أكرم الكرماء غيره سبحانه ، أونحو هذا من القول الذي فيه الإقرار بالعبودية والذنب ، في مقام السؤال والتوسل والتذلل لله تعالى الخالي من خطاب التحدي المنافي للأدب.
والله تعالى اعلم
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.