ان من اعظم نعم الله على المرء ان يوفقه في اختيار قرينته تحفظ عليه غيبته،وتستر عليه سوءته تطيعه اذا امر،وتستره اذا نظر، وهذه قصة زينب بنت جرير التي تزوج منها شريح القاضي وشريح والقول له:
عندما دخلت بها قلت:ان من السنة اذا دخلت المرأة على زوجها ان يقوم ويصلي ويسأل الله تعالى ان يمنحه مافيها من خير،وان يجنبه مافيها من شر،قال:فتوضأت فأذا هي تتوضأ بوضوئي وصليت فأذا هي تصلي بصلاتي فلما قضيت صلاتي اخذت ثيابي،والبستني ملحفة قد ضيعت بالزعفران،فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي الى ناصيتها فقالت:على رسلك يا ابا امية،ثم قالت: الحمد لله احمده،واستعينه،واصلي على محمد وآله،امابعد..
فأني امرأة غريبة لاعلم لي بأخلاقك فبين لي ماتحب فآتيه،وما تكره فأجتبيه،فانه قد كان لك في قومك من تتزوج منها،وكان لي في قومي من اتزوج منه،ولكن اذا قضى الله امرا كان مفعولا،وقد ملكت فاصنع ما امرك به الله تعالى،اما امساك بمعروف او تسريح باحسان،اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم،لي ولك ولجميع المسلمين.
قال:فأحوجتني والله الى الخطبة في ذلك الموضع فقلت: الحمد لله احمده واستعينه،واصلي على محمد واله،اما بعد..
فانك قلت كلاما ان ثبت عليه يكن ذلك حظا لي،وان تدعيه يكن حجة عليك،احب كذا واكره كذا،وما رايت من حسنة فابثيها،وما رايت من سيئة فأستريها.
فقالت: كيف محبتك لزيارة الاهل .
قلت: ما احب ان يملني اصهاري.
قالت: فمن تحب من جيرانك يدخل دارك حتى آذن له؟ومن تكره حتى لا آذن له؟
قلت: بنو فلان قوم صالحون،وبنو فلان قوم سوء.
قال:فبت معها انعم ليلة.
ومكثت معي حولا لا ارى منها الا ما احب،فلما كان راس الحول،جئت من مجلس القضاء فاذا انا بعجوز في الدار تأمر وتنهي.
قلت من هذه قالوا فلانة ام خليلتك.
قلت:مرحبا،واهلا وسهلا،فلما جلست اقبلت العجوز فقالت:السلام عليك ابا امية.
فقلت:وعليك السلام،ومرحبا بك واهلا.
قالت:كيف رأيت زوجتك؟
قلت:خير زوجة،واوفى قرينة،لقد ادبت فأحسنت الادب،وريضت فأحسنت الرياضة،فجزاك الله خيرا،فقالت:ياابا امية:ان المرأة لايرى اسوأ منها الا في حالتين.
قلت:وما هما
قالت:اذا ولدت غلاما،او حظيت عند زوجها،ووالله ما حاز الرجال أسوأ من الزوعاء المدللة.
فقلت:والله لقد ادبت فأحسنت الأدب .
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.