ما لا تعرفه عن (الغبار) العواصف الرملية...!!!


تبدو حبات الرمال صغيرة في أعيننا ، لذا دعونا نوضح ما يمكن أن تفعله تلك 
الحبات الصغيرة ، لندرك أي منا هو الصغير في الحقيقة…
تخيلوا أن هذا الجدار الهائل الذي يزحف على مدينة بأكملها ما هو إلا حبات من الرمال التي حملها الهواء لينقلها من مكان لآخر..!

تعرف الظاهرة بعدة أسماء منها "العواصف الرملية" أو "العواصف الترابية" أو "الهبوب"، وفيها يظهر فجأةً جدار من الغبار والرمال التي تزحف على كل ما يقابلها، ليتحول النهار إلى ليل ويظلم كل شيء..!

تحدث هذه الظاهرة الجوية في المناطق الجافة والصحراوية ، وتنتشر بشكل كبير في أفريقيا ومنطقة الشـرق الأوسـط ، خاصةً الجـزيرة العـربية ، لكنها تحدث أيضاً في كثير من المناطق حول العالم أينما توفرت الرمال والرياح.

الصور التي شاهدتموها بالأعلى هي أحد العواصف الترابية التي ضربت صحـراء النقـب جـنوب فلسـطين المحتلة ، وفيها وصل ارتفاع جدار الغبار لأكثر من 1.2 كيلومتر كما ذكر المصور ، بينما وصلت سرعة الرياح لأكثر من 60 كيلومتر..
وهذه صورة أخرى من السودان..

للعواصف الرملية الكبرى عدة حوادث شهيرة في التاريخ ، ولعل أشهرها ما حدث في صحراء مصر 500 عام قبل الميلاد حين دفن جيش "قمبيز" الثاني بأكمله (50,000 مقاتل) في الرمـال بسـبب عاصفة رمليـة ، ولم يعثر على أي أثر لهم حتى اليوم..!

لكن كيف تحدث هذه الظاهرة وما أسبابها؟
تحدث ظاهرة العواصف الرملية عادةً في المناطق التي تضم رمالاً جافاً كالصحـراء ، وحـين تصـل سرعة الرياح لحـد معين (14.5 كيلومتر في الساعة) تكون كافية لإحداث اهتزازات لجزئيات الرمال لتبدأ في التقافز مع الرياح ، ويختلف تأثير الرياح على حبيبات الرمال باختلاف حجمها فتستطيع الرياح بسهولة حمل الجزئيات الصغيرة ، أما الكبيرة فتزحف مع الرياح على الأرض وتؤدي بزحفها ذاك لتطاير جزئيات أخرى..!
لا تحدث العاصفة بشكلها المرعب بسبب التأثير الفيزيائي المباشر فقط، بل تؤدي حـبيبات الرمـال المحمـولة جـواً إلى توليـد مجـال من الطاقـة الاسـتاتيكية التي تجذب مزيداً من الحبيبات ، تماماً كما تفعل البالونة أحياناً حين تقربها من رأسك فتقوم بجذب شعيراتك..

صورة لعاصفة ضربت ولاية تكساس الأمريكية سنة 1953

تخيل أن ترى أمامك جداراً من الرمال يصل ارتفاعه لضعف ارتفاع أعلى ناطحة سحاب بناها الإنسان..!
 تكمن مشاكل هذا النوع من العواصف في عدة أمور أولها أنه تحدث فجـأة دون أي تحـذير ، وحـين تحدث يتحول النهار إلى ليل ، وتصبح الرؤية مستحيلة.


المشكلة الثانية هي تأثيرها على خصوبة التربة في المناطق التي تنقل 
الغبار منها. لذا تؤدي هذه الظاهرة إلى تصحـير مناطـق جـديدة كل 
عام وتهجير مئات آلاف السكان..





يقول ابن خلدون في مقدمته عن هذه الظاهرة:
"ذكر أن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل (أي من الشتاء إلى الصيف) تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم ، فيرسل الله الغبار ، فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها.

وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة فبعضها صغير ، يدخل عيونها ، وبعضها يدخل أنوفها ، وبعضها في جوفها، وبعضها في أذانها وتميتها. وأيضا تلفظ الأرض الأمراض بعد الرطوبة خلال فصل الشتاء ، فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك