لقد بدأت الدبابات عهدها كمركبات قتالية بأشكال بدائية من الدروع الفولاذية التقليدية ، وتزايدت سماكة صفائح هذه الدروع من بضعة مليمترات خلال الحرب العالمية الأولى ، إلى أكثر من 200-300 ملم في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية . لكن زيادة كمية الدروع كانت تحد من القدرات الحركية للدبابة ، ووصلت حداً لا يمكن تجاوزه ، من هنا بدأ المهندسون بالبحث عن وسائل لتحسين فاعلية دروع الدبابة بشكل لا يزيد كثيراً في حجمها ووزنها . وهكذا شاع استخدام الدروع المائلة ، حيث أن صفائح التدريع المائلة sloping plates تزيد من المسافة العرضية الواجب على الرأس الحربية قطعها لاختراق دروع الدبابة ، بحيث أن أي قذيفة تضرب الصفيحة بزاوية ما عدا 90 درجة فإنها يجب أن تتحرك وتنتقل خلال سماكة أعظم من الدرع ، بالمقارنة إلى ضرب نفس الصفيحة ولكن بزاوية قائمة right-angle (في الحالة الأخيرة ، فقط سماكة الصفيحة أو وضعها الطبيعي إلى سطح الدرع هو الذي يجب أن يثقب) . ولمزيد من التبسيط ، فإن القاعدة الأساس للاختراق ترتبط بصلة وثيقة ، ومن ضمن أمور أخرى ، بالزاوية التي سيضرب بها المقذوف درع الهدف . فزاوية الارتطام المثالية هي الزاوية العمودية أو القائمة perpendicular angle إلى صفيحة الدرع والتي تشير إلى المسافة الأصغر والأقل التي يحتاج المقذوف لقطعها وتجاوزها لاختراق الدرع وإلحاق الضرر بالهدف . لذلك كلما زادت زاوية ميلان الدرع كلما زادت سماكته وثخانته . وعند المقارنة بين صفيحتي تدريع من نفس السماكة المقطعية ، نرى أن الصفيحة المائلة بزاوية 45 درجة على سبيل المثال تؤمن زيادة تصل لـنحو 40% في السماكة الإجمالية مقارنة مع صفيحة عمودية أخرى . هكذا وبالنسبة لسماكة صفيحة معطاة ومعلومة ، نجد أن زيادة ميلان وانحدار أسطح التدريع يحسن ويعزز من مستوى الحماية عند موضع ارتطام المقذوف وذلك عن طريق زيادة قيمة أو مقياس السماكة thickness measured في المسار الأفقي لزاوية الهجوم . إن الدروع المائلة لا تزيد فقط من السماكة الإجمالية ، ولكنها أيضا وببساطة ترفع من احتمالات حرف بعض أنواع المقذوفات المعادية وانزلاقها ricochet عن سطح الدبابة ، وخلال الحرب العالمية الثانية أصيب الجنود الألمان بالذهول لرؤية قذائفهم وهي ترتد للأعلى نحو السماء من على سطح الدبابات السوفيتية طراز T-34 . على أية حال ، هذه التأثيرات ليست على الإطلاق ، وتعتمد بقوة على مواد التدريع المستخدمة ونوعية القذيفة المعنية بالإصابة وكذلك سرعتها لحظة الارتطام .
إن التأثير النهائي لوضع الإمالة غالباً ما ينتج عنه تشويه وارتداد المقذوف projectile ricochet . فعندما هو يضرب صفيحة التدريع في زاوية حادة steep angle ، فإن مسار تقدمه قد يتقوس أو ينحرف ، مما يسبب تحركه خلال سماكة أكبر من الدرع ، وقد يثب في حالات أخرى كلياً عن سطح التصفيح . على أية حال ، هذه التأثيرات تعتمد بشكل رئيس على ملكيات مواد التدريع المستخدمة ونوعية المقذوفات التي سوف تضربه وكذلك على سرعة الارتطام بالهدف . ويمكن مشاهدة زوايا الإمالة الأكثر حدة عادة على الصفائح المنحدرة الأمامية glacis plates لأبراج وهياكل دبابات المعركة الرئيسة وكذلك العربات القتالية الأخرى ، في حين جانبي الهيكل تترك كما هي لكي تضرب لأن هناك مجال أكبر للانحدار في الاتجاه الطولي للعربة .. فالفكرة الرئيسة من وراء الإمالة تكمن في وضع مقاطع أو صفائح الحماية في الحواف الأمامية لهيكل وبرج الدبابة بزوايا حادة sharpest angles قدر الإمكان ، بحيث يترتب عند إصابة هذا المنطقة بمقذوف مضاد للدروع (إذا لم يرتد أو ينحرف) أن يقطع مسافة أكبر من سماكة التصفيح الفعلية .. إن لوحاً سماكته 100 ملم وزاوية انحداره 50 درجة ، تكون سماكته الأفقية 155 ملم . أي أنه يعطي حماية بالستية مساوية لسماكة 155 ملم بالنسبة لصفيحة في الوضع العمودي . لذلك يأخذ موضوع إعطاء صفائح التدريع زوايا ميل أكثر حدة ، أهمية كبرى في زيادة السماكة المكافئة للتصفيح (فوائد إمالة الدرع تكون قليلة إذا كانت هذه منحدرة لأقل من 20 درجة عن الوضع العمودي) لاسيما وان زيادة زاوية الميلان يساعد بشكل مباشر كما ذكرنا على انزلاق الشظايا الزائغة أو القذائف السهمية مخفضة العيار APDS .
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.