تطبيق الشريعة في مصر بين الحقيقة والخيال؟



 منذ أوائل السبعينات طالبنا الرئيس الراحل أنور السادات بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ، وقد دارت معارك طاحنة في مجلس الشعب وفي الصحف والمجلات وداخل أسوار الجامعات للمطالبة بتطبيق الشريعة ثم مع مرور الوقت اختفت تلك الأصوات المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة حتى ظننا أن الموضوع أصبح ميئوسا منــه في عهد الرئيس المخلوع مبارك .

 ثم فجأة وعلى غير المتوقع حتى من الاشخاص الذين قاموا بالثورة في يناير 2011 ارتفعت الأصوات فجأة مطالبة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية .. بعد أن فتحت الأبواب المغلقة أمام كافة التيارات الإسلامية التي سارعت إلى تشكيل أحزاب سياسية على خلفية مرجعية إسلامية..

الكل صار ينادي صادقا أو متاجرا بقضية تطبيق الشريعة .. لكنك عندما تسأل أي واحد من هؤلاء .. فإنك تفاجأ أنه يرجىء الكثير من التطبيقات العملية للشريعة إلى وقت آخر مؤكدا على أن أحدا لا يطالب الآن بتطبيقها ، بل ويسارع الواحد من هؤلاء لاسيما القيادات الإٌسلامية إلى تكذيب كل من يدعي أن الأحزاب الإسلامية ستلزم المرأة مثلا باللباس الساتر أو تمنع الأفلام والمسلسلات الخليعة أو تطبق الحدود التي أمرنا الله بها .. إلى أخر ما يمكن لرجل الشارع أن يتصوره عن معنى تطبيق الشريعة .. 

بل رأينا العجب العجاب من تغيير الآراء والأفكار ومن تصدر هذه القيادات لبرامج التوك شو مع مذيعات متبرجات تبرج الجاهلية الأولى .. دون أن ينكر عليها هذا الأمر .. وقد سمعت أحد قيادات حزب النور يؤكد أنه مع الفن الجميل مثل أفلام نجيب محفوظ !!!! ولم تعد تفرق حملاتهم الانتخابية بين من يتحلى بالمظهر الإسلامي من غيره .. ولم نعد نرى أو نعرف الفرق بين برامج كل الأحزاب وكل المرشحين الإسلامية من غير الإسلامية .. فقد تشابه البقر علينا ..

في حقيقة الأمر لقد استمعت الى خطاب الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل الاخير حيث قال لا يوجد اي من المرشحين الحاليين يريد تطبيق الشريعة الإسلامية ، ومن خلال مطالعاتي لمقابلات المرشحين المنسوبين الى الإسلام أجد أنه لا يوجد أي مرشح إسلامي  بالفعل بل كلهم إسلاميون بالقول ، وأحلاهم لن يطبق الشريعة ، فلو افترضنا ان احلاهم مرسي أو ابو الفتوح فكلاهما لن يطبقا الشريعة الاسلامية ، ولا يفهم من كلامي أني لا ادعمهما.

إننا ندعوا الى انتخاب ابو الفتوح او مرسي كما قال الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل ، كونهم أفضل الموجود ، بارك الله فيكم ، وأملنا في تطبيق الشريعة الإسلامية هو البرلمان ، على أمل ان لا يتحول اعضاءه إلى علمانيين بلحا وعمائم .

حسنين ابو النجا

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك