الإنتعاش المغربي للطاقة المتجددة


سلسبيل صبيح


على أعتاب بحر الرمال الساحر جنوباً ، ونقاء الطبيعة الخلابة شمالاً ، توجد تلك الدولة التي لطالما وصلت بجمالها العالم أجمع ، وتطورت عبر مر السنين حتى تحاكي العصر الحديث ، في السياحة والإقتصاد والسياسة والتنمية المستدامة ، حتى غدت ملاذاً صحيحاً لكل من يقصدها لتحقيق مطلبه ، وغلبت بمشاريعها البنّاءة والمتطورة في مجالات عدة وتفوقت في البعض الآخر على مستوى إقليمي وعربي ، نعم إنها المغرب ، تلك التي انتعشت في الأونة الأخيرة في جميع المجالات في إقامة أقوى وأفضل المشاريع والأعمال ، خصوصا تلك التي لائمت التحول الإقتصادي الجديد في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة .



لا أمان مع الوقود الأحفوري

يلتهم المغرب جزءاً ضخماً من ميزانية الدولة لاستيراد حاجيات الطاقة أي بما يعادل 13 مليار دولار أي بمجمل 20% من الواردات لسد 94% من احتياجات النفط من الخارج ، على الرغم من امتلاك المغرب مكاناً وفيراً للعثور على النفط بحسب خبراء ، إلا أن عدة شركات دولية ومثال ذلك شركة " بورا فيدا " الأسترالية أعلنت في عام 2012 عن العثور على حقول نفطية في منطقة مازغان إلا أنه لم يظهر شيئاً بعد الى هذا اليوم، يشار أيضاً أن شركة الطاقة الماليزية "بتروناس" سبق وأن أكدت اكتشاف آبار نفطية في البلاد وأن عملية انتاجه ستكون بعد الأربع سنوات إلا أن الشركة توقفت عن العمل وغادرت البلاد، وغيرها الكثير ، أي أنه إن بقيت المغرب تعتمد على الاستيراد النفطي ، والاستهلاك الضخم من حجم الواردات ، كل ذلك سيجعلها على عتبات زيادة الفقر وارتفاع معدل الضرائب والاعتماد على الآخر اضافة إلى مشاكل أكبر قد تحد من التطور الإقتصادي لها .


نموذج مشرق في مستقبل الطاقة المتجددة

أنجبت منطقة "الورزازات المغربية" أكبر المشاريع في مجال الطاقة المتجددة والتي سميت ب "نور" وهي عبارة عن محطة شمسية للطاقة المركزة وتحتوي على ما يصل لنصف المليون مرآة والذي كان من أهم أهدافه الإستقلال النسبي في مجال الطاقة و والإسهام في تقليل الإنبعاثات الغازية وإنتاج طاقة متجددة تشكل المستقبل الإستهلاكي من الطاقة ، حيث يسعى هذا المشروع إلى تغطية 42% من احتياجات الطاقة في عام 2020 من خلال الطاقة الشمسية بحسب الخبير الإقتصادي "محمد كرين" ، وتمتد محطة " نور 1 " على مساحة شاسعة تصل الى 480 هكتارا من الأراضي ، والتي تنتج الأحواض المقعرة المسقيمة فيها 500 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية سنوياً والتي توفر الكهرباء بسعر 0.18 للكيلوواط/ساعة حيث يجري حالياً اجراء سلسة محطات" نور 2" و "نور 3" ونور "4" والتي من المتوقع أن تبدأ في عام 2018 في إنتاج الكهرباء وبأقل من 0.16 دولار للكيلو واط /ساعة.




مشروع "قافلة الشمس "

لم يقف الشباب المغربي متفرجاً أمام مستقبل بلاده ، على العكس تماماً فقد أطلقت منظمة غرينبيس  مشروعاً لتعزيز الطاقة الشمسية في المغرب على أيدي شبابه ، حيث يسعى المشروع إلى إقامة شبكة من سفراء الطاقة المتجددة عن طريق اقامة تدريبات للشباب المغربي بشراكة جمعيات محلية ، لمشاركة تجاربهم في أنحاء المغرب وتدريب ربات المنازل على مهارات الطبخ باستخدام الطاقة النظيفة لتوفير الأمان المالي والأمان الصحي لهم علاوة على التقليل من استهلاك الطاقة السيئة التي تسبب في زيادة الإنبعاثات الغازية ، وتعد الطاقة الشمسية اللامركزية مصدراً متاحاً للجميع بحيث يتمكن أي فرد من امتلاك مصدره الخاص في الطاقة وإداراته بناء على الإحتياجات علاوة عنلى أنها تحقق فائدة اقتصادية واجتماعية على مستوى الفرد .


إنّ نُدرة المصادر النفطية وضرورة مكافحة التغييرات المناخية الحالية ، جعل المغرب من الدول العربية المتصدرة في مشاريع الطاقة المتجددة والمتنوعة على وجه العموم ، والتي ستكون في القريب العاجل مثلاً يحتذى به في دول العالم أجمع ، لنهاية عصر الطاقة التقليدية المبنية على الوقود الأحفوري والبدء بعصر الطاقة النظيفة التي ستمثل استدامة حقيقة في جميع المجالات والأفق .




يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك