لم يكن الاحتباس الحراري يومًا أمرًا معقدًا وصعبًا في الحد منه، أو التصدي له بكافة الحلول، إلا أن ضعف الإرادة والعمل والتطبيق قد يجعله أمرًا بعيد المنال، وما بين المشكلة والحل تكمن تلك التفاصيل الصغيرة التي لطالما تجاهلها البعض رغم سهولة استثمارها، ففي الأونة الأخيرة ووجود التوعية البيئية ومشاريع الطاقة المتجددة، وبرغم الفائدة التي تجنى من تطبيق الحلول، إلا أن الواقع المحيط يحتاج حلولًا ومشاريع أكثر جدية.
تفاقمت مشكلة الاحتباس الحراري في الآونة الأخيرة بطريقة كبيرة حيث ارتفعت الغازات الدفينة ارتفاعًا مفرطًا بسبب الثورة الصناعية؛ مما خلق ازديادًا كبيرًا في درجات الحرارة بفعل حبس تلك الغازات للأشعة تحت الحمراء؛ مما يشكل خطرًا كبيرًا على وجه الأرض، ومن فيها من كائنات حية بشرية، أو حتى نباتية، أو حيوانية، ومع حدوث ذلك التطرف في المناخ وارتفاع متوسط درجات الحرارة، أدى إلى مشاكل كارثية من أبرزها ارتفاع منسوب مياه البحار بسبب ذوبان الجليد في القطبين، وبالتالي حدوث الفيضانات العارمة، وانقراض بعض الحيوانات والنباتات التي لم تستطع أن تتكيف مع درجات الحرارة الحالية وازدياد الزحف الصحراوي وحرائق الغابات وتغير المناخ بفعل درجات الحرارة، وأما عن أسبابها فهي كثيرة فوضاوية، كان أغلبها من صنع الإنسان؛ حيث ازدياد استخدام مصادرالوقود الأحفوري وقطع الأشجار وعدم استخدام وسائل الطاقة المتجددة الحديثة والنظيفة، بدلًا عن الوقود الأحفوري، في سد حاجيات إنتاج الطاقة على الأرض، وتحويل الاقتصاد المبني على التلوث إلى اقتصاد نافع ونظيف، إضافة إلى غير تلك العوامل التي أدت بالفعل إلى حدوث عواقب هي على الأرجح تعد الأصعب في المرحلة الحالية للأرض.
البقاء تحت 1,5 درجة مئوية ليس مستحيلًا
كادت أن تكون الحلول السهلة الممتنعة التي تحتاج إلى تطبيقٍ فعلي على هذا الكوكب المتأزم، حلول ليست بمستحيلة لكنها تحتاج الجدية أيضًا في العمل، ومن أهمها تعزيز ما يسمى بسحب القرد، وهي سحابة منخفضة تنمو بشكل رأسي ذات سماكة شديدة، تكون الأجزاء المضاءة من الشمس بيضاء، وتكون قاعدتها داكنة نسبيًا، ومهلهلة في بعض الأحيان، وتتكون من قطرات مائية ويمكن أن تكون في أجزائها العلوية مكونة من بلورات ثلجية، تتشكل على طول الجبهات الباردة من المنخفضات الجوية وتترافق بالهطول على شكل زخات من المطر، وبالتالي تعمل على تحسين الجو وخفض درجات الحرارة، بالإضافة إلى زيادة التركيز على تعزيز ونشر الغطاء النباتي وزراعة الأشجار المعمرة واستخدام الأسمدة الطبيعية بدلًا عن الاعتماد على الأسمدة الكيميائية، وتخصيص عقوبات رادعة من قبل الحكومات لإيقاف تقطيعها، وزيادة البنيان على حساب الأراضي الزراعية، ويشار إلى أن تغذية الأحياء البحرية والمائية لها دور أساسي ومهم في تنقية الجو أيضًا، وإن تكلمنا أكثر في صلب الحلول والوقاية، نجد أن الحل الأمثل والحقيقي هو التوجه الصحيح نحو الطاقة البديلة والمتجددة، والابتعاد عن مصادر الطاقة الملوثة التي تزيد الدمار إلا دمارًا.
إدارة الحلول
إن إدارة تلك الحلول أمرٌ أهم بكثير من تطبيقها، واختيار المكان والزمان المناسبين لعملها بالطريقة الصحيحة، سواء في طريقة استخدام الطاقة المتجددة، أو إدارة الغابات والأماكن الزراعية والبحرية، وإدارة العملية التوعوية للأفراد في كافة المجتمعات، حتى تغدو آمنة بعيدة عن كارثة حقيقة قد تصيب هذا الكوكب في القريب العاجل.
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.