هذه الحكايه .... من التراث الشفوي لمدينة الرملة روتها بكل عفويه وبلهجة رملاوية عذبه .... الحاجه ام العبد .... واحداث هذه الحكاية .... ربما دارت .... في العشرينييات او الثلاثينيات من القرن الماضي .
ذهبت في زيارة لصديق لي منذ مدة طويله ..... وبينما نحن جالسين في منزله نتحدث في امور الدنيا ومشاكلها ..... طرق باب المنزل .... فاسرع صديقي يفتح الباب ..... وسمعته يقول اهلا بالحجه ام العبد .
وردت ام العبد اهلا فيك يا بنيي .... ان شاء الله ما اكون ازعجتكم ..... رد صديقي لا يا حجه ... انتي بتشرفينا باي وقت ..... تفضلي جوا ...... ردت ليكون عندكم حدا .... فاجابها صديقي ..... اه والله عندي صديقي من الرمله . .... ردت الحاجه ام العبد بلهفه والله ..... خليني اسلم عليه يما .
ودخلت ام العبد غرفة الجلوس .... وقالت اهلن بريحة الحبايب .... فاستغربت جدا فانا بعمري لم اعرف الحاجه ام العبد ..... ولم اقابلها .... وقلت لها اهلا فيكي يا حجه .
فقال صديقي هاي الحجه ام العبد بركتنا .... وبلدياتنا .... وربنا بحبك ..... بتئدر تسالها اي شي عن الرمله .
واغتنمت الفرصة وبادرتها بالسؤال .... احكيلي عن الرمله ورجالها يا حجه ..... فتنهدت ام العبد وقالت اسمع يما .... راح احكيلك عن رجل ... ولا كل الرجال ..... وبطل .... ولا كل الابطال .
وبدات تسرد بطوالات .... ومواقف عز ورجوله .... لاحد ابناء الرمله .... وتقول اسمع يما ... علي ... كان زلمه ما بخاف الموت .... عجز الانجليز .... يما .
علي عاش مطارد ومات شهيد يما ..... نصبوله اكتر من كمين يما ..... وكان يفلت منهم .... كان ينط من دار لدار .... ومن سطح لسطح ..... بئولك عجزهم تعجيز .... وقتل منهم كتير .
وشعرت وبينما الحاجه ام العبد تتكلم عن البطل ... علي ..... باني امام شخصيه اسطوريه ... او امام الرجل العنكبوت ( سبايدر مان ) وقدرته على التنقل من مكان لمكان ..... بسرعة وخفة ورشاقه .
وشعرت ان الشهيد ..علي ... كان يشكل بمفرده تنظيما عسكريا مسلحا ..... ارعب المحتل البريطاني .
وشعرت ان الحاجه ام العبد تتحدث عنه بعاطفه واعجاب وحب شديدين .
وقاطعتها .... معتذرا ..... بس مين هو ...علي ... يا حجه .... فنظرت الي باستغراب وقالت ..... انتا ما بتعرف ....علي ... يما ... انتا من الرمله يما ؟
فاجبتها نعم انا من ... الرمله .... بس للاسف ما سمعت عنه .... ردت باسف .... علي ... مين ما بيعرف ... علي .... ان شاء الله .... تكون زيه يما ..... انا بحكي عن ....علي جراد .... يما .... وقالت وهي تمسح دمعتها طخوه غدر يما .
فتاثرت كثرا .... وقلت لها .... الله يرحم ابنك ..علي ... يا حجه .... ردت .... بس يما علي مش ابني .... انا كل ولاد الرملـــــه ولادي ..... يما.
يما الابطال مش لازم ننساهم ..... يما الطيبين زكرهم مش لازم يموت وراحت تبكي ..... وابكت الموجودين .
واكتشفت فيما بعد ان الحاجه ام العبد .... لم يرزقها الله بابناء ..... ولكني اقسم اني شعرت بعاطفة وحب عظيمين حين تحدثت عن الشهيد علي جراد ..... وشعرت بانها ام لكل رملاوي .
رحم الله الحاجه ام العبد .... والرحمة والخلود للشهيد علي جراد
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.