مشاريع الوقود الأحفوري .. إلى أين؟


سلسبيل صبيح


يعد موضوع انتاج الطاقة المعتمدة على الوقود الاحفوري موضوعاً محورياً مهماً تدور حوله العديد من التساؤلات المبنية على الاقتصاد الدولي ، والبحث عن مصادر بديلة تفي بالغرض الانتاجي لاعتمادها ، واستغلال الإمكانيات المتاحة مِن موارد الطاقة النظيفة ، وعدم اكتراث بعض الدول في التغيرات المناخية الحديثة التي تحصل على كوكب الأرض ، وقد أكد خبراء المناخ أن الأرض متجهة نحو كارثة حقيقة ، وأن الفرصة لا زالت موجودة لتطبيق الحلول الصحيحة خلال السنتان القادمتان ، وقد حددو عام ٢٠٢٠ لدفع العالم للتحرك قبل فوات الأوان .

وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية فإن خبراء البيئة أكدوا بأن العالم سيواجه آثارا مدمرة تتراوح ما بين موجات الحر القاتلة والهجرة الجماعية الناجمة عن ارتفاع منسوب البحار، اذ تم عمل دراسات وأبحاث حول الأرفف الجليدية في القطب الجنوبي وتم اكتشاف أن أقدم الارفف تنخفض وتتآكل بشكل دراماتيكي، أي أنه سيختفي في السنوات القليلة القادمة، ويسمى هذا الرف الجليدي "لارسن بي" ويتعدى عمره أكثر من عشرة الاف عام، ومع مرور الوقت أصبح مجرد قطعة رقيقة من الجليد تطفو على سطح الماء ومن الممكن ذوبانه بشكل كامل قبل نهاية القرن الحالي وتقريبا في عام 2020، وأما عن التقرير الذي نشرته مجلة ناتشر العلمية ، ان الدول اعتزمت بكل ما لديها الانتقال الى مصادر الطاقة المتجددة ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية والتي انسحبت من معاهدة باريس للمناخ في عهد ترامب .


من جانب اخر وعلى الصعيد العربي ، وبرغم  العديد من الكوارث الطبيعية التي تحدث ، وتوصيات معاهدة باريس ، إلا أن بعض الدول لا زالت تعتزم وتنفق المليارات في تصنيع الوقود الاحفوري وعمل المزيد من مشاريع الوقود الاحفوري على أراضيها، في نفس الوقت الذي تنفق القليل منه في مجالات انفاق الطاقة المتجددة ، فقد أعلنت منظمة أوبك المصدرة للنفط عّن إنفاق الكويت أكثر من ٥٠٠ مليار دولار بحلول عام ٢٠٤٠ في لتعزيز  القدرة الإنتاجية في انتاج النفط والوقود والتكرير إلى ٤.٧٥ مليون برميل في اليوم ، برغم انخفاض الأسعار ، حيث تبلغ القدرة الإنتاجية للكويت حاليا 3.1 مليون برميل في اليوم باستثناء 250 ألف برميل في اليوم يتم استخراجها من حقلي الخفجي والوفرة ، وهذا بدوره قد يشكل ضرراً بيئياً حقيقياً ، حيث تعد الكويت دولة غنية بمصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية ، لارتفاع درجات الحرارة الكبيرة في الكويت ،عدا عن طاقة الرياح وغيرها العديد ، فهي بذاتها تعد كنزا كبيراً لو انتقل الانتاج من الوقود الاحفوري الى الطاقة النظيفة خصوصا في ظل تحول الاقتصاد العالمي.

إن انبعاث الغاز بسبب انتاج الوقود الاحفوري يراكم نحو ملايين الأطنان من غاز ثاني أكسيد الكربون في سماء الكويت والمنطقة. وكما نعلم أن إنتاج برميل واحد من النفط الخام سينتج معه 600 قدم مكعب من الغاز المصاحب، غير مشاكل صحية قد تودي بحياة الانسان والحيوان والنبات حتى ، عدا عّن مشكلة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في البلاد ، لكن وفِي نفس الوقت لا ننكر دور المشاريع البيئية في الكويت والتي تحتل على مستوى الصعيد العربي مكاناً حيوياً ، كمشاريع الطاقة المتجددة في المعهد التطبيقي على سبيل المثال ، ومشاريع الألواح الشمسية في بعض مناطق الكويت ، وحرصها الدائم على تبني المشاريع الدولية العربية المعززة لإنتاج الطاقة المتجددة ، وهذا ما قد يجعلنا في حيرة من الأمر بأن هكذا مشاريع تسعفنا في الوقوع من الدمار الذي قد يحصل ، والتحديات الكبيرة التي قد تحدث عند عمل مشاريع مبنية على الوقود الاحفوري من شأنها أن تزيد من الأضرار الاقتصادية والبيئية ، مع وجود حلول كثيرة تنتج الطاقة التي تحتاجها البلاد. 





المصادر :
http://m.france24.com/ar/20180131-الكويت-تريد-استثمار-500-مليار-دولار-لتعزيز-انتاجها-النفطي

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك