في الحقيقة تبادر الى ذهني هذا السؤال وقد وجدت الجواب الكافي لدى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، والتالي نص السؤال وجواب الشيخ عليه .
السؤال : فشا في هذا العصر وصف المسلمين الملتزمين بالدين بأوصاف كالأصوليين والمتطرفين والمتزمتين ونحو ذلك ، فما رأيكم في هذا الأمر ؟ .
الجواب : رأيي في هذا أنه لا غرابة أن يصف أهل السوء أهل الخير بالألقاب السيئة التي ينبذونهم بها ، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المطففين : " إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ " [ سورة المطففين ، الآيتان : 29-32] .
ولا يخفى على من قرأ القرآن ما وصف أعداء الرسل رسلهم به من النبز بألقاب السوء قال الله عز وجل : " كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ " [ سورة الذاريات ، الآية :52 ] ، فكل الكفار الذين أرسل إليهم الرسل يصفون الرسل بالسحر والجنون ، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان له من ذلك من كفار قريش وغيرهم ما هو معلوم ، فقالوا إنه ساحر ، وقالوا إنه كذاب ، وقالوا إنه مجنون ، وقالوا إنه شاعر .
وكل هذا من أجل التنفير عنه وعن منهجه . فلا غرابة أن يصف هؤلاء البعيدون عن الإسلام من تمسك به بهذه الألقاب ؛ كالتزمت والتشدد وما أشبهه ، أما من قالوا : إنهم أصوليون ؛ فقصدهم بذلك ألا يصفوهم بالإسلام ؛ لأن الإسلام محبب إلى النفوس ، وأما الأصوليون فهو أصل . ومع ذلك فإننا نقول : إن كان من تمسك بالإسلام أصوليًا فإننا أصوليون .
الشيخ ابن عثيمين
يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.