أدولف هتلر Adolf Hitler

كان هتلرمن أحد أروع وأرهب الأشخاص الذين عرفهم التاريخ ، بل إن التاريخ كان يهابه ، يعرف عن هتلر تمتعه بذكاء وصبر شديد ، فلا يمكن لشخص ان يأتي بشخصية شبيهة بشخصيته اوحتى قريبة منها ، كاد يحكم العالم في يوم من الايام.


طفولته
ولد ادولف هتر فى (لوكانده) فى النمسا فى 20 أبريل 1889, و كان عنده 5 اخوات و كان الرابع فيهم من حيث السن , و ابوه ألويس هيتلر(Alios Hitler) كان يعمل موظف فى الجمارك بوظيفة مفتش, و امه كلارا هيتلر كانت الزوجة الثالثة لوالده.

صورة نادرة لهتلر عندما كان عمره خمس سنوات
ترك هتلر المدرسة الثانوية ولم يكمل دراسته بسبب تصادمه مع والده ، كون والده كان يطمح من هتلر أن يكون موظفاً مثله في مصلحة الجمارك ، ذلك ما كان يرفضه هتلر حيث كان هتلر يحلم بأن يكون رساماً ، وهذا واضح من مقولاته المختلفة ومن هذه المقولات ما قاله عن نفسه بأنه " فنان قد اساء الجميع فهمه".

وفي كتابه كفاحي أرجع هتلر تحوله إلى الإيمان بالقومية الألمانية إلى سنوات المراهقة الأولى التي قرأ فيها كتاب من كتب والده عن الحرب الفرنسية البروسية والذي جعله يتساءل حول الأسباب التي جعلت والده وغيره من الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن ألمانيا أثناء الحرب.

نشأته
بدءاً من عام 1905، عاش هتلر حياة مأساوية في فيينا حيث كان يعيش على منحة حكومية لإعانة الأيتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له بين الحين والآخر.

كلارا والدة هتلر
وتم رفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وذلك في عامي 1907 و1908 لأنه "غير مناسب لمجال الرسم" وأخبروه أن من الأفضل له توجيه قدراته إلى مجال الهندسة المعمارية.

 وعكست مذكراته افتتانه بهذا الموضوع ، حيث قال:
"كان الهدف من رحلتي هو دراسة اللوحات الموجودة في صالة العرض في المتحف الذي كان يطلق عليه Court Museum، ولكنني نادراً ما كنت ألتفت إلى أي شيء آخر سوى المتحف نفسه. فمند الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، كنت أتنقل بين المعروضات التي تجذب انتباهي، ولكن كانت المباني دائمًا هي التي تستولي على كامل انتباهي".

وفي 21 ديسمبرمن عام 1907، توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عامًا ، وبأمر من أحد المحاكم في لينز، أعطى هتلر نصيبه في الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام لشقيقته باولا.

وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره، ورث هتلر أموالاً عن واحدة من عماته ، وحاول هتلر أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين وبعد أن تم رفضه من أكاديمية الفنون للمرة الثانية ، كان ماله كله قد نفذ.

وفي عام 1909، عاش هتلر في مأوى للمشردين. ومع حلول عام 1910، كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في Meldemannstraße.

في عام 1913 إنتقل هتلر للعيش في ميونيخ بعد ان استلم أموال والده بعد وفاته ، وكتب هتلر في كتابه كفاحي "أنه كان يتوق دائمًا للحياة في مدينة ألمانية "حقيقية". وفي ميونيخ، أصبح هتلر أكثر اهتمامًا بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتابات هوستن ستيوارت تشامبرلين. كما أن انتقاله إلى ميونيخ قد ساعده أيضًا على التهرب من أداء الخدمة العسكرية في النمسا لبعض الوقت بالرغم من أن الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية الأمر من إلقاء القبض عليه.

وبعد فحصه جسديًا وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه ، تقرر أنه غير لائق لأداء الخدمة العسكرية وتم السماح له بالعودة إلى ميونيخ ، وعلى نقيض ذلك وعندما دخلت ألمانيا الحرب العالمية الأولى في أغسطس عام 1914، تقدم هتلر بالتماس لملك بافاريا لودفيج الثالث للسماح له بالخدمة في بالجيش ، وبالفعل وافق الملك على التماسه، وتم تجنيد أدولف هتلر في الجيش البافاري.

خلال الحرب العالمية الأولى خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر والذي عرف باسم فوج ليست (بالألمانية: Regiment List) - نسبةً إلى قائده الأول-.

وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية). عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من أخطر الوظائف على الجبهة الغربية، وكان معرضًا في أغلب الأحيان للإصابة بنيران العدو.

 كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على الجبهة الغربية، وتضمنت هذه المعارك: معركة يبريس الأولى ومعركة السوم ومعركة آراس ومعركة باسكيندايلي.

وفي 15 أكتوبر 1918، دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم بغاز الخردل ، ويشير العالم النفسي الإنجليزي ديفيد لويس وكذلك بيرنارد هورسمتان إلى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجةً اضطراب تحوّلي (والذي كان معروفًا في ذلك الوقت باسم هيستريا).

صروة من مراسم توقيع اتفاقية فرساي 1918
وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنعًا أن سبب وجوده في الحياة هو "إنقاذ ألمانيا." ويحاول بعض الدارسين - خاصةً لوسي دافيدوفيتش ،أن يبرهنوا على أن نية هتلر لإبادة يهود أوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ هذا الأمر، ويعتقد معظم المؤرخين أنه اتخذ هذا القرار في عام 1941 بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد عقد العزم عليه في وقت لاحق في عام 1942.

كانت اتفاقية فرساي عام 1918 صدمة حقيقية لهتلر فقد قال كنا على استعداد للحرب الى ما لا نهاية لماذا نستسلم ونحن احياء ، وقد شعر هتلر بأن هذه الاتفاقية هي طعنة لألمانيا بالظهر ، كون الالمان مازالوا يسيطرون على اراض للعدو فلما الإستسلام ، وقد كانت هذه الاتفاقية اتفاقية مذلة للألمان حيث حددت اعداد الجيش واقتطعت بعض الاقاليم الألمانية وغيرها من البنود التي تعتبر مذلة لألمانيا.

هتلر و الـــحزب الــــــنازي

وفى يوليو، 1919، تم تعيين أدولف هتلر في منصب كجاسوس للشرطة  الالمانية (Verbindungsmann) وكان يتبع (قيادة الاستخبارات  (Aufklärungskommando) التي كانت تتبع قوات الدفاع الوطنية (Reichswehr) من أجل التأثير على الجنود الآخرين واختراق صفوف احد الأحزاب الصغيرة ؛ وهو حزب العمال الألماني (DAP).

وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب آنتون دريكسلر المعادية للسامية والقومية والمناهضة للرأسمالية والمعارضة لأفكارالماركسية ، وكانت أفكاره تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي أفكار مستوحاة من الأفكار الاشتراكية "غير اليهودية" ومن الإيمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل أفراد المجتمع. كما حازت مهارات هتلر الخطابية على إعجاب دريكسلر فدعاه إلى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه. كما أصبح هتلر أيضًا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. وبعد مرور عدة سنوات، أدعى هتلر إنه العضو السابع من الأعضاء المؤسسين للحزب.


كما التقى هتلر مع ديتريش إيكارت وهو واحد من المؤسسين الأوائل للحزب، كما كان عضوًا في الجمعية السرية المعروفة باسم Thule Society ، وأصبح إيكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي يجب أن ينتقي بها ملابسه ويتحدث بها، كما قدمه إلى مجتمع واسع من الناس.

ووجه هتلر عميق شكره إلى إيكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسم Mein Kampf. وفي محاولة لزيادة شعبية الحزب ، قام الحزب بتغيير اسمه إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني (بلألمانية: Nationalsozialistische Deutsche Arbeiterpartei).

في العام 1920 تم تسريح هتلر من الجيش ، فبدأ مدعوا بالتشجيع المستمر من أعضاء الحزب من ذوي المناصب الأعلى في المشاركة الكاملة في أنشطة الحزب. وفي بدايات عام 1921، بدأ هتلر يتمكن بشكل كامل من إجادة فن الخطابة أمام الحشود الكبيرة.

وفي فبرايرمن ذات العام ، تحدث هتلر أمام حشد يضم حوالي ستة آلاف فرد في ميونيخ. وللدعاية لهذا الاجتماع، أرسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا الشوارع وهم يحملون الصليب المعقوف محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم إلى الجماهير في أول تنفيذ للخطة التي قاموا بوضعها.

انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظرًا لشخصيته الفظة وخطاباته الجدلية العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين له بما في ذلك أنصار الحكم الملكي والمنادين بفكرة القومية وغيرهم من الاشتراكيين غير المؤمنين بسياسة التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضة للماركسيين ولليهود.

في العام 1920 تقدم هتلر باستقالته من الحزب بعد تحالف عدد من اعضاء الحزب ضده ، ولكن اللجنة التنفيذية للحزب ادركت ان استقالة هتلر ستكون خسارة فادحة للحزب ، وقد تشكل نهاية للحزب ، وطلبوا الى هتلر العودة ووضع هتلر شروطه على الحزب للعودة اليه ، وقد رفضت شروط هتلر في البداية.

ولكن مع الوقت تراجعت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني عن موقفها في نهاية الأمر واعترفت بهزيمتها، وتم التصويت بين أعضاء الحزب بشأن الموافقة على مطالب هتلر.

وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثلاثة وأربعين صوتًا من أصوات الأعضاء في مقابل الرفض من صوت واحد فقط. وفي الاجتماع التالي لأعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين من يوليو، 1921، تم تقديم أدولف هتلر بصفته فوهرر (بالألمانية: Führer) لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني؛ وهي المرة الأولى التي تم فيها الإعلان عن هذا اللقب على الملأ.

وفي عام 1923 انضم هتلر لأحد الاجتماعات التي تدعو للانقلاب..بهدف إسقاط وتدمير الحكومة المؤيدة للنظام الجمهوري..وقد تدخل الجيش ليوقف هذا الاجتماع..وهتلر لاذ بالفرار لكن تم القبض عليه بعد ذلك..وقد عيّن Alfred Rosenberg بدلا عنه لرئاسة الحزب مؤقتا وذلك لحماية الحزب .. وقد حكم على هتلر بخس سنوات في السجن..لم ينفذ منها إلا تسعة شهور . وبعد هذا الحادث..أصبح هتلر معروفاً في ألمانيا كلها ..

وفي السجن بدأ بكتابة كتابه المشهور Mein Kampf ( صراعي) [my struggle], وكان هذا الكتاب مملوءا بالأفكار الني تعادي اليهودية, سيادة القوة والسلطة, والإستراتيجية للسيطرة على العالم.

وقد كان هذا الكتاب بمثابة الكتاب المقدس للاشتراكية القومية ، وبإرشاد هتلر و بعضاً من معاونيه , الحزب بدأ ينمو ببطء حتى الفتور الاقتصادي .

هتلر خلال خطاب حماسي له

هـــتلر يتسلق سلــم الـــسلطة
قد لام هتلر الشيوعيين على نيران أضرمت في مؤسسة Reichstag في السابع والعشرين من فبراير. وقد ربح النازيين والقوميين الأغلبية في مقاعد مؤسسة Reichstag في الانتخابات في الخامس من مارس وقد قدمت التصويتات من المؤسسة الكثير من السلطة والقوة لهتلر .

ومنذ بداية إمبراطورية هتلر في ألمانيا وكان له بعض الأعداء والخصوم..مثل von Schleicher و Gregor )Strasser الذي استقال واعتزل النازية ), وكانوا هؤلاء قد اغتيلوا أو سجنوا.

وبعد هذا , أصبح التعليم والقضاء والحكومة يعملون لصالح القومية الاشتراكية ويمجدونها ، وقد توحدت الرئاسة والمنصب الذي كان يشغله هتلر في شخص واحد..وكان يسمّى Führer بمعنى القائد ، و كانت التحية المعروفة بين الناس هي Heil Hitler! كنوع من التمجيد له .

بعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل، حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع معظم الشعب الألماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد الاقتصادي التي اجتاحت العالم، وكذلك من معاهدة فرساي والشيوعية و"البلاشفة اليهود" (الذين أثروا سلبًا على الحركة الشيوعية في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية) وكذلك من تأثير الأقليات الأخرى "غير المرغوب فيها". واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل الأنظمة ودمجها في نظام واحد (بالألمانية: Gleichschaltung).

في عام 1938..قام هتلر بصرف ضبّاط كبار من الخدمة..وقام بتقسيم مهامهم وسلطتهم بين نفسه وبعض التابعين المخلصين والأوفياء له..من أمثال Keitel .Wilhelmكما قام باستبدال الدبلوماسيين المختصين بنازيين مثل Ribbentrop .

هتلر وموسليني 1938
أصبح القائد الإيطالي موسيليني (Mussolini) حليفا له..وأصبحت إيطاليا تابعاً لألمانيا وحليفاً لها , و بعد فترة توسع الحلفاء له في أماكن كثيرة حتى شملت اليابان و بلغاريا والمجر ورومانيا .

 الــــحرب الـــــعــالــمــيـة الــــثــانـــية 

تعد الحرب العالمية الثانية المرحلة الفاصلة في تاريخ هتلر بل تاريخ العالم ككل ، قبل ان يهاجم هتلر بولندا وقع اتفاق وهدنة مع جوزيف ستالين (رئيس روسيا) بعدم الاعتداء سمحت له بغزو بولندا في سبتمبر الأول..وتلك كانت بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939, لأن ألمانيا غزت بولندا..مما جعل فرنسا وانجلترا يؤكدون بمساعدتهم لبولندا, فقاموا بحرب على ألمانيا .

وبعد أن انتهى هتلر من غزو واحتلال هولندا في نهاية سبتمبر , قام بزيادة قواته عن قبل , فيما كان يسمى بـSitzkrieg (الحرب الجالسة) (sitting war).

وانتهت تلك الحرب في مارس من عام 1940 , وقام هتلر بأمر قواته بالزحف نحو الدنمارك والنرويج وفي شهر مايو من نفس العام أمر قواته بالهجوم على فرنسا..وفي غضون هذه العملية قام باحتلال هولندا ولكسمبورج وبلجيكا بعقليته الحربية الفذة .

وقامت فرنسا بالاستسلام في شهر يونيو 1940 , وكان هذا الانتصار الساحق كفيل بإقناع حليف هتلر الأساسي موسيليني بالانضمام لجانب هتلر في هذه الحرب..وقامت ايطاليا بالانضمام لجانب ألمانيا .
هتلر يتحدث لجنوده قبل غزو فرنسا 1940

بريطانيا , التي كانت قواتها قد سيقت من فرنسا ظلت تحارب بمفردها ، وبعد إن تم رفض اقتراحه للسلام من الحكومة البريطانية التي كانت تقاد من قبل ويستون تشرشل , أمر هتلر بالقيام بغارة للتفجير في بعض المناطق البريطانية , والتي قادت تلك الغارة إلى معركة بريطانيا وألمانيا..على كل حال..استطاعت القوات الجوية البريطانية من التغلب على القوات الألمانية , مما دفع بهتلر إلى سحب قواته من بريطانيا في اوكتوبر 1940 .

في اليوم الثاني والعشرين من يونيو 1941 قام هتلر بأمر ثلاثة ملايين جندي ألماني بالهجوم على الاتحاد السوفييتي مما كان خرقاً للاتفاقية التي كانت بين ستالين وهتلر..حيث كان ينص العهد الذي بينهما على انه لا يهجم طرف على الآخر إلا بعد سنتين , وكان هذا الغزو المسمى بـOperation Barbarossa (عملية بارباروسا) قد حُصّل منه أراض عظمية..ومناطق شاسعة وخاصة أوكرانيا , والذي نتج عنه تدمير لكثير من القوات السوفيتية ,

ولكن القوات الألمانية كانت قد ضعفت وتوقفت قبل موسكو بقليل بسبب الشتاء القارس والذي لم يتحمله إلا أهله..وأيضا بسبب مقاومة السوفيتيين العظيمة.

ســـقوط هـــتــلر والإمبراطورية
وبحلول نهاية عام 1944 كان الجيش الأحمر قد أجبر الألمان على التراجع إلى أوروبا الوسطى، وكانت قوات الحلفاء الغربيون تتقدم صوب ألمانيا. وأدرك هتلر أن ألمانيا قد خسرت الحرب، ولكنه لم يسمح بالانسحاب.

وتمنى هتلر أن يقوم بالتفاوض المنفرد من أجل السلام مع الأمريكيين والبريطانيين؛ وهو الأمل الذي دعمه وفاة فرانكلين دي روزفلت في الثاني عشر من أبريل من عام 1945. وسمح عناد هتلر واستخفافه بأخذ الحقائق العسكرية في الاعتبار باستمرار الهولوكوست. 

كما أصدر هتلر أوامره بالتدمير الكامل لكل البنية التحتية الصناعية الألمانية قبل أن تقع في أيدي قوات الحلفاء ، وقال أن فشل ألمانيا في الفوز بالحرب أدى إلى خسارتها لحقها في البقاء.

وهكذا، قرر هتلر أن الأمة بأسرها يجب أن تنتهي معه. وعهد هتلر بتنفيذ خطة الأرض المحروقة (تدمير كل ما يمكن أن ينفع العدو قبل الانسحاب من الأرض) إلى وزير التسلح ألبرت سبير الذي لم يطع أمر قائده.

وفي أبريل من عام 1945، هاجمت القوات السوفيتية ضواحي مدينة برلين. ووجد هتلر نفسه في وضع يجبره فيه مطاردوه على الفرار إلى جبال بافاريا ليتمكن من مواجهتهم في جولة أخيرة في المعقل الوطني الذي لجأت إليه الفلول المتبقية من القوات. ولكن هتلر كان مصممًا على أن يعيش في عاصمة بلاده أو يهلك فيها.

وفي العشرين من أبريل، احتفل هتلر بعيد ميلاده السادس والخمسين في "قبو الفوهرر" (بالألمانية: Führerbunker) الذي كان موجودًا أسفل مستشارية الرايخ (بالألمانية: Reichskanzlei). وقام قائد الحامية المحاصرة في "حصن بريسلو (بالألمانية: Festung Breslau) الجنرال هيرمان نيهوف، بتوزيع الشيكولاتة على القوات المحاصرة احتفالاً بذكرى ميلاد القائد.


وفي 21 أبريل من عام 1945، استطاعت قوات جورجي جوكوف؛ قوات جبهة روسيا البيضاء الأولى أن تخترق دفاعات الفرقة العسكرية (بالألمانية: Vistula) التابعة لقوات الدفاع الألمانية بقيادة الجنرال جوتهارد هاينريكي أثناء معركة مرتفعات سي لو.

جنود الاتحاد السوفيتي داخل برلين 1945
وكان السوفيت في هذا الوقت يتقدمون صوب قبو هتلر دون مقاومة تذكر، ومتجاهلاً الحقائق الواضحة، رأى هتلر أن الخلاص من ورطته قد يكون في الوحدات المتداعية للسقوط بقيادة الجنرال فليكس شتاينر.

وأصبحت القوات التي يقودها شتاينر معروفة باسم جيش شتاينر المستقل (بالألمانية: Armeeabteilung Steiner). ولكن، لم يكن "لجيش شتاينر المستقل" أي وجود إلا فوق الورق الذي تسطر فوقه الخطط العسكرية.

وقد كان هذا الجيش أكبر قليلاً من فيلق، ولكنه كان أصغر من أن يطلق عليه جيش ، وأصدر هتلر أوامره إلى شتاينر بمهاجمة الجناح الشمالي من الجزء البارز الضخم في الخط الدفاعي الألماني الذي نجحت قوات جبهة روسيا البيضاء الأولى بقيادة جوكوف في اختراقه.

وفي هذه الأثناء، صدرت الأوامر إلى الجيش التاسع الألماني (الذي كان قد أجبر على التحرك إلى جنوب الجزء الذي نجحت قوات المعادية في اختراقه) بمهاجمة الشمال في هجوم يمكن وصفه بإنه هجوم كماشة.

وفي وقت لاحق في الحادي والعشرين من أبريل، أجرى هاينريكي اتصالاً مع هانز كربس - قائد القيادة العليا للجيش (بالألمانية: Oberkommando des Heeres) أو OKH - ليخبره أن خطة هتلر غير قابلة للتنفيذ. وطلب هاينريكي أن يتحدث إلى هتلر، ولكن كربس أخبره أن هتلر مشغول للغاية ولا يستطيع أن يتلقى هذا الاتصال.

وفي الثاني والعشرين من أبريل، وأثناء واحدة من مؤتمراته العسكرية الأخيرة قام هتلر بمقاطعة التقرير الذي كان يتلى عليه ليسأل عن مصير خطة الجنرال شتاينر الهجومية. وكان الرد هو فترة من الصمت الطويل خيمت على الاجتماع. وبعدها، أخبروه بإن الهجوم لم يتم تنفيذه وأن انسحاب وحدات عديدة من جيش شتاينر من برلين – بناءً على أوامر هتلر – أدى إلى ضعف الجبهة وبالتالي نجاح الروس في الدخول إلى برلين. 

عندها طلب هتلر من جميع الحاضرين - عدا فيلهلم كايتل وهانز كربس وألفريد يودل وفيلهلم برجدورف ومارتن بورمان – مغادرة غرفة الاجتماعات ، ثم انفجر فيمن تبقى من حاضري الاجتماع بخطبة مسهبة وعنيفة مندداً بما اعتبره خيانة متعمدة لأوامره وعدم كفاءة من جانب قادته.

واختتم كلامه بأن أقسم على أن يبقى في برلين على رأس القوات المدافعة عن المدينة، ثم يطلق النار على نفسه بعد ذلك.

وقبل أن ينتهي ذلك اليوم، وجد هتلر أن سبيل النجاة الوحيد أمامه يتمثل في تنفيذ خطة جديدة يستعين فيها بقوات الجيش الثاني عشر بقيادة الجنرال فالتر فنك ، وكان الخطة تقتضي أن يقوم فنك بتحويل جيشه – الذي كان يواجه القوات الأمريكية في الغرب حينها – إلى ناحية الشرق لتحرير برلين. وهكذا، يلتحم الجيش الثاني عشر مع الجيش التاسع لاقتحام المدينة.

وقام فنك بالفعل بالهجوم، وفي غمار الفوضى استطاع أن يقوم باتصال مؤقت مع حامية بوتسدام. ولكن، لم ينجح بالمرة في الاتصال بالجيش التاسع - كما كان مقررًا في الخطة أصلاً.

وفي مساء الثامن والعشرين من أبريل، صرح الجنرال فينك بأن جيشه الثاني عشر قد تم إجباره على التراجع على طول جبهة القتال ، وأضاف إنه لم يعد من الممكن القيام بأية هجمات أخرى على برلين.
اخر ظهور لهتلر اثناء حصار برلين 1945
ولم يبلغ الجنرال ألفريد يودل (القائد الأعلى للجيش) هذه المعلومات إلى هانز كربس في برلين حتى وقت مبكر من صباح يوم الثلاثين من أبريل ، وفي التاسع والعشرين من أبريل، كان كل من هانز كربس وفيلهلم برجدورف وجوزيف جوبلز ومارتن بورمان شهوداً على وصية أدولف هتلر الأخيرة ووقعوا عليها.

وقد أملى هتلر هذه الوثيقة على سكرتيرته الخاصة تراودل يونج ، وفي نفس اليوم، تم إبلاغ هتلر بأخبار وفاة الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني، العنيفة في الثامن والعشرين من أبريل؛ وهو الأمر الذي زاد من تصميمه أن يتجنب الوقوع في الأسر.

وفي الثلاثين من أبريل من عام 1945، وبعد اشتباكات عنيفة انتقلت من شارع إلى شارع في مدينة برلين، وبينما كانت القوات السوفيتية على بعد تقاطع أو اثنين من مقر مستشارية الرايخ، قام هتلر بالانتحار بإطلاق النار داخل فمه وهو يضع في فمه كبسولة سيانيد.

وقد تم وضع جثة هتلر وجثة إيفا براون - عشيقته التي تزوجها في اليوم السابق لانتحاره - في حفرة صنعتها قنبلة ، وقام اوتو جونش وبعض الضباط المعاونين الموجودين في قبو القائد بسكب الكثير من البنزين على الجثتين، وإشعال النار فيهما بينما كان الجيش الأحمر مستمرًا في تقدمه ممطرًا المدينة بالقنابل.

وفي الثاني من مايو، استسلمت برلين. وفي السنوات التي أعقبت الحرب، تضاربت المعلومات التي وردت في التقارير عن مصير ما تبقى من رفات هتلر. وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي، وردت معلومات من التقارير التي كانت محفوظة في الأرشيف السوفيتي أنه قد تم دفن الجثث الخاصة بكل من هتلر وإيفا براون وجوزيف جوبلز وقرينته ماجدا جوبلز وأطفال جوبلز الستة والجنرال هانز كربس والكلاب التي كان هتلر يمتلكها سرًا في مقابر بالقرب من مدينة راثيناو (بالألمانية: Rathenow) في ولاية براندنبورغ (بالألمانية: brandenburg)[151]. وفي عام 1970، فتح السوفيت المقبرة التي تم دفنهم فيها، وتم حرق الرفات التي وجدت بها ونثرها في نهر الالب.
صورة ظهرت بعد انتهاء الحرب يقال بأنها تعود لهتلر 1945 وقد عرضها الحلفاء
ووفقًا للمعلومات الواردة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فإن جزء من جمجمة بشرية تم الاحتفاظ بها في الأرشيف الخاص بالجهاز وعرضها في معرض في عام 2000؛ وهي من الرفات التي تبقت من جسد هتلر وتعتبر كل ما تبقى من هذا الرفات. وقد شكك العديد من المؤرخين والباحثين في حقيقة انتماء هذا الجزء من الجمجمة لرفات هتلر.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك