روحانيات (الحلقة الرابعة)


الكاتب:علي مصطفي.
سوف نتحدث في هذه الحلقة عن النزعة الصوفية في البشرية و المعتقدات بالله.
اشرقت الليالي بشمس حبك
فما كان مني ألا عشق
فشمسك حرية لأراضي الظلم
 جاءت شمسك و غرب الظلم
تبث شمس الدنيا نور
و شمس روحك تبث الحياه و نور
داخل الغابات في اعماق البحار
تشرق من هناك شمس حبك(قلمي)

يظن الناس ان التصوف قاصر علي التجارب الدينية فقط,لا بل ان التصوف حالة إنسانية, قد لا يعلم الإنسان انه في حالة من التصوف لانه لا يعلم ما هو التصوف بشكل لفظي,فالتصوف ديني و غير ديني.

_فمثلا.
نري عالم كبير لا يؤمن بالله ولا بالروح,لكنه في لحظة اكتشاف ما هو جديد من تجارب علمية يشعر بنشوة انه توغل في اعماق التجربة العلمية و عرف ما هو مكمون فيها,في منظوره هي نشوة من الحماس فقط,اما من ينظر اليها علي انها حالة من التصوف سيجد ذلك بالفعل.
يقول الشاعر نزار القباني: حبك يا عميق العينين...تطرف-تصوف-عبادة..حبك مثل الموت و الولادة...صعب ان يعاني مرتين.
نري هنا حالة من التصوف في الحب,متي يكون الحب تصوف!؟
التصوف التوغل فب رؤية العالم,في رؤية المحبوب,في رؤية نفسك,في رؤية كل ما يجعلك اسمي.
اراكي كما اري الشمس...اذا غربت تغرب حياتي معها.
عندما يري المحب المحبوب كغير الناس.لا تنفع الحياه بدونه,عندما يصل للعشق فيتصوف فيه.
مجنون ليلة,هناك قصة لا اعرف مدي صحتها,و لكن هي هنا لتوضيح التصوف في الحب,سمع الملك هارون الرشيدي عن الرجل الذي اطلق عليه مجنون ليلة, وكان يريد ان يري ليلة التي جعلت من الرجل مجنون بها,امر بإحضار ليلة,و عندما احُضرت لم تكن بالجمال المتوقع بالهناك الأجمل منها بكثير,قال لها : ما انت بالجمال التي يجعل الرجل يجن منك,قالت له : يجب ان تراني بعين العاشق(المجنون) حتي تري ما في من جمال.
نري في موت الإنسان لفكرة (ثورية) راي فيها روحه تسمي فيها,راي في مراة روحه الفكرة تتوغل فيه,بمعني انه تصوف فيها.
و الكثير من المواقف التي تمر علينا اذ نظرنا فيها راينا فيها التصوف.

_المعتقدات بالله.
تختلف الوحد الإلهية عند كل معتقد من المعتقدات.
لنعرض بعض المعتقدات في الوحدة الإلهية و عند الصوفية.
يري بعض الفلاسفة اليونان القدماء ان الصلة بين الله و عالم معدومة لان كليهما قديم,و أثر متبادل بينهم اي ان الله لا يؤشر فيه او العالم يؤثر فيه,اما افلاطون كان يري ان الله هو الخالق او الصانع فلا بد ان يعتني بالعالم الذي خلقه,اما ارسطو كان يري ان الله يؤثر ولا يتأثر  بالعالم.راي الفيلسوف أمونيوس ساكاس و تلميذه الأشهر أفلوطين نظرية (الفيض) التي تقرر ان الوجود فيوضات متتالية الصدور عن الوحد الله.
اما بالنسبة للعقيدة المسيحية فإن الله يحل في خلقه كما حل في المسيح,و الإسلام له عقيدة مختلفة,فالله لا يمكن ان يحل في خلقه, و لذلك قُتل الحلاج لقوله انا الله و انا الحق (لكن قُتل لاسباب سياسية في الأصل), و البسطامي الذي اختلف فيه الكثير لقوله (سبحاني)
قال بن عربي في باب سر تعشق القوم بالنوم (الخيال عين الكمال,ولولاه ما فضل الإنسان علي سائر الحيوان,به حال و صال من افتخر و طال, و به من قال (سبحاني)و إني( انا الله)).
اما الوحدة اي ان الله و الكون شئ واحد فهي فكرة هندية قديمة ظهرت في الكتب الهندوسية المسماه الفيدا,وفي شروحها المسماة اليوبانيشاد,كما ظهرت المعتقد هذا عند عدد من الفلاسفة و المفكرين القدماء.
و عند الصوفين المسلمين,الوحدة هي الفكرة التي عبر عنها عبد الكريم الجيلي (ما ثم إلا الله), و عبارة ابن سبعين(الله فقط),و محي الدين بن عربي (ما في الوجود إلا الله),و عبد القادر الجيلاني(تجليت في الاشياء حين خلقتها).
و لكي تري ذلك يجب ان ترتقي عن احكام الحس فتشعر بالله في قلبك متجليا في الوجود قال عبد الغني النابلسي(لا تقل وحدة الوجود إذا لم...تفن عن كل كائن موجود)
و لنختم بابيات من ابيات الشاعر الصوفي عبد الغني النابلسي:
لي في الإله عقيدة غراء...هي والذي هو في الوجود سواء...نور على نور فهذا عندنا ...ارض وعند الله ذاك سماء...يا قلب قلبي أنت جسم الجسم لي...ومن الصفات تأتت الأسماء.
..............................................................
المصادر:دوامات التدين.
.adab.com
قواعد العشق الاربعون

روحانيات الحلقة الأولى -
روحانيات الحلقة الثانية-
 روحانيات الحلقة الثالثة -  

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك