الضبع


يعد الضبع من اشرس الحيوانات البرية ، فهو يمتلك فكا قويا قادرا على طحن العظام وتمزيق الجلود ، ولكن الدراسات الحديثة قد اثبتت ان ما يمتلكه الإنسان من ثقافة قاطمة عن الضباع ليس بمجمله صحيحاً بل إن الضباع مظلومة بعض الشيء في هذا المضمار.


فالضبع Hyena بالانجليزية حيوان من الثدييات التي تلد وترضع صغارها، وهو حيوان مفترس من الحيوانات التي تعتاش على أكل الجيف وبقايا صيد وفرائس الحيوانات الأخرى وهي تخرج للبحث عن طعامها ليلا فرادا أو جماعات، إلا أنه صياد ماهر كذلك، ويتميز بقوة فكيه الهائلة، فهو يمكنه سحق العظام بأنيابه.

و هو من شعبة الحبليات شعيبية (تحت شعبة) الفقاريات، من طائفة الثدييات، واللواحم الأرضية، من العائلة الضبعية، والعشيرة الضبعية ، ويتميز الضبع بجسم ممتلئ ورأس كبير وعنق غليظ وخطم قوي، وقائميه الأماميين أعلى من ساقيه الخلفيتين، ولذلك جسمه يتخذ شكلاً مائلاً.

والظهر محدب والأقدام ذات أربعة أصابع، والأذن مستعرضة فوق القاعدة ومدببة الطرف يكسوها شعر خفيف، والعيون منحرفة الوضع وذات بريق مخيف يظهر خاصة في الليل الحالك ، والضبع حيوان كريه ذو أثر سيئ في النفوس وهو في الحقيقة مظلوم في ذلك ولكن يرجع ذلك إلى العنق الغليظ الثابت والذنب المكسو بخصل من شعر قوي خشن.

وفراء الضباع مكون من شعر طويل خشن أيضاً ولون الشعر الداكن وكل هذه الصفات الظاهرية تطبعه بطابع يبعث البغض له لدى الكثيرين، ويثير الريبة فيه والاشمئزاز منه. والضباع حيوانات ليلية ذات أصوات مزعجة تشيع الضحك البشع، وهي أكولة نهمة وتنبعث منها رائحة كريهة، ومشيتها عرجاء تقريباً ليس فيها ما يعجب.

ولهذه الحيوانات غدد لعابية كبيرة، وعلى اللسان نتوءات قرنية والمريء متسع كما أن لها غدداً على منطقة الشرج ، والأنياب في الضباع غليظة قوية وكذلك الأضراس الأمامية تصلح لطحن العظام.

وفي تكوين أسنان الضباع ما يمكنها من أكل بقايا الغذاء التي تختلف عن حيوانات أخرى كالعظام وغيرها، وكذلك لها من قوة عضلات الفكين ما يجعلها أقوى فكاك الحيوانات طراً ، يعيش الضبع في أفريقيا وبراري منطقة الوطن العربي وتركيا والهند, صوته يسمى عواء وعوائه قبيح مزعج.

وأحب الأماكن إلى الضباع الأراضي الزراعية المكشوفة القريبة من المناطق الصخرية، وهي حيوانات ليلية لا تخرج من جحورها إلا بعد المغرب ولا تبارحها نهاراً إلا مرغمة وتحت ستار الظلام، تخرج أفراداً وجماعات صغيرة يسمع عويلها وهي تتجول طلباً للصيد أو سعياً وراء الجيف وأصوات الضباع المخططة ليست بشعة بالقدر الذي يصوره الناس ولو أنها كريهة لا يسيغها السمع، ولكن عويل الضباع الرقط بشع مخيف حقيقة ، إذ هو عبارة عن ضحك مبحوح يبعث على الرعب.

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك