الجندية المجهولة


إن على البسيطة في هذا الكون مخلوقة ضعيفة، تغلب على مشاعرها العاطفة الحانية، والرقة المتناهية ، لها من الصفات والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف الفكري، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذنٌ لا يسمعون بها، وكذلك لهم قلوب لا يفقهون بها، هي جندية حيث لا حرب، وهي حارسة حيث لا ملك، لها من قوة الجذب ما لملكة وعاطفة وحنان ما تأخذ به لبَّ الصبي بل الشرخِ كلَّه ، وتملك ممالك العاطفة دقّها وجلِّها، وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها له حِواء، إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان، لكمالها ونضجها، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها  تسمى الأم، وما أدراكم ما الأم؟! 

الأم .. ظل بالرحمة ممدود .. وكف بعطاء ليس له حدود .. إنها القلب السليم .. فيا لله كم قابلت الصد بالبذل .. وكم ردت على العقوق بالصلة والعف والدعاء بالخير...

قال تعالى
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا) ... 
الإسراء :23

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ فقال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك. متفق عليه.

ان الايات القرأنية والاحاديث النبوية الشريفة التي تذكر فضائل الأم وتحض على برها لا تكاد تحصى من كثرتها ، ولكن ومع الأسف كيف حالنا مع أمهاتنا وكيف تعاملنا معهم .. وهل فكرت في مرة من المرات عندما تكلم أمك أو إذا طلبت منك أمرا في هذه الأية أو الحديث ... ربما طلبت منك طلب صعب عليك ولا تريد نفسك الأمارة بالسوء أن تفعله .. ولكن تتذكر الأية والحديث في نفسك وتقول سأفعل هذا الشيء كي ترضا عني فيرضا الله سبحانه وتعالى.
اللهم ارحم أبائنا وامهاتنا احيائا كانوا او اموات

يمكنك التعليق على هذا الموضوع تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

شكرا لك ولمرورك